أكدت السفيرة مرفت تلاوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة زيادة مشاركة المراة فى أجهزة الشرطة والجيوش ومن ثم مشاركة أكبر فى قوات حفظ السلام وعمليات التفاوض فى مناطق النزاع المسلح.
وأشارت تلاوى فى حديث خاص لـ"اليوم السابع" على هامش ندوة حول العنف الاجتماعى بمناطق النزاع المسلح عقده مركز القاهرة الاقليمى للسلام بأحد فنادق القاهرة، إلى اهتمام مجلس الأمن والأمم المتحدة وفقا للقرار 1325 لعام 2000 بالربط بين المرأة وقضايا السلام والأمن فى مناطق الصراع التى تتعرض فيها المرأة لأشد أنواع الانتهاكات والتى يخجل البعض من الحديث عنها لحساسيتها الشديدة ومن ثم تضيع حقوق الضحايا من النساء، وحدث ذلك فى العديد من بقاع العالم مثل البوسنة والهرسك ورواندا والصومال.
وأرجعت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الدوافع وراء المطالبة بزيادة العنصر النسائى فى الشرطة وقوات حفظ السلام إلى حدوث الكثير من حوادث الاغتصاب التى تخجل الكثير من النساء الإفصاح بها للرجال فضلا عن دراية المراة بالكثير من تفاصيل تلك الانتهاكات وما لديهن من قدرات على التحمل والرعاية التى يتفوقن فيها على الرجال
وأشارت تلاوى إلى اجتماع مجلس الأمم المتحدة الأسبوع الماضى الذى عقد لبحث ما تم فى هذا الملف على مر 10 سنوات بحضور 90 مندوبا على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والداخلية أكدت خلاله وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أنه مع خروج القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان فلن يكون هذا على حساب المرأة.
وطالبت السفيرة مرفت تلاوى بضرورة وقف استخدام سلاح الاغتصاب كأداة حرب ضد النساء فى مناطق الصراع ووصفته بأنه "وصمة عار فى جبين الإنسانية" مشيرة إلى ضرورة تغيير ثقافة بعض الشعوب التى لا يزال تمثيل المرأة فى جيوشها ضئيلا للغاية وربما معدوما نهائيا وفى حالة زيادة مشاركة المرأة سوف يسمح ذلك للأمم المتحدة باختيار عناصر نسائية أكثر تشارك فى قوات حفظ السلام بمناطق الحروب والنزاعات.
وأكدت تلاوى على أهمية اتخاذ خطوات جادة على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بعمل برنامج عمل يعمل على زيادة عدد النساء العاملات فى البوليس والجيش إضافة إلى تدريب الرجال العاملين بقوات حفظ السلام على الأبعاد الخاصة بالمرأة فى النزاعات العسكرية وكيفية حمايتها وعدم غض الطرف عما يحدث لها من انتهاكات والإجراءات المعينة الواجب اتخاذها لتأمين النساء فى معسكرات اللاجئين.
وقالت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمر يتطلب الجدية فى تغيير عقلية وثقافة بعض الدول التى لا تؤمن بأهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه المرأة فى مفاوضات السلام ووقف الحروب ونفت مزاعم حول ضعف المرأة وعدم قدرتها على القيام بتلك المهام الجسيمة، مشيرة إلى أن دولا عديدة قطعت أشواطا كبيرة فى هذا الصدد، فمثلا النساء يمثلن ثلث القوات فى أوغندا، كما استطاعت بعض الجمعيات النسائية الأهلية فى منطقة البحيرات الكبرى بغرب أفريقيا أن تفرض السلام بين رؤساء أربع دول وإقناعهم بالاتفاق على وقف الاعتداء المتبادل وإقرار خطة سلام، فأينما وجدت الإرادة يمكن تحقيق أى شىء.
مرفت تلاوى: جرائم الاغتصاب بمناطق النزاع تستدعى مشاركة النساء بالجيوش
الإثنين، 01 نوفمبر 2010 05:19 م