جلس عمرو أديب فى بيته أخيرا، وكان لابد له أن يجلس لضرورة المرحلة!.. فبعد ما صال وجال فى كل القضايا التى تهم المشاهد المصرى كاشفا كواليسها، مناظرا سائلا محاورا شخوصها وأبطالها ببراعة الإعلامى المشاكس عن حق.. الملم بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة المدرك لكل الأبعاد المنظورة والغير مرئية بحس رجل يعرف كيف حال الناس وكيف تتحكم فيه وفى معيشته وتفصيلات حياته دائرة جهنمية من أشخاص يجلسون ويتربعون على قلوبنا فحولوا حياتنا إلى جحيم مستعر فى كل شئ فكان ينوب عنا ويواجهم فيكشف ما فعلوا وما ينوون فعله فيجعلهم فى حجمهم الطبيعى لا أحجامهم الكبيرة المفتعلة، التى اكتسبوها بفضل تضليل الإعلام الحكومى وأبواقه هنا وهناك.. لم يتوان عن قول الحق.. ولم يتهرب من اعتذار مستحق.. وتوالت حلقات برنامجه الكاشفة والغير تقليديه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ودينيا حتى فنيا ورياضيا، قام هناك بانفرادات لا حصر لها.. بإعداد محترفين لا هواة.. وتقديم منفرد متفرد لا نراه من سواه.. جلس عمرو أديب فى بيته بعد أن تم تشميع برنامجه بحجج واهية تذكرك أن القانون هو السيد وأن المصلحة القومية لمدينة الإنتاج تقضى بأن إدارة أوربيت لم تدفع ما عليها من مال فإذا قامت القناة بتقديم ما عليها ترد مدينة الإنتاج بأنها قد فسخت العقد فهناك بندا فيه يعطى لها الصلاحية فى فسخه.. وهكذا كما كنا نلعب ونحن صغار حاورينى يا طيطه.. لنخسر نحن برنامجا ومنبرا من أهم وأصدق البرامج على الإطلاق.. تهمته المخفية أنه لم يعمل حسابا لأحد مسئول.. ولهذا سنعرف سر الصمت الذى طال بالمسئولين بعد توقف البرنامج.. فلم يدلوا بتصريح ينم عن غضب.. ولم يتكلم أحد منهم بمقولة أن هذا العهد لا يصادر رأيا وسنسعى للتدخل لدى مدينه الأنتاج لبث البرنامج من جديد .. لم يتحدث أحد بهذه الطريقة بل ساد الصمت المفرح الجميع.. وكأن هذا البرنامج الذى استضاف فطاحل الساسة والفكر ومبدعى هذا البلد من اقتصاديين وعلماء المتواريين خلف ستائر النسيان قصدا وعمدا من نظام لا يرضى عنهم لأنهم أصلا يرفضونه وناقش أهم القضايا التى تلهب ظهورنا كأن لم يكن.. مشكلة عمرو أنه لم يعمل حسابا لأحد سوى المشاهد.. وبما أننا مشاهدين لا حول لنا ولا قوة فاستحق برنامجه أن يتوقف على أى سبب فلقد راهن علينا نحن الضعفاء لذا كان لابد وأن يجلس فى بيته ولسان حالهم يقول: شوف بقى مشاهدينك هايعملوا لك إيه!!
عمرو أديب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة