قال الناقد مدحت الجيار أن بعض الكتاب والأدباء تسببوا فى إيذاء الروائى الراحل محمد عبد السلام العمرى، مضيفا أن الحكومة المصرية بريئة تماما مما تعرض له العمرى من مصادرات، وملقيا مسئولية ما حدث للعمرى على عاتق الكتاب أنفسهم، وقال: "نرتكب المصائب، ونحملها على شماعة السلطة، وما يحدث للكتاب، يحدث منهم، فأنا أعرف بعض الكتاب الذين أبلغوا عن أنفسهم مثلا، لترويج كتبهم".
وأوضح الجيار خلال الندوة التى أقامها اتحاد الكتاب أمس الأحد لتأبين الروائيين الراحلين، وهم: محمد عبد السلام العمرى وعبد المنعم شلبى وفوزى شلبى، أن الغيرة بين الأدباء هى التى تدفع بعضهم للإبلاغ عن زملائهم لدى جهات أمنية ما، فى محاولة منهم لعرقلة "شنكلة" زملائهم ممن يكتبون أفضل من هؤلاء الغيورين.
وتحدث الجيار عن إبداع محمد عبد السلام العمرى، مؤكداً أنه يسعى حاليا لطباعة أعماله الكاملة، سواء فى الهيئة العامة للكتاب أو قصور الثقافة.
وأشار الجيار إلى أن العمرى حرص على "هندسة" أعماله الروائية، مؤكدا على أنه قدم أعمالاً إبداعية كبيرة فى وقت كانت الرواية القصيرة سائدة، وهو ما عرضه لهذه الغيرة بين زملائه من المبدعين.
وأوضح الجيار أن الروائى الراحل فوزى شلبى قد أسس دار نشر طبع من خلالها الكثير من الأعمال للراحلين، ولكنه لم ينشر أعماله، وهو ما يشير إلى تفانيه فى خدمة العمل الثقافى.
وأكدت الكاتبة هالة فهمى على أن فوزى شلبى ساهم معها كثيرا فى أنشطة اتحاد الكتاب، وتحديدا فى مؤتمرات لجنة القصة والرواية، مشيرة إلى أنها كثيرا ما اعتمدت عليه لطباعة كتب أبحاث المؤتمرات التى كان يعقدها اتحاد الكتاب، مؤكدة على أنه كان يتحمل تكاليف الطباعة فى أضيق وقت وأقل إمكانيات.
وقالت فهمى: فوزى شلبى كان رجل المهام الصعبة، وكان يقوم بها على أكمل وجه، وعن رضاء كامل، وآخر أنشطته التى لن أنساها، تعاونه فى إخراج الدورة الأولى من ملتقى البريد وبذل خلاله الكثير من الجهد.
وتحدث الكاتب الصحفى مؤمن الهباء عن الروائى الراحل عبد المنعم شلبى، مؤكداً على أنه لم يرفض النقد مثل بعض الروائيين الصغار، بل كان يقبله عن صدر رحب، كما كانت له مواقف إنسانية كثيرة، منها مساندته المادية لبعض الحالات الإنسانية التى كانت تعرض شكواها فى جريدة المساء، موضحاً أنه تبرع أيضا بشقة كان يملكها فى مصر القديمة لجمعية قام بتأسيسها خصيصا من أجل الدفاع عن اللغة العربية.
وأضاف الناقد الدكتور عوض الغبارى أن شلبى وهب حياته بالكامل للدفاع عن اللغة العربية، ورفض أن يكتب باللغة العامية.
وأشار الكاتب صبرى قنديل فى حديثه عن الكاتب محمد عبد السلام العمرى إلى سيطرة نفسه الروائى على قصصه القصيرة، مؤكدا على أنه قدم مشروعا أدبيا خالصا يخصه فى روايته "الجميلات"، والتى اعتبرها قنديل يوتوبيا خاصة بالعمرى، كما تطرق قنديل فى حديثه إلى الروائى فوزى شلبى، مشيرا إلى أنه يمثل المثقف العضوى الذى يجند كل الإمكانيات المتاحة لخدمة العمل الثقافى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة