أكاذيب بوش بين "نقاط القرار" والضلال الـ 14

الجمعة، 12 نوفمبر 2010 11:06 م
أكاذيب بوش بين "نقاط القرار" والضلال الـ 14 الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أسبوع تقريبا، أصدر الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش مذكراته تحت اسم "نقاط القرار"، وتضم المذكرات 14 فصلاً يتناول كل منهم أحد القرارات الرئيسية التى اتخذها على مدار حياته وقرارات ثمان سنوات قضاها داخل البيت الأبيض. ولكن هناك 14 قراراً أو موقفاً آخرين أغفلهم الرئيس المثير للجدل، تناولتهم مجلة فورين بوليسى، هذه القرارات تعكس نقاط الضلال التى ذكرها بوش فى محاولة تصحيح صورته.

تعيين ديك تشينى..
فى عام 2000 اتخذ بوش قراراً بتعيين ديك تشينى لترشيح نائب له، إلا أن تشينى فى خطوة تعبر عن قمة الثقة فى الذات، رشح نفسه وقد قبله بوش. ذلك القرار الخاطئ الذى نتج عنه أخطاء كثيرة لاحقة. ولم يتهاون تشينى لحظة فى تنفيذ البرنامج الكامل للمحافظين الجدد مع المتطرفين، وقد جاءتهم الفرصة فى 12 سبتمبر 2001.

المحكمة الجنائية الدولية..
وتنتقد المجلة الأمريكية قرار إدارة بوش بسحب توقيع بلاده على اتفاقية تشكيل المحكمة الجنائية الدولية، بل هدد بوقف المساعدات الخارجية لعدد من حلفاء بلاده الأصغر ما لم يرفضوا الاتفاقية. الخطوة التى نفرت مزيدا من مؤيدى واشنطن وأغضبت مزيدا من الحكومات. وقد أقرت صحيفة نيويورك تايمز وقتها أن السبب يرجع إلى خشية المسئولين الأمريكيين من محاكمة أمريكيين أمام هذه المحكمة مستقبلا بتهمة ارتكاب جرائم حرب حيث تخشى الولايات المتحدة إقامة دعاوى قضائية على جنودها المتمركزين فى أنحاء العالم.

رفض كيوتو..
وبدلا من الاعتراف بالحاجة إلى معالجة ظاهرة الاحتباس الحرارى وتحديد أفضل نهج لحل المشكلة، رفض بوش، بشكل قاطع، التوقيع على بروتوكول كيوتو، معتبرا إياها أنها لا تصب فى المصلحة الاقتصادية للولايات المتحدة. فبفضل لا مبالاة بوش، لم يتم تحقيق أى تقدم منذ أكثر من 8 سنوات بشأن واحدة من أكثر القضايا الشائكة فى العالم.

التقليل من الإرهاب..
أصر بوش على موقفه المتعجرف من الإرهاب، بدأ بتجاهله للقاعدة خلال حملته الانتخابية عام 2000
واستمر فريق الأمن القومى فى التقليل من الإرهاب حتى وقعت هجمات الحادى عشر من سبتمبر. والأدهى من ذلك أن التحذيرات الاستخباراتية بشأن هجوم وشيك فى صيف 2001 لم تتلق الاهتمام الكافى.

الحرب على الإرهاب..
كما منح قرار إعلان "الحرب على الإرهاب" لأسامة بن لادن منزلة لا يستحقها. فبدلا من إظهار حقيقته مجرم قاتل يستحق الاحتقار الدولى، رفعه الخطاب حول الصراع العالمى إلى صفة المحارب الذى يتحدى ببطولية القوة العظمى الوحيدة فى العالم. كما أن الأمر دفع الأمريكان لاعتبار الإرهاب مشكلة عسكرية، بدلا من معالجتها من خلال الجهود الاستخباراتية وتدابير الأمن الداخلى والتعاون الهادئ بين الحكومات.

الإيهام بالغرق..
فى غضون أيام من هجمات 11 سبتمبر بدأت إدارة بوش تستعد لإعداد مجموعة من الممارسات التى عادة ما ترتبط بالديكتاتوريات العسكرية الوحشية. وقد شملت هذه التدابير الاستخدام المنهجى للتعذيب وتعليق المثول أمام المحكمة وعمليات الترحيل السرى للإرهابيين المشتبه بهم والاغتيالات المستهدفة والاحتجاز لأجل غير مسمى دون محاكمة فى جوانتانامو وغيره. ورغم محاولات بوش الدفاع عن استخدام أسلوب الإيهام بالغرق مع الإرهابيين والمشتبه بهم خلال جلسات الاستجواب إلا أن ما وقع بسجن أبو غريب من استخدام نفس الأساليب مع العراقيين لا يغفر الأمر، كما أن هذه الممارسات قد تستغرق عشرات السنين لتفكيكها واستعادة صورة أمريكا التى شوهت على المستوى الدولى.

محور الشر..
وتدين فورين بوليسى بشدة وصف بوش لإيران بأنها جزء من "محور الشر" فى خطابه فى يناير 2002، فلقد ساعد التعاون الاستخباراتى والدبلوماسى بين البلدين قبل هذا الخطاب فى هزيمة حركة طالبان وتثبيت حكومة حامد كرزاى. إذ إنه فى الأشهر التى تلت 11 سبتمبر، وجدت الولايات المتحدة مساعدة مدهشة من إيران فى أفغانستان.

حرب العراق
وتتحدث الأرقام عن نتائج حرب العراق، فلقد نتج عن الحرب مقتل 4 آلاف أمريكى و100 ألف مدنى عراقى، وجرح أكثر من 30 ألف جندى أمريكى، وإجبار ملايين العراقيين على الفرار من منازلهم. علاوة على تكلفة الحرب التى تجاوزت التريليون دولار. فلقد قصد بوش استراتيجية كان من المفترض أن تجلب الديمقراطية للشرق الأوسط بدلا من تمكين إيران والتوازن الهش للقوى فى المنطقة. لكن الأمر الأكثر دهشة من أخطاء العراق هو إصرار الرئيس السابق على عدم الندم عن قراره حتى الآن.

توتر العلاقة مع إيران..
عقب سقوط بغداد فى 2003 أرسلت إيران وسيطا سويسريا إلى واشنطن لعرض صفقة كبرى تقوم على وقف دعمها للجماعات الإسلامية مثل حزب الله والتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران للطاقة النووية لكن الرسالة قوبلت بالتوبيخ. وبدلا من التقارب المحتمل انتهى المطاف بأحمدى نجاد رئيسا لطهران وتوتر العلاقة بشكل مطرد بين البلدين.

سلام الشرق الأوسط..
استسلم بوش منذ دخوله البيت الأبيض إلى اللوبى الإسرائيلى، مما ساعد على إقناعه هو أن الولايات المتحدة وإسرائيل شريكان ضد الإرهاب وأنه ينبغى أن يتبع القيادة الإسرائيلية بشأن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبدوره وضع بوش القضية على الموقد الخلفى.

ومن جانبها واصلت إسرائيل توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية، كما أن بوش أعطى الضوء الأخضر لمحاولة إسرائيل المضللة باستخدام القوة الجوية لنزع سلاح حزب الله فى حرب لبنان عام 2006 والتى تسببت فى أضرار كبيرة للبنان ولاستقرار المنطقة.

كاترينا..
رد فعل بوش المتخبط على إعصار كاترينا الذى دمر نيو اورليانز أثار انتقاد المراقبين فى جميع أنحاء العالم الذين اعتبروا الكارثة بأنها مظاهرة على تراجع كفاءة الولايات المتحدة ومؤشرا على استمرار عدم المساواة العرقية. فالكارثة تعد ضربة ذاتية لصورة أمريكا فى العالم، فإذا لم تكن الولايات المتحدة قادرة على رعاية مواطنيها، كيف يفكر البعض فى أنها تستطيع بناء أمة فى الأراض البعيدة.

مصالح الديمقراطية..
حينما تبين أن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل برر بوش قرار الغزو بأنه جزء من حملة أوسع لنشر الديمقراطية بالشرق الأوسط. ومما يؤسف أنه بعدما ضغط على السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات تشريعية فى 2006 وفازت حماس، قال ببساطة إنه يرفض قبول النتائح. بالنسبة لبوش فالديمقراطية لا معنى لها إلا عندما يفوز من يريد هو أن يفوز، وقد حاول البيت الأبيض فيما بعد إثارة انقلاب بقيادة حركة فتح، تلك الحيلة التى أدت إلى نتائج عكسية حيث سيطرت حماس على قطاع غزة وانقسم الفلسطينيون.

الانتشار النووى..
اتخاذ بوش مواقف متشددة بشأن انتشار الأسلحة النووية ورفضه إجراء محادثات جادة مع الدول التى تسعى للنووى حتى تمتثل امتثالا تاما للمطالب الأمريكية، أعطى دول مثل كوريا الشمالية وإيران حافزا قويا للحصول على رادع نووى يحميها من الولايات المتحدة، وبالفعل انسحبت كوريا من معادة عدم الانتشار النووى فى يناير 2003 وأجرت تجربتها النووية الأولى عام 2006 واليوم تسلك إيران ذلك النهج سرا، وقد رفضت الهند التوقيع على المعاهدة أو حتى أن تفتح منشآتها النووية لعمليات التفتيش الدولى.

الأزمة التى هزت العالم..
لم تنته قرارات بوش الخاطئة، فلقد أنهى إدارته بكارثة مالية هزت أرجاء العالم، فمن خلال خفض الضرائب حين تشن البلاد حروبا مكلفة بالخارج أثقلت إدارة بوش البلاد بجبل من الديون الخارجية والعجز المالى، وفى نفس الوقت، أدت السياسات المالية المتساهلة للرئيس الاحتياطى الفيدرالى آلان جرينسبان إلى أزمة الديون العقارية، والتى فجرت الأزمة فى 2008، كما أن فريق بوش الاقتصادى لم يول من البداية اهتماما كبيرا لتنظيم وول ستريت.

ورغم أن بوش لا يستحق كل اللوم عن التسبب فى أكبر ركود منذ ثلاثينيات القرن الماضى، إلا أنه كان مسئولا حينما وقعت الأزمة وقرراته ساهمت بشكل واضح فى تدهور الوضع.

بعد رصد هذه النقاط لا يمكن لبوش أن يتنصل من قراراته التى أدت إلى تشويه صورة الولايات المتحدة وزيادة العداء لأمريكا، علاوة على خسائر الشعب الأمريكى من أرواح وأموال وخسائر الشعب العراقى لمدنيه وفرار الملايين وتشريدهم.

فمحاولات بوش لتنصل من الآثار المدمرة لسياساته حتى لو ادعى كذبا أن مصر أبلغته بوجود أسلحة بيولوجية فى العراق وإلقاء التهم على غيره لن تنجح حتما، فالتاريخ والأرقام سيظلوا يصرخون.


أخبار متعلقة..
بوش يواصل أكاذيبه: مصر أخبرت أمريكا بامتلاك العراق أسلحة بيولوجية





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة