إسلام مصباح يكتب: ماذا تريدون منا بالضبط؟

الإثنين، 01 نوفمبر 2010 02:57 م
إسلام مصباح يكتب: ماذا تريدون منا بالضبط؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الشهور الماضية شاهدت عدداً كبيراً من الأفلام الأمريكية، معظمها من الأفلام الرديئة التى تقوم قصتها على إرهابى مسلم يحاول تفجير شىء ما فى مدينة أمريكية، وبالطبع يفشل.

هذه هى التيمة الأمريكية التى جلبت الملايين والمليارات إلى صناع السينما الأمريكيين، هذا ما يريده المشاهد الأمريكى العادى.. عدو متجهم الوجه يقتل العشرات من المواطنين البائسين دون أن يطرف له جفن، ثم يحاول أن يجرب حظه مع البطل الأمريكى، قد يكون البطل رجل مخابرات أو يكون شرطياً أو إف بى أى، أو حتى مواطناً عادياً أوقعته الظروف فى هذا المأزق.

قبل انهيار الاتحاد السوفيتى لم يكن يحلوا الحديث إلا عن الإرهابى السوفيتى المجنون الذى يحاول القيام بعملية إرهابية كبيرة، لابد أن يكون العدو صارم الملامح دون مشاعر على الإطلاق وقوى البينة ويتكلم الإنجليزية كأنه يفرغ رشاشه فى رواد صالة السينما، ثم انهار الاتحاد السوفيتى، فتحول العدو إلى بقايا عملاء الكى جى بى الذين يحاولون إرجاع الإمبراطورية السوفيتية عبر ضرب المنشآت الأمريكية، ثم بدأ يظهر نغمة الإرهابى المسلم البكستانى أو العراقى أو الأفغانى، ولابد أن نضع فى الحسبان العدو الذى كان للسينما الأمريكية قبل ظهور الإرهابى السوفيتى، وهو الإرهابى الألمانى بالطبع، وأهم إرهابى بالنسبة للسينما الأمريكية طبعا كان هتلر، حتى أن العديد من الأفلام تنتج عن هتلر حتى هذه الأيام.

ثم جاءت أحداث 11 سبتمبر ليثب العدو الجديد.. نقيض البطل المتوج.. الإسلام.. المسلم هو العدو إن كان إرهابيا أم لا.. لا يهم كثيراً إن كان العدو هو مسلم عادى يصلى الظهر فى المسجد أو بن لادن نفسه.. المهم أنه مسلم وغالبا عربى.. يقول أى كلام له صبغة عربية ولا يمكن فهمه ولا يمت لأى لغة فى العالم بصلة، ولكنه يقول كثيراً من عبارات "الله.. محمد.. توكلت".

ولا يكلف هذا صناع السينما كثيراً، دعك الآن من التكاليف الخرافية لأفلام الفضاء أو سوبر مان أو بات مان.. المهم أن تجد رجلاً يجيد الركل، ورجلاً يجيد تلقى الركلات، وسيصبح فيلم الموسم وتتعمق الكراهية أكثر للعدو المنتظر.. فقط يكفى أن تجد واحداً يربى ذقنه ويقول الله وسط كلام لا يفهم ويحاول تفجير نفسه وسط حشد من الأمريكيين المسالمين، أو تفجير قنبلة نووية لو وجدها.

شاهدت فيلما ساذجا ينتهى برجل مسلم ينتحر بطلقة صائبة فى حلقه.. هذا خطأ.. حسب قواعد السينما المسلم لا ينتحر ولكنه يفجر نفسه وسط جمع محترم، شاهدت فيلما آخر ساذجا يحكى عن رجل عربى يمتلك قنبلة نووية ويريد بيعها لرجل أمريكى.. هذا أيضا خطأ.. المسلم لا يريد المال لأنه يمتلك النفط، ولكنه يريد الكثير من الدماء.. شاهدت فيلما آخر يحكى عن سيدة عاشرت كل شخصيات السيناريو، ثم يتضح فى النهاية أنها مسلمة تريد الوصول إلى سلاح نووى ما، هذا أيضا خطأ.. دعك من أن المرأة المسلمة لا تفعل شيئا كهذا.. ولكن حسب قواعد السينما الأمريكية فإن المرأة المسلمة تتزوج من رجل متزوج ثلاثة غيرها، ترتدى النقاب ولا تخرج من بيتها ويضربها زوجها فى الصباح والمساء دون سبب واضح.

صناع السينما هؤلاء لا يعرفون شيئا عنا.. ويكرهوننا قطعا.. ويخافون من الإسلام والمسلمين كخوف العاصى من الموت، ليس خوفا مما يمكن أن نفعله بهم، بل خوفا من توغل الإسلام فى المجتمع الأمريكى.. حقيقة لا أجد خاتمة لهذا المقال إلا بتساؤل موجه لصناع السينما الأمريكية وأعرف إجابته حتما.. ماذا تريدون منا بالله عليكم؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة