انتقد الروائى الدكتور يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية فتوى الشيخ محمد حسان، والتى أباح فيها بيع الآثار الذهبية وتحطيم التماثيل إذا ما وجدها فى أرضه، وذلك دون أن يذكر اسمه مكتفيًا بالإشارة إلى برنامجه ووصفه لملامحه الشخصية.
جاء ذلك خلال أولى ندوات الصالون الشهرى للدكتور يوسف زيدان بساقية الصاوى مساء أمس الأربعاء بقاعة النهر، والتى شهدت تفاعلاً وحضورًا كبيرًا من الإعلاميين والمبدعين والمثقفين.
وأضاف زيدان "ما أدهشنى فتوى (الشيخ) بأن من وجد آثارًا فى أرضه فهى ملكه، ولا يحق لأحد أن يشاركه فيها".
وقال زيدان "إن المذاهب الفقهية الأربعة لم يأت أحد فقهائها الأربعة، وحدثنا بما حدثنا به الشيخ الذى لم يشر إلى المذهب الذى يستند إليه فى فتواه، ولم يأت أحد فقهاء المذاهب الأربعة ويبيح بتدمير الآثار كما أفتى هذا الشيخ".
وأضاف زيدان "إذا كانت القضية اعتراض على الآثار، فكان من الأولى على الفاتحين الإسلاميين أن يدمروها ولا يتركونها لمن يأت بعدهم بأكثر من 1400 عام ليفتى فى الناس بتدميرها".
وتابع زيدان "وإذا كان صاحبنا يتكلم عن زكاة الركاز، فوفقًا للشريعة الإسلامية فإن قيمتها 10% من قيمة ما يخرج من الأرض للفقراء، ولو طبقت بالفعل فلن نجد فقيرًا واحدًا على الأرض".
فيما أشار زيدان إلى الشيخ محمد حسان، وذلك بذكر اسمه الأخير قائلاً "إن حسان لا يمثل رأى الدين، وما يحدث يشبه بالونات الاختبار".
من ناحية أخرى أوضح زيدان أن برنامج الصالون سوف يتضمن مناقشة لأهم الأحداث الجارية، والتى تشغل الرأى العام، وطالب المهندس محمد الصاوى بأن تلغى فكرة المنصة، وأن يتخذ الصالون الشكل الدائرى.
وفى إشارة من الدكتور يوسف زيدان للأحداث الجارية، قال إن الرئيس محمد حسنى مبارك طالبنا بألا يتحدث أحد منَّا فى الدين؛ حفاظًا على الدين، وحرصًا على عدم إثارة الفتن فى مصر، مضيفًا "يجب علينا أن نحافظ على البلد التى تفككت مؤخرًا، ولم تعد تتحمل أية صدمات، وربما يكون هذا سببًا لمعرفتنا بأننا لم نحترم القانون".
وأوضح زيدان أنه سوف يناقش فى صالونه الشهرى علاقتنا باليهود، قائلاً "أنا لست راضيًا عن الموقف النمطى وعدم الاشتباك مع التراث اليهودى، وكأننا قاعدون على قهوة ونردد لا للتطبيع، وبرأيى هذا ما لا يجب، ولن نفهم ثقافتنا إلا بعدما نفهم الجذور".
كما أشار زيدان إلى إقالة الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة "الدستور" سابقًا، وقال فى الحقيقة إننا لسنا أصدقاء، ولسنا أعداء، وبرأيى أنه شخص مجتهد، والتقينا منذ سنوات فى برنامج له بعنوان "على المقهى".
وأضاف زيدان إن ما حدث لإبراهيم عيسى يدفعنا للتساؤل حول عدد قادة الرأى فى مصر، قائلاً "فى اعتقادى أنهم لا يزيدون على المائة، ومن السهل اصطيادهم وكسرهم".
من جانبهم تعددت أسئلة الحاضرين ليوسف زيدان حول رؤيته للسبب الرئيسى لإقالة إبراهيم عيسي، الأمر الذى دعا المهندس محمد الصاوى مدير وصاحب ساقية الصاوى لأن يقول "حرصًا على المناخ العام للساقية يرجى ألا يتحدث أحد عن النوايا والخطة الخفية، وأظن أن هذا لا يضعنا فى موقف لا نفضله".
وانتقد زيدان الكثير من آراء الحاضرين حول وضع الثقافة المصرية الحالية، وقال بأن حالنا الآن أفضل بكثير مما كنا عليه من قبل، حينما كان المثقفون جميعًا فى السجون، ولا يستطيع أحد أن يتحدث عما يتعرضون له، ولكن هذا لا يعنى أننى راضٍ عن حالنا الآن، فمصر تستحق أكثر بكثير مما هى عليه الآن، والمستقبل لن يصنعه أحد غيرنا، ولن نصنعه بدون أن نعى الماضى لفنهم الحاضر ونعد للمستقبل.
وفى حديثه عن مشروع الوراق والموسوعة الشعرية كشف زيدان للحاضرين بأنه لم يتلق أى دعم أو أجر مادى مقابل مساهمته ومشاركته فى المشروع، مؤكدًا على أن رفض مساهمة ودعم اليونسكو له فى مشروع "زيدان للمخطوطات الإلكترونى" حيث عرضت عليه منظمة اليونسكو دعمًا ماديًا إلا أنه رفض، حرصًا منه على كسر فكرة "الحصرى" وإتاحة مشروعه للجميع.
وفى سؤال له حول رؤيته للإعلام، قال زيدان إننا نعيش خارج السياقات المعرفية، فمنذ أشهر اتجهت أنظار الإعلام جميعًا إلى قضية "خالد سعيد"، والآن وكأن شيئًا لم يحدث إطلاقًا، فنحن شعب يحتاج لـ "فوران" ومن ثم يهدأ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة