ننشر أجزاء من الكتاب الممنوع فى الكنيسة عن زوجات الكهنة بسبب «كاميليا شحاتة»

بأمر مباشر من قيادات الكنيسة بأبرشية الفيوم «الأنبا بنامين أسقف المنوفية وعضو المجمع المقدس»، امتدت يد المصادرة لكتاب جديد أصدرته زوجة أحد الكهنة بالأبرشية بعنوان «زوجة الكاهن ما لها وما عليها»، وتم جمع الكتاب من جميع المكتبات ومنافذ التوزيع، واعتمدت فيه على بحث أعدته فى معهد المشورة الأسرية، يتضمن مواصفات زوجة الكاهن والتحديات التى تواجهها، معتمدا على استبيان أجرى على عشرات من زوجات الكهنة، بالإضافة إلى معالجته الأزمات التى تواجههن بأسلوب بحثى علمى راق.

وأرجعت مصادر كنسية سبب مصادرة الكتاب لاحتوائه على نداء للأب الأسقف يطالبه بألا يعتلى برجا عاليا يحجب فيه نفسه عن أبنائه الكهنة واحتياجاتهم الأسرية.

وأكدت الباحثة فى الكتاب أن زوجة الكاهن وأولاده هم أول من يجنون سياسة الأسقف بأبرشيته، مشيرة إلى أن طريقة تشكيل الكنيسة تنعكس بصورة مباشرة على شخصية الأب الكاهن وأسرته، ومع أن الكلام يبدو عاما فى مجمله، فإن أسقف الأبرشية التابعة لها الباحثة تصور أن الأمر فى مجمله يحمل انتقادا له، وهو ما دفعه إلى توجيه النقد إلى الكاهن زوج الباحثة فى اجتماع الآباء الذى يعقد فى نهاية كل شهر، الأمر الذى دعا كثيرا من الآباء داخل الأبرشية للتوسط لحل تلك الأزمة، وبالفعل سرعان ما انتهى الأمر ليس بمناقشة السبب الرئيسى فى تكرار مشكلات زوجات الكهنة وإنما بمنع تداول الكتاب.

الكتاب قصر توزيعه على رجال الإكليروس -رجال الدين المسيحى- وزوجاتهم وبالفعل تم جمع الكتاب من جميع المكتبات ومنافذ التوزيع الموجودة بالكنائس فى مصر.

«اليوم السابع» حصلت على نسخة من الكتاب، حيث جاء فيه عدة فصول، الفصل الأول تناول سمات زوجة الكاهن وما يجب أن تكون عليه من وضوح الرؤية وتحديد الهدف والحب والحنان والعطاء والبذل، خاصة أنها بعد زواجها تكون أماً لشعب بأكمله، كذلك يفترض أن تتمتع بقدر كبير من الحكمة والنضوج بجانب تربيتها الحسنة لأولادها، خاصة أن الإنجيل أوصى بهم، وأضافت الباحثة لهذه السمات أيضا قبول الآخر بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عقيدته، وكذلك الوداعة والتواضع.

أما مشاكل زوجة الكاهن فخصصت لها الباحثة الفصل الثانى وأكدت أن منها مشكلة الاعتمادية، وهى تمثل النقيض تماما لما يجب أن تتمتع به من استقلالية وحب وعطاء، لذا يجب عليها أن تتوخى الحذر حتى تكون فى تمام الاعتدال فى جميع الأمور.

وأشارت الباحثة فى الكتاب إلى أن نقص الحب من الأمور القاتلة فى حياة المرأة بشكل عام علاوة على مشكلة القيمة الذاتية والقلق والاكتئاب والغيرة والتداخل، وقالت الباحثة إن أهم الموضوعات فى حياة الكاهن وزوجته الغيرة، فلابد للزوجة أن تعلم أن الكاهن ملك لشعبه وكنيسته، وكذلك تحدث الكتاب عن المادية والمظهرية، ووجهت الباحثة نداء لكل زوجات الكهنة بالابتعاد عن ثرثرة السيدات وفضولهن وتجنب النميمة بكل أشكالها.

وتضمن الكتاب فصلا عن الاستبيان الذى أعدته الباحثة على عينة من زوجات الكهنة وكان عددهن 16 زوجة، واحتوى على ما يقرب من 47 سؤالا تناول المستوى الروحى لبيت وأسرة الكاهن، والمستوى الاجتماعى والمادى، ومتطلبات الخدمة وضغوطها، وتربية الأبناء والحياة الخاصة للكاهن وزوجته، والتى رأت الباحثة أنها الميزان الحساس لجميع المتغيرات، مشيرة إلى أن الضغوط الواقعة على الكاهن وكثرة المشاكل تـؤثر بشكل سلبى على زوجته، وتوجهت الباحثة فى نهاية الكتاب بنداء للأب الأسقف والكاهن طالبته فيه بأن يلتفت لزوجته وأن يعطيها ما تحتاجه من رعاية واهتمام على جميع المستويات النفسية والروحية والجسدية، وناشدت الباحثة أيضا الشعب المسيحى مراعاة حدود الخصوصية لبيت الكاهن الذى هو ملك له دون منازع.

منع الكتاب من الكنيسة أثار ردود أفعال الكثير من الأقباط ووضع الكثير من التساؤلات: هل يوجد قانون فى الكنيسة يمنع من مناقشة قضية أصبحت ملحة وتحتاج لأبحاث للوقوف على أسبابها وطرق علاجها؟ هل العلاج هو مصادرة الكتاب بدلا من دراسته؟ ولماذا إذن يطلق على عصر البابا شنودة عصر التعليم والمعرفة؟

من جانبه قال مصدر داخل المقر البابوى إنه بالفعل وصلت لنا نسخة من الكتاب ولكن منعه يرجع لقرار الأسقف وإجراءات أمنية بسبب أحداث كامليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس والسيدة وفاء قسطنطين.

وأضاف أن الكنيسة تمنع الكتب التى بها أخطاء وتضر الرأى العام القبطى، ولكن لا نعرف لمَ أصر الأنبا بنامين أسقف المنوفية على التدخل بمنع الكتاب.
ورفض المصدر توضيح الكتب الممنوعة من الكنيسة، مضيفا أن هذه أمور داخلية وخاصة بالكنيسة القبطية ممنوع التعليق عليها وكشفها.