تسأل إحدى الأمهات: أريد أن اعرف ما مدى تأثير تناول الأم للفول والبقوليات على ابنها الرضيع المصاب بأنيميا الفول؟
يجيب الدكتور مدحت خليل، استشارى الجهاز الهضمى والكبد والتغذية العلاجية قائلا، أنيميا الفول أحد الأمراض الشائعة فى العالم، تصيب حوالى 200 مليون طفل، وهى منتشرة فى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنتج عن خلل وراثى مرتبط بالكرموزم "اكس"، لذلك فهو مرض ذكورى يصيب الذكور دون الإناث، ويؤدى هذا الخلل الوراثى إلى نقص تكوين أحد الأنزيمات الهامة فى كرات الدم الحمراء، والمسئولة عن إنتاج مادة كيميائية تساعد على استقرار، ومنع تكسير خلايا كرات الدم الحمراء.
وننصح المرأة المرضع التى يعانى طفلها من أنيميا نقص الفول بضرورة الرضاعة الطبيعية، لاحتواء لبن الثدى على مواد طبيعية تساعد على استقرار أغشية كرات الدم الحمراء وتمنع تكسيرها، والمرأة المرضع إذا كان طفلها يعانى من أنيميا الفول، وتناولت هى نفسها الفول "أو البقول الأخرى" فلن يؤدى ذلك إلى تكسير الدم عند الطفل، وننصح المرأة المرضع بضرورة الرضاعة الطبيعية مع عدم تناول الأدوية المعروف عنها أنها تسبب تكسير الدم مثل الأسبرين ومخفضات الحرارة والمضادات الحيوية التى تحتوى على السلفا، لأنها تفرز فى اللبن وتؤثر على الطفل وتؤدى إلى تكسير الدم عند الطفل، أما إذا تناولت الأم الفول، فلا ينزل مع لبن الأم، وبالتالى لا يحدث للطفل أى مضاعفات نتيجة تناول الأم له.
أما الأطفال الذين يتم تغذيتهم عن طريق الرضاعة الصناعية، فيجب على الأم اختيار تركيبة مناسبة للبن لا تحتوى على مستخلص فول الصويا، وأن تتأكد أن اللبن خالى تماما من بعض تركيبات فول الصويا التى تضاف إلى اللبن الصناعى باعتباره مصدراً بروتينياً، حيث يتعرض الطفل المصاب بالمرض إلى البروتينات الموجودة فى الفول "الفول الأخضر والبقول الأخرى، مثل فول الصويا، وأحيانا العدس، بالإضافة إلى التعرض لحبوب اللقاح، وخاصة فى فصل الربيع"، حيث يصاب الطفل بنوبة تكسير فى الدم تؤدى إلى الشعور بالغثيان والقىء، وتغير لون البول إلى اللون الأحمر الداكن، ومع تكرار نوبات تكسير الدم يصاب الطفل بالأنيميا.
وتتراوح شدة المرض من الدرجات البسيطة إلى المتوسطة والشديدة حسب نقص الإنزيم الموجود فى كرات الدم الحمراء، بالإضافة إلى تناول الفول أو التعرض لحبوب لقاح الفول، ويصاب الطفل بتكسير كرات الدم، أيضاً نتيجة تناول بعض الأدوية، مثل الأسبرين ومخفضات الحرارة وبعض المضادات الحيوية التى تحتوى على السلفا، كما يصاب الطفل أيضا بنوبة تكسير الدم، نتيجة الإصابة بنزلات البرد وارتفاع درجة الحرارة، وفى نسبة كبيرة من الحالات تتحسن أعراض أنيميا نقص الفول مع تقدم عمر الطفل، ويوجد حاليا فى العالم أبحاث تشير إلى نجاح استخدام العلاج بالجينات فى حالات أنيميا الفول الشديدة.