معتز نادى يكتب: شكراً

الجمعة، 12 نوفمبر 2010 12:02 ص
معتز نادى يكتب: شكراً

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"تودى باسيما"، "تشكر إدارم"، "جراتسى"، "افخريستو بولى"، "جراثياس"، "ميرسى"، "ثانكس"، "إميسكانالو"، وغيرها من الكلمات تعنى نفس المعنى للعنوان.

وعندما تفعل أفضل ما عندك ثم تتلقى المكافأة فى كلمة واحدة اسمها "شكرا"، وقتها تشعر أنك قد أديت ما عليك، ويركب الزهو والافتخار رأسك لأن هناك من طيب بخاطرك وشكرك على ما قدمت.

لكن فى أحيان كثيرة قد تفعل ما تفعل وتقدم ما تقدم، فلا تجد شكرا، وتظل تبحث عنها فى عيونهم، فلا تجد سوى العيون الصامتة التى خرجت عن مسار النطق لتأخذ ما قدمت، ويأتيك الرد الداخلى قائلا: كله عند ربنا.

ونعم بالله يا مؤمن، فالله لم ولن يضيع الأجر والثواب، وهو يكتب كل كبيرة وصغيرة، فإذا لم تحصل على "شكرا" التى قدمتها فى الخير، فيكفيك سعادة بحصولك على حسنة من عند الله، وتزيد بعشر أمثالها وأكثر كما يريد الرحمن لعباده. والسؤال هنا: هل كل عمل تقدمه تستحق عليه شكرا؟

والإجابة تعود لمن يتلقى العمل، فبقدر ما قدمت بقدر ما يكون رده، ولكن قد يكون ناكراً للجميل، فلا يرد، وأنا أعرف مثلا من يقدم رده فى قبلات لحبيبته، فظلت صامتة بينما هو مستمر فى الرد، فهل هى ناكرة للجميل؟

نعود لكلمة شكراً التى تفرحك بسماعها، ويا سلام لو كان ما قدمته خيرا، فلا يصح أن تخرج للشر، وتؤدى دورك بنجاح وتنتظر شكراً، فأنت هنا كما يقولون يجب أن تنتظر القطار لا لتركبه، ولكن ليرسلك إلى حياة أخرى.

لا تغضب يا صديقى، فإن الله غفور رحيم، ويبعدنا وإياك عن الشر، فمن منا بلا خطيئة؟

وإلى كلمة شكرا التى تحبها يكون أغلب ردك فى العبارة التالية "لا شكر على واجب" و"لا يوجد شكر بين الإخوات" وزيادة تأكيد "عيب شكرا إيه؟!".

أى أنك تبحث عن كلمة شكرا عندما تقال لك، وإذا سمعتها ترميها فورا، وترى أنه من العيب سماعها، وما أديته كان واجباً، وهذا لا يجوز أن يحدث بين الأشقاء.

إذن عندنا من يبحث عنها وعندنا من يحصل عليها ثم يقول بالبلدى: مفيش شكرا.. عيب إحنا إخوات.

وهذه الكلمة الرقيقة التى لها قواعد يجب أن تسير عليها عند نطقها كما تقول أدبيات فنون الإتيكيت، والتى تدور حول الابتسامة وفك التكشيرة عند النطق والصوت يكون واضحا، والكلمات بلا حروف مبتورة، وغيرها من تلك الأمور الواجب إتباعها.

والسؤال: متى قلت كلمة شكراً بصدق دون مجاملة؟ ومتى تنظر هذه الكلمة بصدق؟ ولأننا نحب جلد الذات دائما فستذهب العبارات إلى شكرا لأمى، وشكرا لمصر أم الدنيا، وشكرا لكل من ساعدنى، وشكرا لأى شخص، وهذا ليس عيبا، ولكن الأهم هو الشعور بصدق نطقها ومدى استحقاق من يسمعها أن يحصل عليها.

أظن أن كلمة شكرا تخرج صادقة للمولى سبحانه وتعالى على نعمه الكثيرة التى يجب أن نحدث عنها، فمهما ضاقت الدنيا كان فرجه موجوداً، وإن زاد شكرنا زادت نعمه، أليس هو القائل: "لئن شكرتم لأزيدنكم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة