يااااه ده أنا طلعت ضعيف بشكل.. أحدث نفسى فى حالة صفا مع كوب شاى أخضر بنعناع أخضر وأى حد يشوفنى ويرقبنى من بعيد أكيد أول ما يخطر بباله أنى مجنون.. شاى أخضر جعلنى أفتح قلبى بنفسى وأقوم بتشريح عقلى بيدى واسمحوا لى أن أصف لكم تلك العملية وما فيها من دم وندم وعتاب وحسرة وأمل ورجاء ندخل معا لحجرة العمليات والقلب أى قلبى به نوعان من المواسير ماسورة حمراء يدخل منها الكبر والرياء والكذب والتجمل وكل أنواع الذنوب التى يمكن أن تمر من الماسورة حسب سمكها وحجمها وتختلف من إنسان لآخر وماسورتى دخل منها كثير من الكذب وكثير من الذنوب الصغيرة فى نظرى ودخل منها ذنوب كثيرة وسترها عليا الستار الكريم ودخل منها شطحات وهلس ودخل منها غيبة ونميمة ودخل منها نظرات وكلمات قلتها ولم تكن تحل لى وليست من حقى ودخل منها أفعال لم أكن أفعلها إلا لأنى بشر وعبد ضعيف جدا تمر عليا لحظات لا أقوى فيها على نفسى ويهزمنى شيطانى ومرحلة تضعف فيها نفسى وتمل من الطاعة والعبادة وأشعر أنى أناقض نفسى وأنى عكس أنا واستغرب أنى أكتشف هذه الحالة بنفسى وألومها وأحدثها كالمجنون بصوت مرتفع أحيانا وأحيانا بهمسة عتاب وأوبخها بعنف وأندم وأستغفر وأعود، وفى هذه الحالة أشعر برضا وراحة ونوع من الانتصار الماسخ بدون سكر أى بدون مجهود وأردد لنفسى.. ما كان من الأول يا أمور.. ليه عملت كده.. ما أنت عارف.. وأحيانا أقوم بخبط يدى على أى جدار بجانبى بقوة وفى أول صلاة فى السجود أستغفر وأطيل الدعاء والندم.. ثوان أكمل الشاى قبل ما يبرد.. أنتقل بحضراتكم إلى الماسورة البيضاء متينة جميلة من مواد صلبة تم بناؤها وكبرت وترعرعت على الخوف من الله والأمانة وعدم فعل الكبائر وعدم ظلم الناس أو الافتراء على الضعفاء أو أكل حقوق الغير، شبت هذه الماسورة على حب الخير للناس بيضاء بالفطرة تسعد بسعادة الآخرين وحبهم تفعل الخير فى السر والعلن تخاف الله فى خلقه يكفيها همسة من آخر لتعود لصوابها وفطرتها يكفيها كلمة من صديق مخلص لترجع وتصحح وتصحو.. أى طبيب عاقل لتنجح هذه العملية ويبقى القلب معافى وقريبا وطاهرا على أى عاقل يجب عليه أولا غلق الماسورة الحمراء ليسد منابع الشر وطرق الشيطان وأبواب الهوى للقلب الضعيف ويحاول أن يكون له ماسورة واحدة ليمنع وجود الكوكتيل والتناقض فى القلب وما أصعب هذا القرار! وما أصعب غلق هذه الماسورة! خاصة فى أيامنا هذه وخاصة أننا تعودنا على تدفقها بأيدينا وبأيدى الآخرين وبتساهلنا مع أنفسنا وإقناعها تحت أى مسمى وأى غطاء، يا عم معونة شتا أهم حاجة النية وكل نية وأنت تتخن والنية فى الخروف.. يا رب أدعوك فى هذه الأيام المباركة أن تقدرنى على نفسى وعلى قلبى.. يا رب إنى ضعيف جدا وأحيانا أشطح بعيدا عن الماسورة البيضاء فلا تجعل فى قلبى غيرها.. يا رب إنى بشر وضعيف جدا وعملت ذنوبا وظننت أنه لا يرانى أحد هطل منى وغباء وكنت أنت أقرب منى إلى نفسى وسترتنى كرما منك واليوم أنا أيضا ضعيف وطماع أطمع فى كرمك ومغفرتك اغفر لى كل هذه الذنوب.. يا رب ظلمت نفسى كثيرا بعلمى أحيانا كثيرة وبجهلى أحيانا قليلة فاغفر لى ما كثر عندى وتجاوز عن ما قل عندى.. يا رب فطرتك وبذرتك فى قلبى إن تركتها لى لأرعاها وأسقيها ستذبل وتموت فلا تتركها لى ومد لى عونك ورحمتك حتى أعيش.. يا رب لى عذر إذا كبرت وأصابنى الزهايمر واليوم ليس لى عذر ولكن لى رجاء عندك أن تذكرنى إذا نسيت.. يا رب قدرنى على الماسورة الحمراء.
أحمد خيرى يكتب: يا رب.. قدرنى على الماسورة الحمراء
السبت، 13 نوفمبر 2010 11:07 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة