أبو السعود محمد

البديوى مشاغب مع مرتبة الشرف

الجمعة، 12 نوفمبر 2010 07:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعترف وبكل صراحة بأن محمد البديوى، كان واحدًا من الذين شاركوا فى أحداث الشغب التى وقعت فى جامعة عين شمس، نعم كان البديوى مشاغبً.. وكنت أنا وحسام خاطر، الزميل فى الشروق، وحسام فضل، المصور فى المصرى اليوم، ومحمود خالد المصور فى الشروق، ومحمود الحفناوى، المصور باليوم السابع، والزميلة سارة جمال، صحفية تحت التدريب، جميعًا مشاغبون، لكن البديوى كان مشاغبًا حتى النخاع.. كان قائدنا بشغبه المعتاد، وبأسلحته المتعددة.

البديوى كان الوحيد الذى يملك 4 أسلحة فى وقت واحد، شاغب بها ما يقرب من 4 ساعات فى الجامعة، و4 ساعات أخرى فى قسم شرطة الوايلى ونيابتها، وكانت الزميلة سارة الأقرب إليه فى قدرتها على المشاغبة والمناورة والإصرار على أعمال الشغب وسط أباطرة البلطجة فى الجامعة.

لا أخفيكم إذا قلت إن مشاغبة زميلى وصديقى البديوى جعلت نفسى تحدثنى بالسوء – أعوذ بالله- تجاه هذا الفتى، فرحت أحسده على جسارته -مع نحافته- التى ربما تكون هى التى أعطته كل هذه القدرة على المناورة والمحاورة وحمل كل هذه الأسلحة فى وقت واحد، نعم حسدته فأصابه ما أصابه.

كان البديوى طرفًا أصيلا فى إحداث الشغب، فى الوقت الذى كان فيه كثير من الزملاء من جرائد أخرى- استشهد بها الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، على الواقعة- نائمين إما فى بيوتهم أو فى احتفالية لأصحاب الجامعات الخاصة.. لا يعلمون من أمر جامعة عين شمس شيئا.

كان البديوى طرفًا ثالثا، لا هو مع 9 مارس، ولا مع البلطجية الذين نزعوا "حكم الجامعة" من يد المسئولين برغبتهم أو بغيرها، وصالوا وجالوا فيها بالسنج والمطاوى والجنازير الخميس الماضى، استمرارًا لدورهم فى الأعوام السابقة.


البلطجية الذين مازالوا يحتفظون بهيبتهم، أو قل يحفظ لهم وزير التعليم العالى ورئيس جامعة عين شمس، وحرسها هيبتهم، حتى لو كلفهم الأمر التنازل عن هيبة الجامعة، وهيبة الحكومة والنظام والمجتمع و"الكل كليلة".

البلطجية الذين مازالوا يحتفلون بانتصاراتهم فى يوم الخميس المبارك، وكبيرهم يرقص بـ"رجل ونصف"ويصرخ فى وسط جامعة عين شمس بملامحه الغريبة مثل اسمه و"يتحنجل "برجله المسلوخة وحوله رجاله، قائلا "من النهارده مفيش حكومة.. أنا الحكومة".

البلطجية الذين اتخذوا من البديوى هدفًا لهم يعتدوا عليه ويلكمونه بالضربات، لأنه أصر أن يكون مشاغبًا فى عمله لا يستسلم لتوجيهات البلطجية بالكف عن استخدام أسلحته الأربعة القلم والورقة وكاميرا الفادو"وتليفونه المحمول".. أسلحته التى وهبها له عمله فى مهنة البحث عن "المَشاغب" أقصد "المتاعب".. الأسلحة التى تجعله دائمًا طرفًا منحازًا لأشخاص بعينهم، لا يستطيع أن يغفل مناصرتهم، بكل ما يملك من أسلحة كشف الحقائق.. الأشخاص الذين أصبحوا يملكون فى "البديوى"أكثر مما يملك هو نفسه.. الذين أصبح من حقهم أن ينتظروا من البديوى المشاغبات التى كفلها له القانون والدستور للحصول على الحقيقة وكشف فضائح المسئولين عن التعليم فى بلدهم.

البديوى يستحق أن ينال وسام الصحفى المشاغب بامتياز، مع مرتبة الشرف، فالشغب الصحفى هنا ليس عيبًا، وإنما الشغب هنا شرف له ولى وكل الزملاء الذين شاغبوا مع حرس جامعة عين شمس ورئيسها من أجل الدخول لتغطية الأحداث، ومع ضابط قسم الوايلى من أجل الحصول على حق معاملتنا معاملة نزيهة ولائقة، ومع الدكتور هانى هلال من أجل كشف حقيقة وقائع يتحدث عنها الوزير ويتهم فيها البديوى و9 مارس بمشاغبة طلابه الغيورين، حتى يتخلى عن مسئوليته، ويجعل من البلطجية أبطالا يحتفظون بهيبتهم، ويدسون هيبة الجامعة تحت أقدامهم.



• صحفى بالمصرى اليوم






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة