د. أشرف بلبع

الإخلاص لمستقبل الوطن

الإثنين، 01 نوفمبر 2010 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش هذه الأيام شدا وجذبا بين تيار المشاركة وتيار المقاطعة، هناك من يتشدد ويظن أن تياره وحده يصب فى مصلحة الوطن ولكن السؤال الفارق هو، هل أنت داعم لفكر التغيير من أجل النهضة؟

التردى الواضح فى معيشة المصريين يجعلنا جميعا شهودا على تراجع مصر بين الأمم، إنه لمن المستحق تماما أن نحاسب اليوم سلطة استمرت عقودا طويلة، من المنطقى تماما أن نصر جميعا كمصريين على التغيير من أجل النهضة وأن نصنفه مخلصا كل من يعمل ما فى وسعه لتحقيق هذا الهدف.

إن هدف النهضة يتعرض للإعاقة من قبل تيار المنتفعين وهؤلاء هم كل من يهدر قضية مستقبل الوطن لقاء طلب المصلحة الخاصة والمنافع وتقلد الوظائف، إن هؤلاء المنتفعين هم الأولى بالفرز أيا كانت اللافتة التى يعملون تحتها.

إن الإخلاص لهدف التغيير من أجل النهضة يجعل كل ممارس للعمل السياسى يتبنى كل ما يدعم هذا الهدف، سينشط المخلصون سواء مشاركون أم مقاطعون فى نشر فكر التغيير ورفض الاستبداد والفساد.

إن الإخلاص لقضية الوطن ليس هو ما يشغل اللاهثون وراء المنافع والمناصب ومجرد نيل الرضا السامى هو منتهى المنى فى عيونهم، هؤلاء هم دائما المبررون والمحللون وتجد بينهم ترزية القوانين بالتفصيل وعلى المقاس.

الذين يسيرون دائما وراء صاحب الزفة يهللون له أو لأى صاحب زفة آخر يحل محلة، هؤلاء لا يعرفون من القضية إلا موقع القدم وهل يلزم مزيدا من التهليل بالقول والفعل لفتح الطريق أمام المزيد من التمكن والمنافع.

حتى فيمن يصفون أنفسهم بالمعارضين تجد البعض منهم ملكيين أكثر من الملك يحسبون أقوالهم وخطواتهم بأكثر مما ينتظر منهم الحزب الحاكم نفسه، اللذين لا يفهمون من المعارضة إلا الرفق فى القول والفعل والتشدد فى إظهار الانصياع للدور المرسوم هم ليسوا بمخلصين لقضية الوطن.

نحن الآن نعيش فى ظل قاعدة ذهبية تقضى بأن من أراد أن يمارس السياسة عليه أن يدور فى فلك الرجل الأوحد ويسعى فى سبيل استقرار سيطرته، على كل من يريد أن يمارس سياسة ولأجل أن ينال الرضا السامى عليه أن ينضم للحزب الحاكم فعنده منفعة لكل مواطن، والحكومة ويا للحظ هى حكومة الحزب، ولأن السلطة تدرك تماما أهمية الديكور الديمقراطى، ولذلك تشجع قيام المعارضة ولكن بشرط أن تكون مستأنسة تلتزم بالمحافظة بكل الطرق على الاستقرار الموجود، المنهج المستأنس هو الإصلاح بتقديم الرأى الآخر وكفى، ليس من منهج المعارضة المستأنسة أن تصنع موقفا جديا قد يثير امتعاض السلطة ولكنها دائما منشغلة بمدى قبولها ذلك الموقف وتضخيم عواقب فقدانهم لها.

يسمون أنفسهم معارضين وجل ما يفعلون هو تجميل وجه السلطة بمسحة ديمقراطية بدون محتوى حقيقى يصب فى صلب قضية هذا البلد، يسمون أنفسهم معارضين والشعب كله يعلم أنهم ليسوا بمعارضين وإنما بمتوائمين مع السلطة ينفذون أدوارا مرسومة لا يخرجون عنها.

إن بناء النهضة فى مصر هو القضية والنهضة لها قواعد أرساها العالم المتقدم كله من سنين طويلة، إن أحوالنا اليوم هى أبعد ما تكون عما تحتاجه النهضة، النهضة اليوم هى أبعد ما تكون عن أن تطولها أيدينا، لا أحد يمكنه المكابرة فى ذلك، فكلنا شاهد على ما نحن فيه ونعانيه، لقد احتكر الحزب الوطنى ومريدوه السلطة وسيروا الأمور طوال الفترة الماضية وليتغنوا ما شاءوا بالإنجازات فأحوالنا كشعب تنضح بنوعية وأثر هذه الإنجازات.

* أستاذ بطب القاهرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة