شككت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فى صدق نوايا الحكومة المصرية لمنع التدخين فى الأماكن العامة، وقالت إن الحملة الجادة التى شنتها بوضع ملصقات صادمة على علب السجائر، وفرض ضرائب على التبغ لتقليل عدد المدخنين الضخم، ناقضتها حقيقة أن معظم المصريين يفضلون تدخين سجائر "كليوباترا" التى تصنعها شركة الشرقية للدخان، والتى تخضع لسيطرة الحكومة.
وتساءلت "هل ترغب الحكومة المصرية فى أن يدخن الناس؟ أم هل تفوق الأرباح المالية أهمية المخاوف الصحية؟"، وذهبت إلى أنه حتى تتوقف عن بيع السجائر، ستبقى نواياها محل تشكك وسؤال.
وقالت الصحيفة، إن مصر تعد أكثر الدول العربية استهلاكا للتبغ، وفى عام 2009، أفادت منظمة الصحة العالمية أن 38% من الرجال المصريين يستخدمون التبغ بمختلف أنواعه، بينما يدخن 32% السجائر، ولكن نسبة المدخنين من السيدات لا تتجاوز الـ1%، نظرا لأن التدخين يعد أحد المحرمات فى مجتمع يهيمن عليه الطابع الذكورى.
وأشارت "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن المصريين تمتعوا على مدار عقود بمذاق التبغ المختلف، واستنشقوه عبر "الشيشة"، ورغم أن التقارير تشير إلى أن 6% من الرجال يدخنون "الشيشة"، إلا أن هذا الرقم من الصعب جدا تصديقه عندما لا تخلو شوارع وحوارى القاهرة من المقاهى التى تقدم الشيشة بمختلف أنواعها، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تضاعف عدد مدخنى السجائر فى مصر خلال الثلاث العقود الماضية.
وسعت الحكومة المصرية جاهدة للتصدى لتزايد أعداد المدخنين وفرضت إجراءات صارمة تقتضى بفرض المزيد من الضرائب، وفرض حظر على القاصرين ووضع قيود على التدخين فى المدارس ومراكز الشباب والمبانى العامة.
وأظهر استطلاع للرأى لـ"جلوبال أدلت توباكو" أن ما يقرب من نصف المدخنين يرون أن الإعلانات المناهضة للتدخين جعلتهم يرغبون فى الإقلاع. ونقلت "لوس أنجلوس تايمز" عن سحر لبيب، مديرة مكافحة التبغ فى وزارة الصحة، قولها "منع التدخين صعب جدا، خاصة فى القاهرة".
"لوس أنجلوس تايمز" تشكك فى نوايا الحكومة المصرية لمنع التدخين
الأربعاء، 10 نوفمبر 2010 03:29 م
38% من الرجال المصريين يدخنون