سهى يحيى تكتب: إذا ضايقك زوجك.. أهلك هيقوموا باللازم

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2010 12:23 ص
سهى يحيى تكتب: إذا ضايقك زوجك.. أهلك هيقوموا باللازم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المرأة.. الكائن الرقيق.. النصف الحلو كما تسمى..
أصبحت أكثر شراسة وعنادًا..
ولا يجرؤ الرجل على المساس بها ..
تحولت المرأة المستكينة من أمينة التى لا يمكن أن يعلو صوتها أمام سى السيد إلى كائن آخر.. نمرة شرسة.. عنيدة.. عالية الصوت.. لا يقوى عليها أحد.

لكن ما سبب هذا التغيير الكبير؟
هل لأنها أصبحت تعمل ولها كيانها المستقل ودخلها الثابت الذى يغنيها عن الرجل؟!
أم لأنها اتبعت الأصوات التى تدعو لحرية المرأة ومساواتها بالرجل؟!
وهل الحرية فى عدم احترام الزوجة لزوجها!!

بالطبع لا..
فالاحترام بين الزوجين هو السمة الأساسية التى يجب أن تحكم العلاقة بينهما.. ومن كلا الطرفين.. لا من أحدٍ منهما منفردًا..

لو تطرقنا لبداية القصة.. سنجد زوجين جمعهما الحب والتفاهم.. أو ارتبطا بطريقة تقليدية.. وفى كل الأحوال فلم يكونا بلا احترام لبعضهما البعض منذ البداية..

وقد يكون الزوج هو أساس عدم احترام زوجته له من الأساس.. فيبدأ بإهانتها.. والتعامل معها بقسوة وتجاهلها وإهمالها.. ويصل الأمر أحيانًا إلى الضرب.. وهو قمة الإهانة بالنسبة لها..
فتبدأ بالهجوم المضاد.. محاولةً فى الانتقام.. أو حتى فى الدفاع عن نفسها.. فيعلو صوتها.. وتصرخ.. وقد تتطاول عليه وتهينه.. وهناك مَنْ تتجرأ على ضربه..

وتصبح هذه هى الصورة المتطورة للزواج العصرى.. والعش الذى من المفترض أن يكون هادئًا.

لقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. صدق الله العظيم..

أى أن الأزواج يجب أن يحظوا بالمودة والرحمة والسكينة.. وإلا فهم شىء آخر غير الأزواج.. يعتمد على الندية والخلاف.. ويصل بهم إلى طريقٍ مسدود..

لكن مَنْ السبب وراء كل ذلك؟!
كلاهما مخطئ.. وكلاهما عليه مسئولية إنجاح هذه العلاقة من البداية..
لكن المشكلة فيما نشأ عليه الطرفان وتربوا عليه.. بالإضافة لجهلهما بتعاليم ديننا الذى يأمرنا بغير ذلك.

وقد يكون الزوجان تربيا وعاشا بأسرتين سادت فيهما هذه الطبيعة الغريبة .. ولم يعتادا أن يريا أباءهما يحترمان بعضهما البعض .. وهم أجهل منهما بتعاليم الدين ..

لكن الطامة الكبرى هى ما يقع فيه الأزواج بأن يحكوا أسرار حياتهم الزوجية للأهل .. يحكون المشكلات والأزمات وكل التفاصيل .. يحكون إذا أخطأ أحدهما فى الآخر .. يحكون وهم فى قمة غضبهم وثورتهم ..

وتنتقل هذه الثورة وهذا الغضب للأهل .. ثم تنمو وتزيد أكثر .. فيذهبون للزوج أو للزوجة .. ويقومون بالحساب..

لنر حلقة جديدة من مسلسل الحموات الفاتنات..
فأهل الزوجة وخصوصًا أمها .. تنهال بنوبة غضب هائلة على الزوج الذى قد يكون معه الحق أحيانًا .. وتستفيض فى تأنيبه وإهانته لأنه دفعه حظه العسر لأن يؤذى ابنتها..

ثم تتوجه لابنتها بالنصح الذى تظن أنه الصواب .. وتؤكد لها آلاف المرات أن تهين زوجها إذا أهانها.. وتقذفه بالكلمات القاسية .. ولا تسكت له أبدًا .. وإذا تجرأت يده وامتدت عليها .. يكون هو الجانى على حاله.. وإما أن ترد هى له الضرب .. أو أن تستدعيهم ليقوموا هم باللازم.. وقد يصل الأمر لأن تقول لها "سيبيه .. وأنا أجيبلك سيد سيده ".. وقد يكون ذلك على مسمع منه هو نفسه ..

والحالة الأخرى أو المشهد الآخر يكون بين الزوجة وأم الزوج .. والتى لا تقبل المساس بابنها مطلقًا.. ولا حتى أن تتجرأ زوجته على مناقشته مهما كان الأمر .. حتى وإن كان هو المخطئ، وتبدأ فى إلقاء التعليمات واللوم.. وقد تتطاول على الزوجة المسكينة بكلماتها اللاذعة..

ثم تلتفت للزوج وتلقى عليه التعليمات بأن يضربها ويكسر رأسها إن خالفته .. وتتكرر نفس العبارة "سيبها ومن بكره أجوّزك ست ستها.. أو خليها كده وأجوزك عليها تلاتة يذلوها ويعلموها الأدب" ..

هذه هى تصرفات معظم الأهل .. خصوصًا الأمهات .. مَنْ يسميهم البعض "الحموات الفاتنات" .. على الرغم من أنهم لن يقبلوا كل هذا على أبنائهم .. فلن تقبل أم الزوج والتى تريده أن يضرب زوجته .. أن تتعرض ابنتها للضرب من زوجها .. أو أن يهينها بكلمة .. وهو نفسه لن يقبل بأن يحدث ذلك لأخته أو ابنته ..

ولن تقبل أم الزوجة هى أيضًا أن يُهان ابنها من زوجته أو أهلها .. ونفس الحال مع الزوجة التى ستتألم لأخيها أو ابنها إذا تعرضوا لنفس الموقف.

أى أن الكل يكيل بمكيالين.. ويقبلوا على غيرهم ما لا يقبلونه على أنفسهم ..

لذا فالرسالة موجهة أولاً للأهل الذين ربوا أبناءهم بهذه الطريقة .. فيجب أن يتقوا الله فى أولادهم .. لأن الله سيسألهم عن كل ذلك .. ولأن الله يمهل ولا يهمل .. وستدور الدوائر .. وسيذيقهم الله مما أذاقوا غيرهم يومًا ما ..

أما الأزواج .. فيجب أن يعلموا ذلك هم أيضًا.. وأن الأدوار تتبدل ..

لكن الأهم من ذلك .. أنهم وحدهم هم القادرون على تشكيل مسار وشكل حياتهم الزوجية وجعلها فى أفضل الأحوال.. فبيد كل منهم أن يمتلك الأخر بالحسنى والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.. وهذا ليس بالمستحيل .. والله سبحانه وتعالى أمرنا بذلك.. والرسول صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة لنا.. أى أنك إذا لم تجد عش الزوجية الخاص بك هادئًا .. فاعلم أنه بسببك أنت، إما أنك لم تستطع امتلاك شريكك بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.

أو بسبب ضعف شخصيتك معه مما دفعه للتمادى بالخطأ فى حقك..
أو أنك أخطأت الاختيار من البداية.. وهناك أيضًا شىءٌ هام .. فالأزواج عندما يحكون للأهل ما يدور بينهم من مشكلات ويتدخلون، تزيد الأمور سوءًا ويصعب حلها.. وإذا تم حلها فتظل مرارتها موجودة.. ولا تنساها النفوس.

فالأزواج قد ينسون ما حدث ويكملون مشوارهم، لكن الأهل لا ينسون أبدًا، وتظل النفوس بما تحمل من ذكريات أليمة.

أى أنك تزيد الأمر سوءًا بين أهلك وزوجتك دون أن تدرى ما العواقب، لأنهم لن ينسوا أبدًا، وكذلك الأمر مع الزوجة وأهلها بالنسبة لك أنت.

لذا، فينبغى ألا تخرج أسرار الأزواج ومشكلاتهم خارج حدود عشهم، وإن خرجت، فيجب أن يعلموا أنها قد تكون بداية النهاية، لأنهم قد سمحوا لغيرهم بالتدخل فيها، لتعقيدها لا لحلها.

وفى النهاية.. فليتق الجميع الله.. وهو القادر على ما لا نتصوره.. وسننعم جميعًا فى النهاية بما نتمنى، فتقوى الله هى الطريق الأفضل والأقصر لعش زوجية هادئ وسعيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة