كل بقعة على سطح الكرة الأرضية، تمتلك من الأدوات والخامات ما يميزها عن غيرها، كما أن الشعوب تختلف فى مهاراتها وإمكانياتها العلمية والعملية كل حسب توجه أبنائه، وما يجدونه من أدوات إنتاج فى البيئة التى يعيشون بها، ونحن فى مصر لا نستطيع منافسة اليابانيين فى صناعة السيارات، وأيضاً لا نقدر على منافسة الأمريكان فى صناعة الطائرات وحاملاتها على سبيل المثال، والشعب الفطن هو الذى يحدد الحلبة التى يستطيع المنافسة عليها، والتى تساعد الطبيعة فى توفير مقوماتها، ولا يخفى على الجميع أن كعكة التصدير العالمية كبيرة وشهية فى نفس الوقت، وتستحق منا جميعا التفكير، والبحث عن سبل تذليل والتهام أكبر شطيرة منها، واستغلال كل الفرص الممكنة للتصدير لنتمكن فى النهاية من تنفيذ مشاريع البنية الأساسية والصرف على التعليم والبحث العلمى بما يكفى للنهوض بصناعاتنا وتطويرها، وتوسيع دائرة العمل، وبعد الفحص وجدت أن هناك مجالات يمكننا المنافسة فيها، واحتلال المقدمة فى الإنتاج، ولا أكون مبالغا إذا قلت يمكننا الريادة فى الإنتاج كما وكيفا إذا أحسنا الإعداد والتخطيط، وامتلكنا إرادة الظهور والتقدم، ومن المجالات التى يمكن تطوير وتحديث أنفسنا فيها، ونملك مقومات إنتاجها:
1- إنتاج الطاقة النظيفة المتجددة مثل إنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الشمس المتوفرة عندنا على مدار العام، ونقلها إلى الأسواق فى أوروبا الصناعية التى تحتاجها بشدة، والتى لا تبعد عنا كثيرا، ولنا فى هذا المجال السبق على كثير من الدول التى تتوفر عندها الشمس على مدار العام، حيث إننا أقرب من الأسواق المستهلكة، كما أننا نملك الكوادر البشرية والتكنولوجية التى تساعدنا فى التميز. ومع الاكتشافات المتنامية فى مجال الغاز الطبيعى يمكننا احتلال المقدمة فى إنتاج الطاقة خلال العقود القادمة.
2- إنتاج البرامج والمعلوماتية وخدمات الاتصالات، ونحن فى مصر نملك أكفأ المبرمجين على مستوى العالم، وعندما نوفر لهم الإمكانيات سنحتل مركزا مرموقا فى هذا المجال الحيوى، كما أن مجال الاتصالات والبرمجيات أصبحت تمثل شريحة كبيرة فى تكوين اقتصاديات الدول المتقدمة، وأصبحت هناك شركات إنتاجها يعادل الناتج القومى لدولة بأكمله.
3- إنتاج الذهب والتعدين، فنحن نملك من الذهب الكثير وأجدادنا كانوا أكثر نشاطا وكانوا روادا فى إنتاج الذهب، وعلينا السير على دروبهم والاستثمار لاستغلال مناجم الذهب وإنتاج المعدن النفيس بالكميات التى تليق بنا كأحفاد للفراعنة وأسعار الذهب العالمية تشجع على الدخول والسير بهذا الاتجاه وضخ العملات الصعبة فى اقتصادنا، ليصبح أكثر قوة.
4- الخدمات الطبية والعلاجية وصناعة الدواء أساسها امتلاك مصر لكفاءات طبية متميزة لها شهرة عالمية وعربية، ويمكننا بناء العديد من المراكز الطبية المتخصصة فى علاجات المسالك البولية على غرار مركز الدكتور غنيم بالمنصورة ومراكز متطورة لزراعات الكبد ومراكز للعلاج بالخلايا الجزعية والعلاج بالأوزون وعلاجات الطب البديل، وكلها تخصصات طبية جديدة يمكن لنا أن يكون لنا السبق والريادة بعد توفير بعض الإمكانيات لعلمائنا، وعن طريق تلك المراكز يمكن لمصر أن تكون مقصداً لعلاج العرب والأفارقة، ونوفر ملايين الجنيهات التى نصرفها للعلاج خارج مصر، وللطبيب المصرى سمعة ممتازة فى الدول العربية تشجعنا على التوسع فى تعليم أبنائنا للعلوم الطبية المختلفة، واقتحام سوق تقديم الخدمات الطبية، والاستحواذ على حصة تليق بنا كشعب كان أجداده قدماء المصريين يعالجون أعتى الأمراض كالسرطان فى وقت كانت الشعوب الأخرى لا تعرف عن الطب إلا اليسير.
تلك أمثلة لمجالات يمكننا النبوغ فيها والريادة، وتصدير خدماتنا فى تلك التخصصات المعقدة سيوفر لنا الأموال الطائلة التى تدعم تعليمنا، وترفع من مستوى معيشتنا، وهناك من المجالات الكثيرة التى يمكننا احتلال المقدمة والسبق فى تقديمها للعالم المهم أن نخطط ونحدد أهدافنا بدقة.. وقتها انتظروا ماردا جديدا فى الاقتصاد والمعرفة، وسنفخر كوننا ننتمى لهذا البلد العريق، وكل ما أشير إليه يمكن لرجال الأعمال الاستثمار فى اتجاه استغلال الفرص المتاحة، كما يمكن للحكومة المساعدة بتسهيل الاستثمار فى تلك المجالات، وتذليل الصعاب أمام رجال الأعمال، وعمل البنية التحتية من طرق وكهرباء وطاقة لإقامة مشاريع عملاقة تحقق أهدافنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة