أصبح الإنترنت من أهم الاحتياجات اليومية التى يستخدمها الملايين من الناس فى العالم أجمع وتختلف طريقة استخدامه من شخص لآخر فهناك من يستخدمه فى مجال الدراسة والبحث العلمى والعمل للبحث عن خبر أو معلومة ما وهناك من يستخدمه كطريقة للتواصل والتعارف الجاد ويجد هؤلاء المستخدمون المتعة والفائدة فى استخدام الإنترنت لسهولة الوصول للمعلومة التى يبحثون عنها، وهم جالسون فى منازلهم أو عملهم، لا حدود للمسافات، فالعالم أصبح مكشوفاً أمام هذا المستخدم الذكى وهناك من يستخدم الإنترنت كوسيلة للتسلية فى أوقات الفراغ وإضاعة الوقت أولتفريغ كبت أوالشعوربالوحدة وهذا النوع الأخيرمن المستخدمين هو الخطير لأن أوقات الفراغ تخلق حب الفضول والبحث عن المجهول فى أى شىء وكل شىء فنجد الكثير من الشباب والفتيات يلجأون إلى غرف الشات والدردشة للتسلية والتعارف المشبوه القائم على الكذب والتضليل ومنهم من يبحث عن فضائح الآخرين والأفلام والصور الإباحية،
ومن الممكن أن يشارك هذا المستخدم أيضًا فى نشر الفساد والإباحية والترويج لها على مواقع الإنترنت، وتنشر هذه المواقع المشبوهة مجهولة الهوية والمصدر الكثير من المعلومات المغلوطة سواء فى الدين أو العلم أو التاريخ أو الفن والثقافة وأحيانا السياسة وذلك لتحقيق أهداف معلومة لديهم بدراسة وخطوات شديدة
فيحاولوا تشويه التاريخ وتزييف الحقائق ونشر الفتنة وغرس مقومات الرذيلة والفساد بين الأجيال القادمة بإشغال الفكر والعقل فيما يضر المستخدم أولا وبالتالى يضر بالمجتمع بأكمله ويتحول بعدها من إنسان يعى ويفكر وينتج إلى إنسان مشتت الفكر شهوانى، مريض، وهذا بالتأكيد يجعلنا أمام مشكلة كبيرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة، وهذا ما يسميه الخبراء الحرب الإلكترونية القادمة فكيف لنا أن نجنب أبناءنا من الاستخدام السيئ للإنترنت وننتصر فى هذه الحرب الشرسة
فالتربية السليمة التى تبنى على الالتزام الدينى والخلقى والطاعة والخوف من الله وعبادته وتجنب معصيته وإرشادهم بما هو صواب وما هو خطأ والتعامل بمبدأ الثواب والعقاب كل هذه الأمورالتربوية تجعل من الأبناء نواة خير وفائدة للمجتمع وانتقاء ما هو أصلح لهم ولمجتمعهم من الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى كالقنوات الفضائية المختلفة ولا يتوقف دور الأسرة عند هذا الحد فلابد من المتابعة والرقابة الدائمة للأبناء فتوفير الإنترنت للأبناء فى المنزل أن شاءت ظروف الأسرة أفضل من لجوء الأبناء إلى أماكن أخرى بلا رقيب أو حسيب عليهم وعلى الأب والأم متابعة الأبناء بصفة مستمرة دون أن يشعروا على أى مواقع يدخلون وعلى أى معلومات يبحثون وهناك برامج معينة لمراقبة تحركات المستخدم على الإنترنت وأن يكون استخدام الإنترنت فى حدود المعقول ولساعات محددة، ولذلك يفضل الاستخدام الجماعى للإنترنت بدلا من يخصص الجهاز للاستخدام الفردى داخل المنزل حتى لا يتحول استخدامه الفردى إلى إدمان وإضاعة للوقت، ويكتمل دور الأسرة فى توجيه الأبناء على الاستخدام أفضل للإنترنت بالمدرسة وتعليم الأبناء كيفية تصفح الإنترنت والاستفادة من استخدامه فى الدراسة والبحث والتعليم والاطلاع على ثقافات الآخرين فالإنترنت كما له من متعة ولكن ما أكثره من فساد!
محمود عبد الله الباز يكتب: متعة الإنترنت وفساده !
الأربعاء، 10 نوفمبر 2010 09:09 ص