وزعيم عربى أبلغ إسرائيل بالحرب ولم يصدقوه..

السفير بسيونى لـ"مانشيت": أشرف مروان لعب دوراً وطنياً فى أكتوبر 73

الخميس، 07 أكتوبر 2010 02:32 م
السفير بسيونى لـ"مانشيت": أشرف مروان لعب دوراً وطنياً فى أكتوبر 73  السفير محمد بسيونى سفير مصر السابق لدى إسرائيل
كتبت نهى محمود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد السفير محمد بسيونى سفير مصر السابق لدى إسرائيل وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، أن أشرف مروان كان له دور بارز فى خطة الخداع الاستراتيجى مع العدو الإسرائيلى، أثناء الحرب وكان عميلاً مزدوجاً لصالح مصر.

وأكد بسيونى، خلال الحوار الذى أجراه مع الزميل جابر القرموطى على قناة أون تى فى حلقة أمس الأربعاء، فى الحلقة الخاصة للقناة احتفالا بانتصارات أكتوبر، أن مروان سرب معلومتين، أولهما استحالة إقدام الجيش المصرى على الحرب إلا بعد الحصول على سلاحى طائرات وصاروخ طويل المد، والثانية إخبار إسرائيل أن موعد الحرب فى السادسة مساء، فى الوقت الذى كان محدداً لها الثانية ظهراً، مما أفقد إسرائيل القدرة على رد الفعل المناسب للهجوم المباغت للجيش المصرى.

وقال بسيونى، الذى لعب دوراً أساسيا فى التنسيق للهجوم المشترك بين مصر وسوريا ضد إسرائيل أثناء الحرب، إن أشرف مروان ساهم فى هذه الخطة حينما أخبر الإسرائيليين أن الرئيس السادات سيحارب، لكنه لن يستطيع إلا بعد وصول الطائرات والصواريخ، مما أدى إلى تركيز المخابرات الإسرائيلية على موعد وصول السلاحين، اللذين يحتاجان إلى فترة تدريب لا تقل عن 6 أشهر بعد وصولهما، وفى إطار خطة الخداع أرسل السادات إلى الاتحاد السوفيتى يطلب التوازن فى الأسلحة بما لا يخل بتوافق السوفيت مع أمريكا، طالبا شراء طائرات وصواريخ حتى تكون خطة الخداع محكمة.

وكشف بسيونى، أن زعيم عربى أخبر الإسرائيليين، أن كلاً من السادات والرئيس السورى حافظ الأسد سيحاربان فى أكتوبر، وأن الهجوم سيبدأ فى الثانية ظهر 6 أكتوبر، لكن الإسرائيليين لم يصدقوا هذا الزعيم لثقتهم الكبيرة فيما يقوله أشرف مروان - رافضاً ذكر اسم هذا الزعيم – مؤكداً أنها معلومة مؤكدة، وأن هذا الزعيم كان كثير اللقاءات مع الإسرائيليين، وأشار إلى أنه تم اختيار الساعة 2 الظهر عكس كل نظريات القتال، التى تقتضى أن تكون بداية القتال مع مطلع النهار أو نهايته، وقبل يوم القتال أبلغهم أشرف مروان أن الحرب ستكون فى السادسة مساءً فكان الفرق 4 ساعات لم تستطع إسرائيل وقتها أن تستعد وتقوم بحركات مسبقة لرد هجوم الجيش المصرى، مؤكداً على الدور القوى الذى ساهم به مروان فى خطة الخداع الاستراتيجى، وبعد الحرب كان الإسرائيليون يتصورون أنه عميلهم تحت اسم "النسيب"، لأنه نسيب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثم اكتشفوا أنه يعمل ضدهم، وقال بسيونى "أشرف مروان لم يكن عميلاً، بل قام بدور مشرف".

وأضاف بسيونى أن الصحف الإسرائيلية حاولت أن تشوه صورة الانتصار عن طريق "الثغرة"، التى نفذت بعد الحرب رغم أنها لم تؤدى إلى نتائج فعلية أثناء الحرب سواء عسكرية أو سياسية، لكن كان الهدف من ذلك رفع الحالة المعنوية للجيش الإسرائيلى وواجهتها القوات المصرية بخطة تسمى "خطة شامل" بالهجوم من الجانبين لإفساد الثغرة، وكانت على وشك الإتمام لولا تدخل وزير الخارجية كيسنجر لإنقاذ ماء وجه إسرائيل، حيث طالب السادات بوقف الهجوم العسكرى على أن ينسحب الإسرائيليين، لأنه لا يقبل أن يهزم السلاح الأمريكى، الذى تحارب به إسرائيل على يد الروسى، الذى تحارب به مصر، كما أن الحرب حققت أهدافها بالفعل وتم تحرير كامل سيناء على مراحل، بمعنى تحرير الأرض المصرية وهو ما تم كنتيجة للحرب، وأى جوانب أخرى يستند إليها الإعلام الغربى للتقليل من الانتصار، هى مزاعم جوفاء لا أساس لها وهؤلاء واهمون.

وأضاف بسيونى، أن مصر بذلت جهودا دبلوماسية مكثفة منذ 67 حتى نهاية 72 لحل الأزمة بالطرق السلمية، لكن موقف الرئيس الأمريكى نيكسون بالانحياز لإسرائيل، وإيقاف كل محاولات المفاوضات، وإرسال كل الأسلحة لاسرائيل والإعلان عن أن الولايات المتحدة لن تبدأ أى جهود إلا بعد التنسيق مع إسرائيل، لتتحول أمريكا إلى أسيرة لإسرائيل، فكانت مصر أمام اختيارين إما أن تقبل بالمهانة العسكرية والموقف الاقتصادى والسياسى الصعب أو تحارب بالأسلحة الموجودة، ورغم عدم وجود سلاحين هامين فى الحرب اتخذ السادات قرار بدء القتال، بما يتوفر لديه من أسلحة فكانت الحرب حتمية فى 73، فى الوقت الذى تستند فيه إسرائيل إلى قناة السويس، التى تعتبر ثانى أكبر مانع بعد قناة بنما، إلى جانب خط بارليف الذى عبره الجيش المصرى بـ30 ألف جندى لذلك كان لابد من تحقيق عنصر المفاجأة بالقتال.

وقال بسيونى إن التقديرات التى كانت محتملة للشهداء كانت على الأقل 15 ألف شهيد، أثناء عبور قناة السويس ولكن كان العدد 250 شهيد فقط، لافتا إلى أن محاولات تشويش الانتصار من خلال الثغرة ليس إلا ازدواج معايير للإعلام الغربى، الذى يعمل لصالح إسرائيل، وآخرها ما قاله وزير خارجية بريطانى أسبق فى محاضرة له فى القاهرة بدعوة من أحد الصحفيين البارزين فى مصر من أن مصر لم تحقق نصرا فى أكتوبر، مشيرا إلى أن الرئيس السادات قال إن حرب أكتوبر هى آخر الحروب لو تحقق السلام الشامل وانسحبت إسرائيل من كل الأراضى العربية المحتلة، وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين، وهنا يمكن إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، كما أن أمن أمريكا القومى واستقرارها من المفترض أن يشجع على هذا التوجه فى ظل عدم وجود أى ضغط سياسى أو اقتصادى أو حتى معنوى من الرأى العام، وأكد أن العرب على استعداد لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل فى حال تنفيذ الشرط السابق.

وأشار إلى أن الوضع داخل إسرائيل متوتر وهناك صراع بين التيارات السياسية بين اليمين المتطرف وكاديما، وطالما يحتفظ نتنياهو بالائتلاف اليمينى المتطرف فلن يحدث أى تغيير فى السياسة الإسرائيلية، واستخدام إسرائيل للقوة لن يحقق السلام والأمن لها بل سيحافظ فقط على الأمر الواقع، ولكن السلام فقط هو الذى يحقق الأمن للمواطن الإسرائيلى.

واستبعد أن تنشب حرب جديدة بين العرب وإسرائيل، قائلا "لا أتوقع حربا فى ظل الظروف الحالية، ولكن ربما تفرضها ظروف فى المستقبل"، مشددا على أن السلام خيار استراتيجى للجميع.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة