قال أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، إن عمله بالأمن القومى مكنه من الاطلاع على عدد كبير من الوثائق وعرضها على رئيس الجمهورية، لافتا إلى أهمية عدد كبير من الوثائق التى كانت ترسل للأمن القومى.
وكشف وزير الخارجية المصرى النقاب عن عدد من الوثائق التى كانت تحمل أسرارا كبيرة، ضاربا المثل بوثيقة هنرى كسينجر، وزير الخارجية الأمريكى، فى ذلك الوقت والتى كان محتواها "من ينهزم عليه أن يدفع الثمن.. وعليكم أن تدفعوا الثمن"، فرددنا عليه بأننا لن ندفع الثمن، لافتا إلى وثيقة أخرى أرسلها سكرتير عام الحزب الشيوعى وحذرتنا من خوض الحرب "إياكم والحرب".
وعبر أبو الغيط عن حزنه الشديد على رحيل أحمد ماهر، وزير الخارجية السابق، حيث إنه عاصره خلال عمله بالأمن القومى وشاهد العديد من الوثائق التاريخية، ولكن ماهر لم يكتب عنها، مضيفا أن من يكتب تاريخ البلد هو يكتب للوطن وأبناء الوطن.
وأكد أبو الغيط أن قرار الحرب كان صعبا، وكان هناك من يخشى دخول مصر الحرب مع إسرائيل وكنا نعلم جيدا عواقب الهزيمة لو كنا هزمنا، متناولا رد أحمد ثابت وزير التموين المصرى أثناء فترة الحرب والذى قال: "لا نستطيع الحرب دون امتلاك مخزون 90 يوما من القمح، وأن الجهاز التموينى المصرى ليس جاهزا بعد لتوفير الاحتياجات المطلوبة"، وطالب وزير التموين ببعض الوقت الإضافى لتوفير هذا المخزون بالشراء من الخارج.
وأشار أبو الغيط إلى تصريحات قائد الجيش وقت حرب أكتوبر 1973 والذى قال خلالها: "إن الجيش الإسرائيلى أقوى من الجيش المصرى ولكننا سنخوض الحرب بالطريقة التى نريدها والتى نفوز من خلالها"، وأكد السادات فى تلك الفترة أنه يدخل الحرب وقد لا يستطيع تحرير سيناء من خلال هذه الحرب، وأكد أبو الغيط على أن حرب أكتوبر كانت لها فلسفة خاصة أهمها أننا نفرض على إسرائيل أن تحارب على جبهتين".
وأكد أبو الغيط أن إسرائيل فوجئت بقرار الحرب الذى اتخذه الجانب المصرى، لأن مصر شكلت جبهة مع الجانب السورى قبل خوض الحرب، نافيا ما يتردد من أن الأردن أبلغت إسرائيل بموعد خوض مصر للحرب ضدها، مشيرا إلى قيام مصر بالاستيلاء على عدد من الدبابات الإسرائيلية التى منحتها مصر للأردن بعد ذلك.
وشدد وزير الخارجية المصرى على أن مصر وقت الحرب كانت تعمل على عدد من الجبهات السياسية والدبلوماسية إلى جانب قرارها العسكرى بخوض الحرب مع إسرائيل، مؤكدا أن الجانب الأمريكى كان قد تأخر فى رصد التحركات المصرية بخوض الحرب، فيما لم يكن يتوقع الجانب الإسرائيلى وقياداته العسكرية اتجاه مصر نحو الحرب.
وتحدث أبو الغيط عن زمالته لوزير الخارجية السابق أحمد ماهر أثناء عملهم معا فى الأمن القومى قائلا: "فى أحد الأيام كنت أمر على ماهر يوم 6 أكتوبر 73 ووصلت فى الساعة 7.5 صباحا، ولاحظت أنا وماهر وصول حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومى المصرى متأخرا عن موعده، كما كان معروفا عنه، حيث وصل حافظ الساعة 10 صباحا، وقال لى ماهر: "مش ملاحظ حاجة"، قلت له: "إيه" قال لى: "حافظ إسماعيل بيدخن سيجارة"، وتعجبت أنا وماهر حيث كنا فى نهار رمضان، ثم نادى حافظ على أحمد ماهر وأخبره أن يرسل جوابا كان يحمله إلى أشرف غربال، مساعد مستشار الأمن القومى، ليرسله إلى التليفزيون ويذيعه غربال فى التليفزيون الساعة 1.30، فسأله ماهر "الجواب فيه إيه"، فرد حافظ عليه: "الجواب بيقول إن إسرائيل قامت بأعمال ضرب للحدود المصرية والقيادة طلبت من الجيش المصرى التحرك لرد العدوان"، وأذيع الجواب فى تمام الساعة 2.05 مساء وقت خوض مصر للحرب مع إسرائيل.
أبو الغيط لـ"الحياة والناس": قرار الحرب كان صعبًا.. ووزير التموين طالب ببعض الوقت الإضافى للاستعداد.. والجانب الأمريكى تأخر فى رصد تحركاتنا.. وإسرائيل فوجئت بالصدمة
الخميس، 07 أكتوبر 2010 02:20 م
وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة