أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

كيف نستفيد من أبناء الزعماء الأفارقة؟

الخميس، 07 أكتوبر 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم اليوم هذه السلسلة من المقالات التى نقلت تفاصيل اللقاء الذى دعانى إليه الصديق الدكتور خالد جمال عبد الناصر، شفاه الله، وكان اللقاء فى منزله بحضور باتريس ابن الزعيم الأفريقى لومومبا الذى قاد الكونغو إلى الاستقلال واغتالته المخابرات البلجيكية والأمريكية.

بعد أن تحدث باتريس عن تفاصيل عملية الاغتيال الوحشى لوالده لومومبا والتحاق والدته بهم فى مصر، حدث تبادل للذكريات فى الجلسة بين خالد وعبد الحميد وباتريس، قال باتريس، "أخذنا من جمال عبد الناصر حباً وحناناً مهما تحدثت عنه لن أعطيه حقه، كان يداعبنى دائما فينادينى باسم عتريس.. يا عتريس.. يا عتريس، فنضحك وأنا أجرى إليه فيأخذنى فى أحضانه، بالضبط كما يفعل أبى، كنت أقضى أياما كثيرة أنا وإخوتى فى بيت الرئيس مع خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم وهدى ومنى، هو طبعا كان دائم الانشغال لكن فى وقت الغذاء ينادينى لأجلس بجواره".

يتحدث خالد، "كنا عائلة واحدة، لا يشعر أحد منا أن الآخر غريب عنه، أخوات يعنى، لما كنا نذهب للبحر فى الإسكندرية، وفى البحر ننسى كل شىء، فتنادى أمى الله يرحمها، "يا باتريس جوعتم ولا لسه، ولما نتشاقى نتعاقب جميعا، كنا نعرف أننا أخوات، وحكاية الأخوات أخذت وقتا علشان نعرف إحنا أخوات ليه".

يضحك عبد الحميد وهو يقول، "لما جاء تشومبى إلى مصر لحضور مؤتمر عدم الانحياز ورفض جمال عبد الناصر دخوله، وتم حجزه فى أحد القصور حتى عودته، وبعدها بيومين ونحن على الغذاء"، قال لباتريس ضاحكا، "مرحتش ليه يا عتريس تموت تشومبى".

تنوعت حكايات الذكريات لتشمل أشياءً كثيرة، كان من بينها ما ذكره خالد حول أنه بعد دخوله الجامعة طلب من جمال عبد الناصر أن يتم تخصيص مصروف له، فطلب منه الوالد أن يسأل زملاءه عن مصروفهم، فذهب خالد إلى صديقه إسماعيل ليسأله، فقال له إنه يحصل على 8 جنيهات فى الشهر، وأراد خالد أن يزودها شوية فقال له إن زملاءه يحصلون على 2 جنيه فى الأسبوع، ولأن الشهر فيه أربعة أسابيع، يعنى هيبقى فيه يومان فى الشهر يمكن يرفعوا قيمة المصروف جنيها مثلا أو أقل حاجة بسيطة، كان خالد يحكى وضحكته تجلجل، لكن عبد الحميد نقلها إلى قصة أخرى، قال عبد الحميد، "أسرة لومومبا كان لها مخصصات تابعة لرئاسة الجمهورية، وظلت كما هى حتى تقلصت تدريجيا فى عصر السادات"، التفت عبد الحميد إلى خالد قائلا، "فاكر يا خالد لما موبوتو ( رئيس الكونغو، وكانت تسمى فى عهده زائير) جاء لزيارة مصر فى أواخر السبعينيات أيام السادات، أيه اللى حصل؟، يرد خالد، حصل فرض إقامة جبرية على أسرة لومومبا طول فترة الزيارة، فقمنا أنا وعبد الحميد وعبد الحكيم بشراء وجبة طعام فاخرة لإرسالها لهم حتى لا يشعروا بأن هناك تقصيرا فى حقهم".

انتقلت جلستنا، والتى استمرت من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة عصرا، إلى مناقشات أخرى فى قضايا سياسية متنوعة، وتحدث باتريس عن عودتهم إلى بلادهم واستقرارهم فيها، وتولى شقيقه قيادة حزب، وشقيقته وزارة الثقافة، وهو على ما أذكر فى مجال سياسى بارز.

عاد الأبناء إلى مناصب رفيعة فى بلادهم، وفى وجدانهم وعقلهم مصر التى أعطتهم، وإذا وضعنا ذلك إلى جوار ما ذكره مفتش الشرطة الأوغندية الذى جاء إلى مصر منذ أسبوعين حتى يجمع ذكريات والده الذى قاد حركة تحرير أوغندا من الاستعمار، وجاء إلى مصر عبد الناصر سائرا على قدمه وساعدته مصر، وإذا وضعناه أيضا إلى جوار ما ذكره رئيس الوزراء الكينى الذى عاش مع والده فى حى الزمالك أثناء قيادة الوالد للنضال من أجل استقلال كينيا ومنحه عبد الناصر المساعدات، والمفارقة أن كل هذا التراث وغيره فى دول حوض النيل التى تفجرت معها المشاكل فى الآونة الأخيرة، فكيف نستفيد به؟ من لديه الإجابة فليكتبها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة