محمد أبو فرحة يكتب: لو كان يعلم السلطان قايتباى

الخميس، 07 أكتوبر 2010 07:52 م
محمد أبو فرحة يكتب: لو كان يعلم السلطان قايتباى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما نذهب إلى أماكن نحبها أثناء المصيف، ونتذكرها بأحسن الأوصاف وأسعد اللحظات، حتى صار عشقنا لهذه الأماكن يتكرر كل مصيف، وهذا الصيف كان صيف جميل وعندما قررنا الذهاب إلى الإسكندرية، أول ما تبادر إلى أذهاننا هو قضاء وقت جميل عند قلعة قايتباى.

(هذه القلعة الشامخة التى عجز الغزاة فى اقتحامها) على مدى التاريخ، والتى بنيت سنة 1477م، فقد ظلت حصنا منيعا ضد الأعداء ودليلا على قوة هذا البلد وأمنه وأمانه.

لكن حدث شىء غريب عند وصولى إلى القلعة وجدت كراسى ومقاعد وطاولات تتطاير فى الهواء لتسقط فى البحر كرسى وراء كرسى وطاولة وراء أخرى، فقد كانت المنطقة مكتظة بمئات الكراسى والطاولات التى افترشها بعض المحتلين لكسب رزقهم بأى طريقة.

وعند علمهم بقدوم حملة للتفتيش بوقت ليس بالقصير وجدت كل ما كان حول القلعة آخذاً فى التطاير فى الهواء ليسقط فى البحر، ثم ينزل شخص إلى مياه البحر ليتأكد أن جميع الأشياء قد اختفت عن أنظار الحكومة، وبعد فترة أتت دورية التفتيش، وأخذت قليلاً من الكراسى التى لم يستطيعوا أن يخفوها وأخذت شخصاً معها وعادت أدراجها.

وعندما هممنا بالجلوس على مقاعد خاصة بنتها الدولة إذا بهؤلاء يمنعوننا من الجلوس بحجة أنهم سوف يستخرجون المقاعد والطاولات من البحر وسوف يضعونها مكاننا، وكاد الأمر أن يأخذ شكلاً من أشكال العنف معنا بسبب أننا قلنا "نحن نجلس على المقاعد التى بنتها الدولة".

لقد قام هؤلاء المحتلون باحتلال أسوار القلعة ومقاعدها، فقد فعلوا ما عجزت عنه قوى الغرب وأعداء الأمة. يا ليتهم يفترشون جزءاً ويتركون لنا جزءاً نجلس عليه دون دفع المال لهم، لكنهم افترشوا أسوار القلعة كلها عن بكرة أبيها، فمن يريد الاستمتاع بالقلعة من الخارج عليه أن يدفع مقابل الجلوس على مقاعدهم التى وضعوها أمام المقاعد المبينة من قبل الدولة.

فهل يستمر الحال كل سنة بهذا الشكل، أم سوف تكون للدولة وقفة مع هؤلاء المحتلين.. لو كان يعلم السلطان قايتباى أنها سوف تحتل لعمل الشاى والقهوة ما بناها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة