أرسلت نوران جمال تقول، أصيبت طفلتى الصغرى، ذات التسعة أعوام بعد شجارى وانفصالى عن أبيها منذ أسبوعين، بحالة شلل فى نصف الوجه الأيمن مع توقف عضلات الرقبة فى نفس الناحية، وبعد استشارة أطباء المخ والأعصاب وإجراء الأشعة المختلفة قرروا أنها حالة نفسية، وليست عضوية، فما العمل؟
يجيبد. أحمد عبد الحى، أخصائى الطب النفسى، قائلا، إن التشخيص الراجح لهذه الحالة أن الطفلة تعانى من أعراض تحولية، حيث يقوم الشخص بتحويل النزاع النفسى الداخلى إلى أعراض جسدية تظهر باعتلال وظيفة ما بالجسد، فهناك من يصابون بالشلل التام أو الجزئى فى العضلات، ومن الناس من يصاب بالبحه أو شلل اللسان أو حتى العمى و"جسدته" الصراعات النفسية أى تظهر أعراض مرضية على جسم الإنسان.
وإن كانت ترجع إلى حالة نفسية سيئة يمر بها، وهذه الحالة منتشرة فى النساء أكثرمن الرجال بحوالى الضعف وليس من الشائع أن تصاب به طفلة فى مثل هذا السن الصغير، والأغلب أن الطفل يتعلم اللجوء لهذه الطرق النفسية ممن هو أكبر منه فى محيطه، ومصدر هذه الأعراض هو عقل اللاواعى وليست مقصودة من المريض، فلا ينبغى أن يلقى باللوم عليه أو يتهمه بالتمثيل لعدم وجود علة عضوية بل يتم العلاج بالجلسات النفسية والكلام مع الطفل عن ما يثير قلقه الظاهر والباطن والعمل على تحسين وتقوية وسائل دفاعية أكثر نضجاً وتعلم طرق تفكير فعالة لحل الأزمات والتدريب على وسائل الاسترخاء.
وفى السن الأكبر يتم اللجوء للمهدئات، وعلى الرغم من أن كثيرا من الحالات تتحسن تدريجياً من تلقاء نفسها، ولكن لا ينبغى الاعتماد على ذلك خوفا من تحول الحالة لمرض مزمن يصعب الشفاء منه.
