عقب البيان الذى أصدره تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الموالى لـ"القاعدة"، ويمهل فيه الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات قال إنهم "مأسورات فى سجون أديرة" بمصر، بحسب مركز سايت الأمريكى المتخصص فى مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية، كما هدد فيه بأنه إذا مرت المهلة دون استجابة فسيتم استهداف الكنائس وأتباعها داخل مصر أجمع.
أكد خبراء أمنيون ضرورة إعادة النظر فى الطريقة التى يتم بها تأمين الكنائس ووضع خطة تأمينية شاملة للكنائس الكبرى التى يمكن استهدافها وأخذ التهديد بعين الاعتبار وعدم إهماله.
وذكر اللواء نبيل الكيلانى الخبير الأمنى، أن الأجهزة الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية تأخذ أى تهديد بمحمل الجدية وتتعامل معه بكل حرص، خاصة بعد الطرود المتفجرة التى تم ضبطها فى اكثر من مطار منذ أيام قليلة وكانت بصمة تنظيم القاعدة فيها لافتا إلى أن تنظيم القاعدة لديه القدرة على تنفيذ أى تهديد يطلقه نتيجة القدرات التمويلية المهولة التى يمتلكها.
وقال الكيلانى، إن الخدمات الأمنية المعينة لحراسة الكنائس المصرية ليست كافية بالدرجة التى تمكنها من درء أى خطر وأقوى دليل ما شهدته كنيسة نجع حمادى من إطلاق نار أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسيحيين أثناء احتفالهم بعيد الميلاد، لذلك يجب تكثيف الخدمات الأمنية بالشكل الذى يؤدى إلى تأمين الكنائس بالطريقة الصحيحة.
ويرى اللواء أسامة قاسم، أن التهديد لا يرقى إلى درجة التنفيذ والهدف منه إثارة الرعب والخوف بين نفوس الأقباط داخل مصر وزعزعة استقرارهم الذى ينعمون به.
وأوضح أن الحراسة اليقظة على كافة المنشآت القبطية ستؤدى إلى القضاء على هذا التهديد وستزيد وزراة الداخلية على الفور الرقابة السرية الأمنية على الكنائس لكشف أى خطر يهددها قبل وقوعه والقضاء عليه.
واتفق اللواء قاسم مع الكيلانى على أن الخدمات الأمنية المعينة لتأمين الكنائس ليست كافية لحمايتها لقلة عدد أفرادها وعدم قدرتهم على التعامل وكشف المتفجرات لعدم حيازتهم أجهزة تساعدهم على ذلك.
وأوضح العميد محمود قطرى، أنه عقب أى تهديد مماثل لمثل هذا التهديد الذى أطلقه تنظيم القاعدة يتم وضع خطة أمنية شاملة لفحص جدية التهديد تتمثل فى تزويد الأماكن المستهدفة بالخدمات الأمنية اللازمة، ووضع احتياطات أمنية يتم متابعتها بصفة يومية من خلال زيادة أعداد أفراد الحراسة ومرور سيارات الدورية فى الأماكن المحيطة بها وزرع عناصر سرية حولها، كما يتم الاتفاق مع رهبان الكنائس والأديرة على محاور تلك الخطة وضرورة الإبلاغ عن أى ملاحظات مريبة داخل الكنيسة أو وجود أشخاص داخلها لأول مرة.
وقال قطرى إنه يرى أن التهديد ليس جديا وحقيقيا فى مجمله لكن يجب التعامل معه كما لو أنه حقيقى حتى لا يؤثر على نفوس المسيحين ويمنع البعض منهم من التوجه للكنائس.
وأكد اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الداخلية تعطى أهمية قصوى لتأمين الكنائس تحسبا لوقوع أية كوارث، لافتا الانتباه إلى أن أقل عدد لحراسة أية كنيسة يكون 10 أفراد من رجال الأمن، ويزداد حسب عوامل أخرى مثل حجم الكنيسة والمنطقة الموجودة بها وعدد المترددين عليها، فتأتى كنائس مارى جرجس والعذراء الأكثر ارتفاعا للحراسة الأمنية على مستوى كنائس مصر، وتكون الحراسة الأمنية طوال أيام الأسبوع على حد سواء عدا الأحد والخميس وليلة الجمعة، حيث يتم تكثيف التواجد الأمنى أمام الكنائس لأنها أوقات صلاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة