◄◄ خبراء: ادعاءات كاذبة هدفها تشتيت الانتباه عن الوجود الإيرانى فى بيروت.. ونائب المستقبل: كلام غير مسؤول يعادى مصر
لم تشفع الزيارة التى قام بها مسؤول العلاقات الدولية بحزب الله للسفارة المصرية ببيروت ضمن وفد رفيع، فى تحسين العلاقات بين القاهرة وبعض التيارات اللبنانية المناوئة للدور المصرى فى لبنان. فقد عادت الاتهامات الموجهة لمصر بالتدخل فى الشأن اللبنانى والانحياز لطرف على حساب أطراف أخرى فى المعادلة الطائفية الصعبة، فقد اتهم النائب اللبنانى السابق القريب من حزب الله نصر قنديل القاهرة بأنها تقود مبادرة تخريبية ضد لبنان لصالح إسرائيل، زاعما أن مصر تدرب مئات الشباب بمعسكرات تابعة للجيش اللبنانى أقامتها تحت ستار مستشفيات ميدانية متنقلة، ولكن الغرض منها زيادة التوترات الطائفية بين الشيعة والسنة، وهو ما نفاه عدد من الخبراء فى الشأن اللبنانى. ويوضح اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الاستراتيجى، أنه بعد حرب لبنان الداخلية قامت مصر بتقديم مساعدات إنسانية منها مستشفيات متنقلة وإنشاء محطة كهرباء مؤقتة لإضاءة المدن وخاصة العاصمة بيروت.
مؤكدا أنه لم يسبق لمصر منذ حرب اليمن أن تدخلت بقواتها العسكرية بشكل مباشر أو غير مباشر مع أى دولة إقليمية أو خارج الإقليم، وليس من سياسة مصر الحالية التدخل فى الشؤون الداخلية لأى دولة عربية أو غير عربية حتى لو طلبت ذلك بشكل رسمى.
ويرى اللواء سيف اليزل أن لبنان لها موقف حساس للغاية لما لها من حدود مشتركة مع سوريا وإسرائيل كما أن بها العديد من الميليشيات والطوائف، ومن غير المنطقى أن تدعم مصر جبهة داخل لبنان ضد جبهات أخرى تحظى بعلاقات وطيدة معها.
ويؤكد الخبير الاستراتيجى أن هذه التصريحات تأتى تحت بند «التهريج» السياسى.
وينفى السفير محمود شكرى، سفير مصر السابق فى دمشق، أن يكون لهذه الادعاءات أى أساس من الصحة لأن القيادة المصرية تحافظ دائما على خط متوازن مع القيادات اللبنانية ولا يوجد لتلك التصريحات أى دليل أو سند، ويضيف: أنا شخصيا لم أسمع مطلقا عن هذا البرلمانى طوال حياتى كما أن مواقفنا من حزب الله مبررة لقيامه بأفعال تضر بأمننا القومى، أما هذه الاتهامات فليس لها أى أسباب ومصيرها «سلة المهملات».
بينما يرى اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى، أن الهدف من تلك الاتهامات تشتيت انتباه اللبنانيين عن الوجود والهيمنة الإيرانية على الساحة اللبنانية وحقيقة الدور الذى يلعبه حزب الله وتخطيطه لإحداث انقلاب عسكرى والسيطرة على الحكم، مؤكدا أن مصر تقف بالمرصاد لأى قوة تستهدف أمنها القومى وتحرص دائما على وحدة واستقرار لبنان.
ومن جانبه رفض نواف موسوى، المتحدث الإعلامى عن حزب الله، التعليق على تلك التصريحات، بينما أكد بطرس حرب، النائب بالبرلمان اللبنانى عن تيار المستقبل، أن هذا الكلام غير مسؤول وله خلفية سياسية لعلاقة النائب السابق بحزب الله وتيار إفساد المحكمة الدولية التى تحترم القاهرة شرعيتها، ومن ثم يتضح الهدف وراء مثل تلك التصريحات التى لا يمكن أن تنال من العلاقات الوطيدة بين البلدين، وطالما وقفت مصر إلى جانب وحدة واستقرار لبنان من خلال علاقات أخوية عريقة. مضيفا: لا يجب أن نتوقف عند تلك الأقاويل الظرفية المرتبطة بواقع ظرفى والصادرة من نائب سابق ينتمى إلى تيار المطالبين بإسقاط المحكمة الدولية لاغتيال الحريرى والتى سبق أن أعلنت القاهرة موقفها الثابت تجاهها باحترام قراراتها ومطالبتها بعدم استباق الاحداث أو اتخاذ مواقف مضادة قبل أن تصدر أحكامها.