فى كلمته أمام المؤتمر الدولى السنوى لمؤسستى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والذى ينعقد حاليا بواشنطن أعرب دومنيك سترواس رئيس صندوق النقد الدولى عن قلقه إزاء المستقبل الغامض الذى ينتظر اقتصاد العالم، حيث مازال النمو الاقتصادى هشا حتى فى أمريكا، قائلا: "نحن مازلنا نعانى آثار الأزمة المالية وأكثر الأمور خطورة هى زيادة نسبة الدين العام من الناتج المحلى الإجمالى خاصة بالنسبة للبلدان المتقدمة اقتصاديا حيث من المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 110% بحلول عام 2014 بعد أن كانت 75% قبل الأزمة، وهذه الزيادة 35% ترجع معظمها إلى انخفاض معدلات النمو، ونقص الإيرادات والانكماش وهنا نوجه رسالتنا إلى جميع بلدان العالم خاصة الحكومات بضرورة منح القطاع الخاص فرصا أكبر للاستثمار وأن تلتزم الحكومات بخفض الإنفاق".
أضاف دومنيك: "ما نتوقعه هو انخفاض العجز بنسبة 1% من إجمالى الناتج المحلى ابتداء من عام 2011 فى المتوسط، ولكن هناك بلدانا أصبحت على حافة الهاوية ونحن نبذل قصارى جهدنا لإنقاذها، ولدينا تحد آخر وهو زيادة نسبة البطالة فالزيادة الضعيفة المتوقعة فى النمو لن تخفض نسبة البطالة على المدى القصير، فالاقتصاد العالمى خسر حوالى 30 مليون وظيفة من جراء الأزمة المالية وفى العقد المقبل نتوقع دخول 450 مليون شخص جدد إلى سوق العمل ويحتاجون فرص باختصار نحن نوشك على فقدان جيل بأكمله مما يهدد الاستقرار الاجتماعى، حيث ضاعف من الأزمة أيضا اهتزاز القطاع العقارى فى أمريكا ولندن ضاعف الأزمة ونحن بصدد إعداد قواعد جديدة أكثر أمنا لإعادة إنعاش هذا القطاع الهام.
وأوضح: "نحتاج من الحكومات التطبيق السليم للقواعد لتفادى حدوث أزمات مستقبلية، كما أكد أن العالم يواجه ما يمكن تسميته بـ"حرب العملات" وهذا خطر أكبر سيؤدى إلى تدهور حالة البلدان لذلك نحن نحتاج مزيدا من التعاون على صعيد السياسة النقدية ونعمل على خلق ما يسمى الائتمان المرن حتى يمكننا إنقاذ العالم من براثن الفقر وأيضا العمل على تشجيع الشباب لإيجاد فرص عمل، علما بأننا لا نقدم ضمانات على أن الاقتصاد العالمى سوف يتعافى من الأزمة ويرجع لوضعه الطبيعى ولكن هناك بلدانا تبشر بالأمل فى آسيا وأفريقيا، ولكننا نملك سوى التوقعات ومع بداية العام المقبل سيتم تغيير القواعد والقوانين التى يعمل بها الصندوق لكى نساعد فى بناء عولمة جديدة لعالمنا بظروفه الجديدة، وبالفعل حدثت بعض التغييرات الهيكلية داخل المؤسسة.
فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" حول الاقتصاد الأمريكى ووضعه الحالى والمستقبلى- على هامش المؤتمر- أكد دومنيك أن استعادة التوازن الخارجى ما زالت محدودة وعن دور الصادرات، أكد أن الصادرات الصافية لا تساهم فى نمو الاقتصاديات المتقدمة مازال العجز التجارى الأمريكى كبيرا ولا نتوقع تعافيه فى وقت قصير خاصة أن الأمريكيين أفرطوا فى الاقتراض قبيل الأزمة المالية وعن سوق العقارات ومستقبله أكد أن الاستثمارات ستظل ضعيفة به لمدة طويلة.
فى كلمته أمام المؤتمر الدولى..
دومينيك ستراوس: نحن قلقون إزاء المستقبل الغامض للاقتصاد العالمى
السبت، 09 أكتوبر 2010 05:10 م