بهجت أبو ضيف يكتب: عم "حرنقش" العربجى وقناة الجزيرة

السبت، 13 نوفمبر 2010 08:59 ص
بهجت أبو ضيف يكتب: عم "حرنقش" العربجى وقناة الجزيرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتخيل عم حرنقش العربجى صاحب العربية الكارو والجحشين السود الذى تعود على نغزهما حتى يركبا الريح ويسبق بهما المرسيدس والعيون أن رأيه فى انتخابات مجلس الشعب سيكون مرأى ومسمع من الجميع وأن صورته سيشاهدها ملايين البشر فى كافة أنحاء العالم على شاشة من أهم الشاشات الإخبارية بالمنطقة.

عم حرنقش لم ينل أى حظ من التعليم جاهل بالقراءة والكتابة لكنه ببساطته وثقافته المحدودة المعتمدة على كلمة من هنا وأخرى من هناك، بالإضافة إلى تمتعه الشديد الذى يظهر على قسمات وجهه المتشققة أثناء استماعه إلى عالم من العلماء أو سياسى معروف دائما ما يفرض رأيه فى أى مجلس يحظى بجلسته خاصة فى مجالس الأنس والفرفشة التى ينسى فيها غم زوجته وهم عياله ورفس جحشينه السود، تراه يجالس المتعلمين والمثقفين يجبرهم على الاستماع له فصوته العالى وكلماته وجمله المعهودة والمتكررة واستشهاده بمعانى الآيات والأحاديث النبوية تدفعهم للإنصات له، لا يترك مجالا لمشاركتهم الرأى، تمر الدقائق دون ملل أو كلل من مواصلة الكلام فى أى شأن من شئون الحياة.

عم حرنقش اصطحب سيارته الكارو وتوجه بجحشينه إلى قطعة أرضه الملاصقة لطريق مصر إسكندرية الزراعى تحديدا قبل كوبرى طوخ بالقليوبية لجمع البرسيم "بنزين سيارته وحيواناته"، أثناء انشغاله بعمله فوجئ بسيارة ملاكى جيب شيروكى حديثة تنزل منها فتاة أنيقة تخفى عيونها بنظارة شمسية سوداء بصحبتها رجلين أحدهما يحمل كاميرا فيديو والآخر معه بعض الأسلاك والأدوات يتوجهون ناحيته، من شدة انتباهه عجز عن الكلام حدثته الفتاة "مساء الخير، أزى حضرتك يا فندم أنا من قناة الجزيرة ممكن نتكلم مع سيادتك ونعرف رأيك عن مدى مصداقية انتخابات مجلس الشعب وهل ستشهد هذه الدورة أعمال تزوير مثل الدورات السابقة أم لا" فور انتهائها من توجيه السؤال أفاق على هزة من الشخص المصاحب للمذيعة واستعاد معنى السؤال وحدث نفسه قائلا، "خلاص يا حرنقش جا تلك الفرصة اللى هتقدر توصل رأيك للمسئولين وللرؤساء ولكل الناس، لازم تنتهز الفرصة وتقول رأيك بصراحة، "وقال للمذيعة عايزة رأيى.. خدى عندك بقى" حدثها تزوير الانتخابات وفبركة الأصوات وشراء الضمائر وانتهى من الانتخابات فانتقل لأزمة رغيف العيش وزحمة المواصلات وغلاء الأسعار وتناول كل الجوانب والمشكلات التى يعانى منها يوميا حتى طلبت منه المذيعة الانتهاء وأعطاه الشخص المجهول رقم هاتفه المحمول وسجل رقمه أيضا وأخبره بانتظار اتصاله لإخباره بموعد إذاعة المشهد الذى سيظهر فيه على قناة الجزيرة.

انتهى عم حرنقش من البرسيم وسحب عربيته الكارو وسابق الريح، وانتظر حتى حلول الليل بفروغ الصبر وتوجه إلى شلة المثقفين الدائم الجلوس معهم من أجل غيظهم فأكثرهم ثقافة لم ينشر رأيه على صفحات أى مجلة مدرسية، لكنه تمكن من تحطيم طموحهم جميعا وأثناء جلسته أخذ يقص عليهم مدى بلاغته ورشاقته أثناء التحدث للجزيرة وإعجاب المذيعة بأسلوبه ووسامة صورته على شاشة الكاميرا، بالرغم من عدم رؤيته لها وطلب منهم جميعا متابعة الجزيرة فى الأيام القادمة لمشاهدته، وما زال عم حرنقش ينتظر وأصدقاؤه طلته الجميلة على شاشة الجزيرة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة