من المتعارف عليه فى مجتمعنا المصرى أن الإسلام والمسيحية هما وجهان لعملة واحدة وهذه العملة تتضمن المحبة والسلام والود والتعاون من أجل الوطن الواحد الذى يشمل المسلم والمسيحى معا وهذا يحدث منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.
وقد حفل التاريخ بالعديد من المواقف الإنسانية بين الإسلام والمسيحية لا يتسع المقال لذكرها فهى كثيرة.. ولكن أبرزها معاملات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع مسيحيى نجران وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى كالديانة اليهودية فقد وقف الرسول "ص" بعد أن شاهد جنازة ليهودى وعندما تعجب الصحابة من فعل رسول الله"ص" قال لهم أليست هذه نفس.. وهناك أيضا الأمثلة الرائعة التى قدمها القائد صلاح الدين الأيوبى الذى استطاع أن يسترد القدس الشريف من المغتصبين والذى أكد على مدى احترام الأديان الأخرى.. ولكن عندما تحدث حادثة بسيطة بين عنصرى المجتمع المصرى تطل علينا ما تسمى بالفتنة الطائفية بغوائرها البغيضة التى تكاد تحرق المجتمع بكل من فيه وفى بعض الأحيان تكون هذه الكارثة فرصة للمزايدين أن يزايدوا فى إشعال هذه الفتنة بسبب مواقف لا تذكر مثل إسلام فتاة تدعى كاميليا وأخرى تدعى وفاء وغيرهن بعد أن كانوا من النصارى أو المسيحيين! أو تنصر فلان بعد أن كان مسلم وكلام من عينة :" مين اللى أسلم ومين اللى أتنصر ؟!! " وصارت الأحاديث عن الفتنة الطائفية فى المجتمع هى الموضة السائدة ..وهى فى الحقيقة أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان تزيد المسألة اشتعالا بدلا من تهدئتها..
على أى حال لابد من دور فعال للدولة ومنظمات المجتمع المدنى الممولة من الخارج وأن تكون هناك ضوابط صارمة على تغطية الإعلام بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة لمثل هذه القضايا بمعنى بعدها عن الإثارة الإعلامية واستخدام المانشتات الساخنة التى تهيج الرأى العام، كما لابد أن تسارع الدولة بالموافقة على قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين الذى وضعت الكنيسة بطوائفها الثلاث الخطوط العريضة له وأن يجتمع شيخ الأزهر مع البابا شنودة فور وقوع أى مشكلة بين الطرفين لتوضيح الحقيقة أمام الرأى العام حتى توضع الأمور فى نصابها ونقضى على المزايدات التى تزيد نار الفتنة.. فالمجتمع لديه تحديات أكبر من هذا ولابد أن يتفرغ لها!
* صحفى وأكاديمى مصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة