هل حانت لحظة مواجهة الفضائيات الدينية على الـ«نايل سات»؟

الخميس، 07 أكتوبر 2010 08:28 م
هل حانت لحظة مواجهة الفضائيات الدينية على الـ«نايل سات»؟ أنس الفقى
ريمون فرنسيس و سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ إخضاع 30 فضائية للفحص وإغلاق القنوات التى تخالف قوانين البث وتنشر الطائفية والتعصب.. والقنوات المسيحية اختصرت الطريق وذهبت لـ«الأوروبى»
◄◄ أمين بسيونى: من حق «نايل سات» أن تحافظ على أمن المواطنين وهذا يعيدنا إلى ضرورة تفعيل وثيقة تنظيم البث والتعجيل بقانون البث


هل حانت لحظة المواجهة مع القنوات الدينية التى اتهمها البعض بنشر التعصب، وتساهم فى إشعال الطائفية؟ وهل يمكن تطبيق قوانين البث المعمول بها فى العالم ومواثيق الشرف المصرية لضبط أداء القنوات؟ السؤال طرحه قرار إغلاق قناة البدر، والذى تردد أنه صدر لأنها تساهم فى التعصب والطائفية، وأعلنت مصادر وزارة الإعلام أن القناة خالفت التصريح الصادر لها كقناة عامة، وتحولت إلى قناة دينية. وعلمت «اليوم السابع» أن أنس الفقى وزير الإعلام شكل لجنة من عدد من الخبراء، لمراجعة القنوات الدينية التى تبث على «نايل سات»، للتأكد من عدم بثها مواد طائفية، والتأكد من التزامها بقواعد وقوانين البث.

وتشمل هذه المراجعة أكثر من 30 قناة دينية على نايل سات، كثير منها يبث مواد مخالفة للقانون، تقع ضمن الأفكار المتطرفة أو الطائفية وتستحق أن يتخذ معها نفس الإجراء مثل قنوات الناس والتى تذيع برنامج سهرة خاصة من تقديم الشيخ خالد عبد الله، وعادة ما يستضيف الشيخ حسام أبو البخارى، والمهندس فاضل سليمان، وتخصص البرنامج فى التعرض للعقائد المسيحية رغم أن ضيوف البرنامج ليسوا من علماء الدين المتخصصين، وكذلك قنوات اقرأ، وقنوات «3MTA» وهى قناة باكستانية ناطقة بالعربية، وقناة الفجر، والراية، وقناة الخليجية الدينية، والعفاسى، وقناة شدا، وقناة بداية، وقناة صفا، وقناة نسائم، والحكمة، وقناة الحافظ، ولا شك ان هناك قنوات إسلامية معتدلة، مثل قناة الرسالة التى تتبع مجموعة قنوات روتانا، وقناة القرآن الكريم وقناة المجد وقنوات مسيحية لها لغة التسامح مثل سات7 ومعجزة.

بعض الخبراء والمثقفين أبدوا ارتياحا لقرار إغلاق قناة البدر الدينية وأيدوا موقف وزارة الإعلام التى تستخدم دورها السيادى للحفاظ على أمن الوطن، خصوصا بعد أن جاء القرار بعد إغلاق قناة الرحمة وأكد اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة نايل سات أن سبب إغلاق قناة البدر، هو خروجها عن الترخيص، لأنها كانت مرخصة كقناة عامة، وتم تحويلها إلى قناة دينية. وحرص أنيس على عدم الإفصاح عن أى تفاصيل أخرى، مؤكدا أن الفتنة ليست هى السبب.

القنوات الإسلامية مازالت فى حالة شد وجذب للوجود الشرعى على القمر المصرى نايل سات، وحتى لو تم إلغاؤها من نايل سات، فأمامها قمر عرب سات والأوروبى أيضا، مثل قناة أزهرى للشيخ خالد الجندى، أما القنوات المسيحية فاختصرت الطريق مبكرا، وابتعدت عن القمر المصرى بوسيلة أسهل وأرخص من أخذ تردد على القمر المصرى، وهذا من خلال البث على قمر يوتل سات وهو أحد الأقمار التابعة للشركة المالكة لقمر هوت بيرد، وهذا القمر يدور فى نفس مدار نايل سات 7 درجات غربا، وهو ما يجعل القنوات التى تبث عليه يقرؤها القمر المصرى، وسعر التردد عليه بالدولار أرخص من نايل سات وتبث عليه قناة أغابى «CTV» التابعة للكنيسة القبطية وسات7، والمعجزة وقناة الحياة التى تحمل خطابا حادا ضد الإسلام، وكذلك قناة الحقيقة وهى القناة التى أطلقها القس زكريا بطرس، والمعروف أيضا بمواقفه العدائية للإسلام.

الإعلامى أمين بسيونى الرئيس الأسبق لشركة نايل سات، والمنسق الإعلامى الدائم بجامعة الدول العربية، أكد أن الفضاء أغرى أصحاب القنوات الدينية للخروج عن القواعد العامة، وبدأت الفضائيات الدينية تختار الفتاوى المثيرة للجدل، حتى أن بعضها بدأ يتجه نحو الشعوذة والسحر وتفسير الأحلام، بينما الدين هو علاقة الإنسان بالله، وكيف يتم تقييم سلوك وأخلاق الناس فى هذا الإطار، إنما الفضائيات الدينية أصبحت تلجأ للإثارة من أجل الربح.

ويضيف بسيونى: قبل هذه القنوات لم يكن هناك أى أزمة لدى الناس وكانوا يعرفون دينهم جيدا، ولا يوجد حتى الآن قوانين تمنع القنوات الدينية من الوجود على نايل سات، لكن من حق نايل سات، أن تحمى شعبها من أى عبث بأمنه واستقراره خصوصا أن نايل سات شركة مساهمة بفلوس المصريين واتحاد الإذاعة والتليفزيون.

ويشير بسيونى إلى أن الفضاء المفتوح جعل من الضرورى أن يكون هناك تنظيم على المستوى الإقليمى، وهو ما يعيدنا إلى موضوع وثيقة الإعلام وقانون تنظيم البث، لأنه حتى إذا تمكنت من حماية الناس من الفضاء فهناك القمر الأوروبى وهناك مواقع الإنترنت المتطرفة.

وذكرت المصادر أن هناك خطابا تحذيريا أرسلته شركة نايل سات لقناة الناس، تحذر من محاولة بث لقاءات من شأنها إثارة الفتنة أو الاشتباك مع أقباط المهجر، أو القس زكريا بطرس أو القنوات الشيعية، ثم تبع ذلك إغلاق قناة «الرحمة» التى يشرف عليها الداعية السلفى الشيخ محمد حسان، إثر تقدم المجلس السمعى والبصرى الفرنسى بشكوى لإدارة «النايل سات» ضد القناة، يتهمها فيها بمعاداة السامية، بسبب الهجوم على اليهود، وتم بالفعل وقف بثه التردد المخصص لها، لكنها عادت تحت مسمى قناة «نسائم الرحمة» وعلى تردد جديد، إثر حملة تضامن واسعة النطاق، ونفس التحذير وجه إلى قناة «صفا» السنية، هذه القنوات التى هددت باللجوء بالانتقال إلى مدن إعلامية أخرى فى الأردن أو الإمارات.

الداعية «مصطفى حسنى» قال إن وجود رقابة على المواد الدينية التى تبثها الفضائيات ضرورى، مشيرا إلى أن بعض القنوات الدينية تعرض مواد متشددة قد تعيدنا إلى عصور التطرف والجهل، وأضاف «أنا مع قرار الرقابة الدينية من المؤسسات العلمية كالأزهر الشريف مثلا لكى نقنن المواضيع المثارة فى تلك البرامج، بما يحقق وحدة الوطن وتماسكه».

ورأى الداعية الإسلامى الدكتور «صفوت حجازى» أن منع القنوات الدينية من البث على النايل سات ليس حلا للقضاء على مثيرى الفتن الطائفية من الدعاة وقال «الجماهير تعرف جيدا كيف تستقبل القنوات الدينية من الأقمار الصناعية الأخرى»، واعتبر «حجازى» المناقشة والحوار مع مقدمى تلك المواد التى تشجع على الفتن، هو الحل الأمثل للقضاء عليها.

أما الدكتور «محمد الشحات الجندى» الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فاعتبر أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أن الرقابة على الفضائيات الدينية ضرورة حتمية خاصة مع زيادة الاحتكاكات الطائفية بين المسلمين والأقباط فى الفترة الأخيرة، وأوضح «الجندى» أنه يفضل الرقابة على الفضائيات بديلا عن المنع النهائى لها، خاصة أن المنع يقف ضد حرية الرأى والتعبير مع تأكيده أن تلك الحرية تشترط أن تكون فى إطار الصالح العام، وليس الإضرار بأمن الوطن واستقراره.

على الناحية الأخرى تقف قناتا الحياة والحقيقة المسيحيتين والمعروف عنهما مواقفهما المتشددة ضد الإسلام، ولكنهما يبثان على القمر الأوروبى وفى هذا السياق يرى رجل الأعمال الدكتور «ثروت باسيلى» صاحب قناة ctv الفضائية القبطية، أن النايل سات لن يمنع بث القنوات الدينية نهائيا، لأن هناك العديد من القنوات لا تتضمن مواد من شأنها إشعال الفتنة، وأعطى «باسيلى» مثالا بقناته «ctv» مؤكدا أنها لا تقدم سوى بعض الصلوات والعظات، وتلتزم خطا أحمر تجاه مناقشة العقائد والأديان مثل الإسلام أو العقائد المسيحية الأخرى كالبروتستانتية أو الكاثوليكية، وأكد «باسيلى» أن بعض أجهزة الدولة تراقب قناته الدينية بصفة مستمرة، ولم يسبق لها أن أصدرت توجيهات بمنع أو وقف أى برنامج، ورفض «باسيلى» فكرة منع القنوات الدينية نهائيا، مؤكدا أن المنع يظلم القنوات المعتدلة التى تقدم فكرا مستنيرا.

من جهته أكد أحمد سليم المتحدث الرسمى باسم وزارة الإعلام المصرية أن وزارة الإعلام ناشدت كل القنوات الدينية بعدم الخوض فى الأمور الطائفية والأمر سيكون أكثر تنظيما مع صدور قانون تنظيم البث الفضائى وحسب تصريحات وزير الإعلام فإن القانون أصبح جاهزا للعرض على مجلس الشعب فى الدورة البرلمانية المقبلة مع بداية العام الجديد والذى سيصحبه أيضا إطلاق جهاز تنظيم البث والذى سيعمل على أن يكون العمل الإعلامى أكثر تنظيما.

لمعلوماتك...
◄100 قناة دينية إسلامية تابعة للسنة و50 تابعة للشيعة على مختلف الأقمار تبث داخل مصر
◄ 2007 انطلاق قناة البدر كقناة دينية اجتماعية تبث برامجها من القاهرة، وهى ملكية مشتركة لكل من الأردنى نبيل بدر والمصرى محمد مقبل







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة