اتفق خبراء إستراتيجيون وسياسيون على كذب ادعاءات الرئيس السابق جورج بوش الذى زعم فى مذكراته الأخيرة "لحظات قرار" تلقيه معلومات من القيادة السياسية فى مصر تفيد بوجود أسلحة بيولوجية لدى العراق، وفسر الخبراء فى نقاط محددة الدافع وراء ادعاءات بوش مؤكدين أنه اعتاد الكذب على شعبه والعالم بتصريحات دون أدلة أو براهين مثلما فعل فى حربه على العراق متحديا قرارات الشرعية الدولية.
الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية قالت إن مصداقية الرئيس السابق جورج بوش من الأساس مجروحة، وليس لها أى ثقل لأنه سبق وكذب على شعبه والعالم، فيما يتعلق بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وقتل الأبرياء بعد شنه حربا ضد قرارت الشرعية الدولية، وكان موقف مصر واضح برفضها تلك الحرب الغاشمة ضد الشعب العراقى.
و أضافت أنه على مدار 8 سنوات اختلق بوش حالة من الرعب جعلت المواطن الأمريكى يذهب لانتخابه لولاية ثانية حتى يقضى على الإرهاب الذى يقف كأحد أسباب انتشار حول العالم ويكفى اعتراف كولين باول وزير الخارجية فى عهده أن الحرب على العراق قامت بناءً على معلومات خاطئة مضللة.
وفسرت د.بكر ادعاءات بوش الأخيرة بأنها مجرد وسيلة للفت الأنظار إليه بعد نبذ وتجاهل العالم له فور خروجه من البيت الأبيض، مشيرة إلى حجم الدعوات التى يتلقاها رؤساء أمريكيون سابقون مثل جيمى كارتر، وبيل كلينتون، لحضور ندوات وإلقاء محاضرات حول العالم فى حين لا أحد يعطى بوش الابن أى اهتمام، لذلك يحاول من خلال تلك المذكرات أن يحشد الأمريكيين بشكل أكبر لدعم حزبه الجمهورى لأنه كرئيس سابق تقع عليه مسئولية الترويج لحزبه من خلال تبرير أخطائه وإلقاء المسئولية على غيره.
وأكدت د.بكر أنه على العالم ألا يكترث لما يدلى به بوش فى أى مكان لأنه لا يستحق الرد من الأساس.
من جانبه أكد اللواء حسن الزيات الخبير الإستراتيجى، أن العقل والمنطق يرفض أكاذيب بوش ضد مصر التى ظلت لسنوات تحارب إلى جانب العراق ضد إيران ولم يكن لها عداوة مع النظام العراقى لافتا إلى أن بوش يحاول أن يبحث عن كبش فداء يبرر فشله مثلما افترى على منظمة الطاقة الذرية بأن لديها مؤشرات حول امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار.
وقال اللواء الزيات، من الغباء الصريح اتهام مصر بتسريب تلك المعلومات ولو كان الرئيس بوش يتمتع بقدر ولو طفيف من الذكاء لاتهم دول الجوار مثل الكويت أو غيرها وكان من الممكن أن يصدقه البعض إلا أنه يحاول من خلال تلك الادعاءات أن يحمل مسئولية أخطائه التى لن يغفرها له التاريخ لآخرين وقد غزا العراق للكشف عن الأسلحة التى لا وجود لها وللقضاء على الإرهاب الذى استشرى كالسرطان فى العالم ليسير من فشل إلى فشل، ولا يمكن اعتبار تلك الادعاءات سوى "كذبة إضافية" فى سجله الأسود.
وأشار السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق إلى سابقة ادعاء بوش الابن مباركة المستشار الألمانى الشهير جيرهرد شرودر قرار الحرب على العراق من حيث المبدأ فى الوقت الذى أعلن فيه شرودر رفضه الحرب وترتب على ذلك ضغوط أمريكية على الاقتصاد الألمانى وهذا مؤشر على اعتياد الرئيس الأمريكى السابق على الكذب والادعاء والمعروف أن شرودر من أبرز القيادات الألمانية التى كانت تتمتع برؤية وفكر ومواقف جيدة مع العالم العربى.
وأوضح رخا، أن بوش الابن لم يأت أساسا للرئاسة الأمريكية لأن لديه فكر أو رؤية فذة وإنما بدعم من مجموعة اليمين المتطرف الذى قدم من قبل للرئيس الأسبق بيل كلينتون مشروع ضرب العراق عام 1998 لتحقيق السيادة على الخليج.
وقال السفير رخا، إن العديد من الشواهد السابقة تعطينا انعكاسا لما يجرى الآن من كذب وافتراء على مصر بشهادة كولين باول وزير الخارجية فى إدارة بوش ليشهد شاهد من أهلها بألاعيب بوش الحمقاء، أيضا هانز بليكس مدير وكالة الطاقة الذرية الاسبق أقر فى كتاب له بأن أمريكا تسرعت فى الحرب على العراق دون وجود دلائل عملية مؤكدا أن هذا هو نهج بوش الذى يسخر منه شعبه على الإنترنت حتى أثناء ولايته حيث تم تدشين موقع باسم "البوشيزم" يعلق على أخطائه فى شكل ساخر وفى حوار تليفزيونى مع والدته فى أحد برامج التوك شو، قالت إن أقل أبنائها نجاحا أصبح رئيسا لأمريكا.
وأكد السفير رخا أن بوش ليس الرئيس الأمريكى الذى يمتلك مؤهلات لكتابة تاريخ سياسى بعد سلسلة جرائمه التى تستوجب محاكمته دوليا بعد أن تسبب بغزو العراق فى قتل 235 ألف عراقى معظمهم من المدنيين.
وقال د.محمد حسن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ليس لدى تعليق سوى كلمة واحدة عن ادعاءات بوش بأنه "كذاب" و"أحمق" مضيفا "كيف يجرؤ على إهانة القيادة السياسية المصرية والقائد العربى بطل حرب أكتوبر الذى لا يمكن أن يتدنى لهذا المستوى من الوشاية وتلقين المعلومات".
وأضاف د. حسن أن أكاذيب بوش تتنافى جملة وتفصيلا مع حكمة ورزانة القيادة المصرية التى تحافظ على علاقات وطيدة مع أشقائها واصفا تلك الادعاءات بأنها "رعونة سياسية صريحة" مؤكدا أن مصر أرقى من الالتفات لتلك الادعاءات وليذهب بوش إلى الجحيم.
كان الرئيس الأمريكى جورج دبيلو بوش قد زعم فى مذكراته التى طرحت بالأسواق مؤخرا أن مصر أخبرت الجنرال، تومى فرانكس، قائد القيادة الأمريكية الوسطى، والذى أشرف على غزو أفغانستان، بأن العراق لديه أسلحة بيولوجية وستستخدم ضد القوات الأمريكية.
أخبار متعلقة..
أكاذيب بوش بين "نقاط القرار" والضلال الـ 14
بوش يواصل أكاذيبه: مصر أخبرت أمريكا بامتلاك العراق أسلحة بيولوجية
خبراء: ادعاءات بوش ضد مصر "كذبة جديدة ".. ومحاولة فاشلة للعودة إلى الأضواء بعد أن نبذه العالم
السبت، 13 نوفمبر 2010 01:23 ص
الرئيس مبارك – جورج بوش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة