حمدى رسلان يكتب: الكل يتسارع لمسك الميكرفون

الجمعة، 12 نوفمبر 2010 03:44 م
حمدى رسلان يكتب: الكل يتسارع لمسك الميكرفون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع اقتراب موعد الانتخابات تظهر وتعود إلينا صور نواب الشعب الكرام الذين لم نصادفهم منذ الدورة الماضية.. منذ أن كانوا يوزعون اللحوم على الفقراء قبل أن يوزعوا لحوم الفقراء على معدتهم بعد نجاحهم وجلوسهم تحت القبة.

نجدهم هذه الأيام وقد تزاحمت بهم صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون ومواقع الإنترنت، ونجدهم كذلك على جوانب الطرق معلقين كما علقوا مصائر الناس خلال الدورة الماضية.

منهم من يرتدى أفخر البدل ويحنى رأسه قليلاً، وبعضهم يرتدى الجلباب بشقيهِ (الفلاحى والصعيدى) ليثبت أنه ابن بلد، ومنهم من يشاور بيديه ولكن لا أعلم لمن، فالناس يمرون عليهِ، ولا يطيقون النظر إلى صورته المعلقة، بعد أن علقهم بحبال الأوهام والأمانى الزائفة من قبل.

ولكن جميع المرشحين تجمعهم صفة حب الظهور أمام وسائل الإعلام المختلفة، ليعددوا إنجازاتهم العظيمة لأبناء دائرتهم، وبالطبع حولهم بعض المنافقين وأصحاب الزفة، يهللون لهم ويهتفون بأسمائهم حتى ينقطع الصوت من حناجرهم، فالكل يتسارع لخطف الميكروفون من الآخر.

والبعض الآخر أخذ بعض اللقطات الثمينة والقليلة له وهو يتحدث تحت القبة، فيطبع منها آلاف الصور ومئات السديهات، بل ويؤجر شاشات عملاقة بشوارع وأزقة دائرته ليشاهدوا تلك اللقطة التاريخية مراراً وتكراراً حتى حفظها الأهالى أكثر من المسلسلات والأفلام التى يشاهدونها.

والبعض يؤجر من يكتب له الخطّب ويقوم بتمرينه على إلقائها على الناس، دون أن يعى ما يقول أو أن يفهم مضمون ما ينطق بهِ لسانه، المهم أن الناس تصفق وتصفق وتصفق، فهى فى النهاية ستخرج من السرادق بورقة لحم أو كيس سكر أو مبلغ يضعه من ينظمون المؤتمر الانتخابى فى أيديهم نظير جلوسهم فى السرادق وملئهِ عن آخره.

وبالطبع الكاميرات تصور ثم تنزل الصور فى الجرائد واللقطات فى التليفزيون، لتثبت وتبرهن لباقى أبناء الدائرة الساخطين على مرشحهم بمدى حب الناس لمرشحهم الهمام.

ومن أمثلة المرشحين من يعتلى منابر المساجد ويتخذها مكاناً مناسباً للدعاية، دون مراعاة لحرمة هذا المكان وقدسيته، فهو يلعب على وتر الدين ومحاربة الفاسدين، رغم أنه نجح ولم يفعل شيئا من قبل سوى رفع الحذاء والتهليل والتكبير بداع وبدون داع.

وأيضاً من الأمثلة المحترمة، من تتكلم عنه أعماله خلال الدورة السابقة، فبالرغم من أن يدهُ ليست ممسكة بميكروفون، ولكن صوته هو الأعلى والمحبب لآذان الناس جميعاً.

لا يحتاج لمن يتكلم عنه أو يصف أفعاله، فنبرته الهادئة وثقته بنفسه واجتماع الناس عليه وسيرته الطيبة هى أكبر دليل على حب الناس لهذا الرجل.

ومن أمثلتهم أيضاً السادة الوزراء المرشحون عن دوائر مختلفة، فأول ما تسمعه فى سرادقهم هى أغنية: "وحياة قلبى وأفراحه.. وهنا فى مساه وصباحه.. مالقيت فرحان فى الدنيا.. زى الفرحان بنجاحه".

فهو قد جاء بالنتيجة من الكنترول (برقم الجلوس) أقصد رقم الكرسى الذى سيجلس عليهِ تحت القبة!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة