مشاهد دراماتيكية سيطرت على المواجهة الأفريقية الكروية الكبرى التى جمعت بين عملاقى الشمال الأفريقى، الأهلى ونظيره الترجى التونسى باستاد القاهرة الدولى مساء الأحد الماضى، فى ذهاب الدور قبل النهائى لدورى الأبطال والتى انتهت بفوز الأهلى 2/1.. البداية هادئة تحت عنوان «لقاء الأشقاء»، وذلك قبل دخول اللاعبين إلى تراك «المستطيل الأخضر».. تحول المشهد إلى رغبة جامحة للاعبى الفريقين فى إسعاد جماهيره، وإقصاء الآخر بحثاً عن ضمان حجز تذكرة العبور إلى نهائى البطولة، ومن ثم إدراك الحلم المونديالى بالتأهل إلى كأس العالم للأندية بالإمارات.
التركيز الأهلاوى كان منصباً نحو تحقيق هدف واحد وهو الفوز بأكثر من هدف من أجل إراحة الأعصاب قبل موقعة العودة بتونس المقرر لها يوم 16 أكتوبر الجارى.. وجاء الأداء متوازناً فى الشوط الأول، وتفوق فيه المارد الأحمر بهدف، أحرزه مهاجمه محمد فضل، وانطلق الطوفان الهجومى لنجوم الأهلى فى الشوط الثانى، وظلوا يعزفون سيمفونية من الأداء الرائع والفرص الضائعة، حتى جاءت الدقيقة 68 التى أحرز فيها أحمد فتحى لاعب الأهلى والمنتخب الوطنى الهدف الثانى للكتيبة الحمراء، عن طريق تسديدة صاروخية من الجبهة اليمنى، سكنت شباك وسيم نوارة، وكانت شرارة انطلاق العنف.
بعد هذا الهدف اشتعلت المدرجات التونسية، وحدثت اعتداءات من جماهير الترجى على قوات الأمن فى المدرجات، وتطور الأمر إلى اشتباكات عنيفة بالأيادى فى مشاهد مؤسفة من الجماهير الكروية للأشقاء التوانسة، بعدما أظهرت الكاميرات التليفزيونية والتقطت عدسات المصورين لهم، وهم يعتدون على جنود الأمن المركزى بكل وحشية، وانقلبت المدرجات رأسا على عقب، وهاجت الجماهير التونسية المصاحبة لفريقها بشكل غير متوقع وغير مسبوق أيضا، وبدأت سلسلة من التكسيرات وإلقاء الزجاجات الفارغة فى الملعب، حتى طفايات الحريق أمسكوها وحاولوا التعدى بها على رجال الشرطة، ونتيجة الاعتداءات أصيب 5 ضباط وأمين شرطة من الأمن،، بالإضافة لاثنين من المجندين وعشرين من الجماهير بإصابات متعددة، ما بين ارتجاج فى المخ وكسر فى الأنف، وهو ما جعل الأمن المصرى يطوق الجماهير لإيقاف العنف بدون استخدام القوة، وتم إلقاء القبض على 11 مشجعاً تونسياً وتحرير محاضر لهم مع إخطار السفارة التى أبدت أسفها على ما حدث من جماهير الترجى.
فى المقابل.. انشغلت الجماهير الحمراء بالفرحة العارمة بالهدف الثانى وظلت تؤازر اللاعبين، وتطالبهم بزيادة حصيلة الأهداف، وفجأة تحولت الأمور رأساً على عقب بعد إصابة الليبيرى فرانسيس دور فوركى مهاجم الأهلى الذى كان متألقاً فى هذه الموقعة، وخروجه متأثراً بجروحه، كان نقطة فارقة فى أداء الأهلى، إذ لم تمر دقائق معدودة ليحرز أسامة دراجى صانع ألعاب الفريق التونسى الهدف الأول لفريقه، وتحولت معه الفرحة الأهلاوية إلى انكسار، خاصة أن الأمانى والأحلام كانت تتجه نحو إحراز آخر، لضمان التأهل من القاهرة، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، لكن الحقيقة المؤكدة حالياً أن حظوظ الفريقين لا تزال متساوية، والتأهل إلى المباراة النهائية أصبح مؤجلاً لموقعة تونس الخضراء فى رادس، التى لها ذكريات جميلة مع المارد الأحمر فى موقعة سابقة، حينما كان الأهلى يقوده «الثعلب» البرتغالى مانويل جوزيه وتعادل فى نهائى دورى الأبطال أمام الصفاقسى التونسى فى القاهرة 1/1، وتمكن من تحقيق الفوز على بطل تونس على أرضه ووسط جماهيره بالهدف الشهير الذى أحرزه ساحر القلوب محمد أبوتريكة فى الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وهو ما يتمنى الجهاز الفنى الأهلاوى بقيادة حسام البدرى تحقيقه مرة أخرى.
الموقف الأكثر من رائع خلال هذه المواجهة، كان من نصيب جماهير الأندية المصرية، التى كانت حريصة على الذهاب إلى الاستاد من أجل مؤازرة الأهلى فى هذه الموقعة، وكان على رأسهم جماهير ناديى الزمالك والإسماعيلى «الغريمين» التقليديين للنادى الأهلى، وكان المشهد مبهراً حينما التقطت كاميرا «اليوم السابع» صوراً لجماهير الأهلى والزمالك فى المدرجات يحملون الأعلام البيضاء والحمراء تحت شعار «معاً فى حب مصر».. تاركين التعصب الأعمى الذى يكون فى كثير من الأحيان مسيطراً عليهم فى المواجهات المحلية التى تجمعهما، وهو ما يجعل هناك بارقة أمل حول عودة العلاقات بين جماهير أقطاب الكرة المصرية إلى المسار الصحيح، والبعد عن التعصب الأعمى الذى يقودنا إلى عواقب وخيمة تصل إلى محاضر فى الشرطة وبلاغات للنيابة العامة.
المشهد الأخير كان من نصيب جماهير الأهلى التى عادت تساند ناديها بكل قوة، ورغم الهدف المباغت، والخروج بنتيجة غير مطمئنة، لكنهم رفعوا شعار «لسة الأمانى ممكنة».. ونادت على لاعبيها بضرورة التفوق فى موقعة العودة، وهو ما ظهر فى عيون اللاعبين وتصريحاتهم عقب المباراة بأنهم قادرون على الفوز فى تونس.
الألتراس.. كان عنوان الهدوء.. والالتزام
كلنا.. أهلى.. أمام الترجى.. مع تحيات الزملكاوية
هدف فتحى.. فرحة حمراء.. وشرارة العنف الترجاوى
عملتها يا فتحى.. طب..كرسى فى الكلوب
حتى الفلوس المصرية لم تسلم من أستهزاء الترجاوية
أول عصا ترجاوية فى مواجهة الشرطة المصرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة