فتح اللقاءان اللذان عقدهما الرئيس محمد حسنى مبارك مع الفنانين والمثقفين، شهية الكثيرين فى تقديم اقتراحات حول إمكانية عقد لقاءات مماثلة مع فئات اجتماعية أخرى، ومع مراجعة مجمل التصريحات التى أدلى بها بعض المشاركين، وتناولت قضايا عديدة تحدث عنها الرئيس، يقفز الحديث عن الوحدة الوطنية ومحاولات إحداث البعض فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين إلى الصدارة بوصفها قضية الساعة، وطبقا لما ذكره الكاتب والروائى يوسف القعيد الذى كان ضمن وفد المثقفين الذى اجتمع بالرئيس مبارك، فإن هناك الكثير من الحقائق التى ذكرها الرئيس مبارك فى قضية العلاقة بين المسلمين والأقباط لا يتم توظيفها بشكل جيد، حتى ترد على المتطرفين من الجانبين، قال القعيد إنه طبقا للمعلومات التى ذكرها الرئيس مبارك فى اللقاء، فإن الكنائس التى بنيت فى مصر منذ حكم الملك فؤاد ( 1917 _ 1936 )، كان الأعلى فى عددها فى فترة حكم الرئيس مبارك، أى أنه ومنذ الملك فؤاد، ثم ابنه الملك فاروق، والرئيس محمد نجيب، ثم الرئيس جمال عبد الناصر، فالرئيس أنور السادات، ثم الرئيس محمد حسنى مبارك، يتأكد أن الرئيس مبارك هو الذى استجاب لشكوى المسيحيين فى مسألة بناء الكنائس ومن هذه المعلومة يظهر أن شكوى المسيحيين أنهم لا يستطيعون بناء كنائس جديدة ليست فى محلها.
الرئيس مبارك وحسب كلام القعيد قال عن الاحتقان الطائفى، ذكرياته الشخصية عن تعايشه مع أسرة مسيحية، وعندما سكنت أسرته فى منزل يملكه مسيحيون مصريون، لم يشعر لا المسيحيون ولا المسلمون بأن هناك فرقة بينهما، وأكد الرئيس أنه لا يفرق بين مسلم ومسيحى فى أى أمر من الأمور، وفى الوظائف العامة والقيادية إن عرض عليه مصرى كفء تتوافر فيه شروط المنصب المطلوب، فلا يمكن أن ينظر لديانته أو نوعه، لا يفرق بين مسلم ومسيحى، ولا بين رجل وامرأة، وأضاف الرئيس أنه يكون سعيدا عندما يجد المعروض عليه تتوافر فيه كل الشروط، ولا تحول دون تعيينه أى ظروف أخرى.
هذه المعلومات التى ذكرها الرئيس مبارك، ما الذى يمنع أن تكون فى صدارة أدبيات الخطاب الدينى والسياسى لرجال الدين فى الطرفين المسلم والمسيحى، ولماذا نرى على النقيض منها، كلاما يساهم فى تأجيج الفتنة بين الطرفين، ولماذا يتم بناء أسوار عالية تفصل سيولة العلاقة بين الطرفين، بعد أن كانت نموذجا واضحا فى فترات تاريخية سابقة، والتى أعطى الرئيس مبارك نموذجا عنها. الأسئلة السابقة تقود إلى اقتراح بلقاء يدعو إليه الرئيس مبارك مع شيخ الأزهر فضيلة الشيخ أحمد الطيب، وقداسة البابا شنودة، فبقدر أهمية الكلام الذى طرحه الرئيس مبارك أمام وفد المثقفين عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، تأتى أهمية أن يطرحه أمام أكبر رمزين رسميين للمسلمين والمسيحيين، والمقصود منها العمل على إرساء خطوة هامة ورئيسية تتمثل فى تبنى خطاب دينى تصالحى، يستهدف القضاء على الفتنة فى مهدها.
اجتماع الرئيس مبارك بشيخ الأزهر والبابا شنودة فى لقاء مشترك سيكون رسالة إلى بسطاء الناس فى الطرفين تؤكد أن مصر هى وطن المسلمين والمسيحيين.
كلام الرئيس فى لقاء المثقفين عن علاقة المسلمين والمسيحيين يحتاج إلى ترجمة فى الواقع تبدأ من الطيب والبابا
سيناريو اللقاء المرتقب بين الرئيس مبارك وشيخ الأزهر والبابا شنودة
الخميس، 07 أكتوبر 2010 08:49 م
محمد حسنى مبارك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة