عرض فى إطار فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة الفيلم التسجليى "قطر الحياة" للمخرج شكرى ذكرى، والذى يتناول حياة مواطن بسيط وعائلته يعيشون بالقرب من شريط السكك الحديدية، ويحمل الفيلم أبعادا إنسانية شديدة التميز، لنرى متاعب ومشاكل هذه الأسرة ، وكيفية تأقلمها مع الواقع، رغم حرمانهم من أبسط مقومات الحياة من خدمات المياه والصرف والكهرباء والتعليم.
ولاقى الفيلم إعجاب الكثير من النقاد والمتابعين للمهرجان، خصوصا أنه يحمل أحلام طبقة مهمشة من المجتمع لأسرة يحلم قائدها "الأب" أن يأكل طعام يومه بالحلال فقط وتحلم الأم بزيارة بيت الله والحج بينما يحلم أحد الأبناء الذى يمارس رياضة الكونغ فو أن يجد عملا مناسبا وأن يعرف الناس أهمية رياضته ويحلم الابن الصغير الطالب بالمدرسة أن يعمل مهندس بترول ليرتقى بمستوى معيشة أسرته، وقد حصل الفيلم على جائزة خاصة من مهرجان الإسكندرية الدولى فى دورته المنقضية.
والتقى "اليوم السابع" مع مخرج الفيلم شكرى ذكرى الذى أكد فى حواره اهتمامه الدائم بالحالات الإنسانية، والتعبير عن الطبقات الاجتماعية التى تعانى من مشاكل كثيرة ومحاولة نقل صورة واقعية لهمومه وآلامهم، وأوضح شكرى أن فيلمه هو مشروع تخرجه فى الجامعة الفرنسية بالقاهرة ود. منى الصبان هى المنسق الأكاديمى للفيلم.
وحول فكرة الفيلم قال شكرى إنه يتناول عائلة مواطن بسيط هو الحاج يحيى الذى يعمل "عتال" بالسكة الحديد وجاء إلى القاهرة بحثا عن الرزق ويسكن مع زوجته وأبنائه بجوار شريط السكة الحديد، مؤكدا أن هذه الشريحة من المجتمع لفتت انتباهه وظل يطرح على نفسه تساؤلات هى "كيف يعيش هؤلاء الناس؟ وما هى أحلامهم وطموحاتهم ومصدر رزقهم؟ وما المشاكل التى يعانون منها؟ وفى ظل بحثه عن موضوع جديد لم تناقشه السينما التسجيلية وجد أنه من الأجدر أن يخرج فيلما عن هؤلاء الناس، وساعده فى الوصول إلى "الحاج يحيى" مدير الإنتاج مينا فوزى حيث أرشده إلى منطقة "المناشى" القريبة من القناطر الخيرية، وعندما وجد شكرى المكان قال لـ مينا فوزى "هو ده بالظبط اللى أنا عايزه".
وأشار شكرى إلى أن التحضير للفيلم استغرق 4 أشهر حيث التقى بـ "الحاج يحيى" كثيرا واستمع منه إلى قصة حياته والمشاكل التى يواجهها، خصوصا أن لديه 3 أبناء أحدهم أجرى عملية قلب مفتوح ويحتاج إلى الرعاية، واكتشف شكرى أن الرجل خفيف الظل ويتمتع بحس فكاهى، رغم أن مرتبه لا يتعدى الـ300 جنيه بعد أن عمل فى السكك الحديدة أكثر من 26 سنة ولكنه يتمسك بإيمانه بالله وهناك حالة من الرضا بالرزق وبقضاء الله لا تفارقه ولا تفارق الأسرة كلها.
أما عن الصعاب التى واجهته فى تصوير العمل، أوضح شكرى أن هناك صعابا كثيرة منها أنهم يصورون فى منطقة سكك حديدية وهى غير ممهدة للتصوير السينمائى، كما أن منزل العائلة ضيق جدا ولا تستطيع الكاميرا أن تأخذ زوايا مختلفة بداخله لكنه تغلب على تلك المشكلة وقال إنه فى مشهد تناول الأسرة الطعام على الطبلية البسيطة وضع الكاميرا خارج المنزل أما فى مشهد متابعة الأسرة لأحد الأفلام على التليفزيون وضع الكاميرا على باب الغرفة من الداخل، واستعان بكاميرا "4ونصف وايت" لتعطى إحساسا بوسع فى المكان.
كما أوضح أنه كان متخوفا فى البداية من أن يرفض التسجيل معه لكنه وجده متفهما جدا لطبيعة العمل ورحب بشدة بالموضوع، ورفض فى البداية أن تظهر زوجته فى الفيلم لكن شكرى استطاع إقناعه.
واستغرق تصوير العمل يوما واحدا فقط، حيث أشار شكرى أن التحضير الجيد للفيلم ساعده على إنجاز تصويره بسرعة، كما ساعده على خروج الفيلم بشكل جيد حب الناس لفريق العمل وتعاونهم معه، خصوصا أنهم يدركون تماما أن الفيلم يحاول تسليط الضوء عليهم ومساعدتهم.
وأوضح مخرج العمل أن فيلمه ليس فقط عن ناس يعيشون بجوار شريط قضبان السكك الحديدية لكنه يرمز إلى أنهم يعيشون أيضا بداخل قطار الحياة الذى سيذهب بهم إلى محطتهم الأخيرة.
كما أكد شكرى اعتزازه بفريق العمل الذى ساعده على إنجاز الفيلم ومنهم مدير الإنتاج مينا فوزى والمونتير رفيق جورج ومدير التصوير نبيل سمير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة