ببساطة ارتسمت على وجهها وامتزجت بنبرة صوتها.. وبعلم وحنكة يفتقدها صناع القرار الأشاوس فى البلدان العربية خرجت سيدة يابانية تدعى "يوريكو كويئكة" نائبة فى البرلمان اليابانى فى حوار فى إحدى القنوات الفضائية العربية فى فترة سابقة لتعلن أن تقدم بلادها ـ اقتصاديا وصناعيا وتقنيا ـ مرده جملة من القوانين المحكمة فى التخطيط والإدارة الحديثة ضمن سياسة اقتصادية نشطة فاعلة لا تدخر جهدا فى الاستفادة من أقصى طاقة بشرية تسهم فى تنمية البلاد ورقيها.
هذه التنمية التى ذهبت بعقولنا وأصبحنا عبيدا لها نهرول وراء كل جديد يحمل ماركة يابانية وفاق واقعها خيال أفلام الخيال العلمى.. هذه التنمية ولدت على أنقاض هوريشيما وناجازاكى وترعرعت بفعل سواعد الأبناء ذكورا وإناثا واشتد عودها عبر عقود من الكد والجد فى منظومة ثقافية يابانية تقدس العمل وترفع من شأنه ضمن فريق عمل موحد لا يستثنى كل ساعد قادر على العطاء والإبداع والتطوير ففرضت التنمية فى اليابان نفسها كمنافسة اقتصادية فى العالم لا يشق لها غبار فى مواجهة أمريكا والدول الأوروبية.
هذه التنمية اليابانية العملاقة نقف أمامها أقزاما فى دويلاتنا العربية رغم فارق الهامة بين المواطن العربى وصديقه اليابانى فهذا الأخير يتمتع بالارداة القوية والتخطيط الإدارى الناجح ليومه وغده ويتسم بنظافة القلب واليد واللسان ما يؤهله لصنع الحاضر المتقدم والمستقبل المزدهر الذى مازال أسطوانة مشروخة يتغنى بها المسئول العربى منذ عقود وحتى هذا اليوم قد يتحقق بعد عشرات العقود.
إن المعضلة التى نعانى منها فى شرق البلاد العربية وغربها وكانت حائلا دون تحقيق أمانينا الغالية فى مجتمعات عربية ترفرف عليه راية السعادة والرخاء والنماء تتمثل فى عقلية "الأنا" والجهل بأبسط مقومات الإدارة والتخطيط فى مناخ من الرقابة المعاقة والفساد الذى فتت عظام مؤسساتنا فأضحت رمادا تذروه الرياح فى غياب دور فاعل مؤثر لمؤسسات المجتمع المدنى التى تمثل رافدا هاما لمسيرة التنمية.
ربما كانت السيدة "كويئكة" دافعا هذه المرة لنبش جرح فى جسم الإدارة والتخطيط فى الدول العربية ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال فالجروح كثيرة والتئامها يتطلب الكثير من صفات وسمات "كويئكة" وأخواتها وأخوتها وليس لدينا من هذا الكثير حتى قليل القليل لنطمئن النفس بأننا فى الخطوة الأولى من رحلة الألف ميل.
• كاتب ليبى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة