مثل مصرى يقول إن القوالب نامت والأنصاص قامت وهى كناية على أن من لا يساوى يقف ويدعى المكانة وهو لامكانة له ولا مكان يملكه ليقف عليه!!!
وهذا هو حال الشو الإعلامى الذى يصاحب تمثيلية الانتخابات، المزمع إقامتها الشهر القادم، أوكازيون رخيص يتبارى فيه مال مشكوك فى مصدره وشخصيات لاتبحث إلا عن مصالحها ومكتسباتها أيا كان الثمن!!!
وللأسف وهذا متوقع تجد جهات الإعلام وبعض المرتزقة والملوثين يسارعون بالتصفيق والتلميع لتلك الشخصيات.
والأمر لا يعدو سوى سيرك ينصبه نظام باع وفرط فى كل غال وثمين فى أرض الوطن، ويمارس كل أنواع التضليل للشعب المستكين، بحجة انتخابات ولجان ومجمعات انتخابية وترشيحات مدفوعة ومختارة مسبقا بل ومحدد أفرادها وأسمائها.
وأصبحت البلد تعج بأسماء ولافتات لاتحمل فى نظر الناس إلا أسماء... وأسماء سطرت فى مصلحة التوثيق.
ولكن هل تعنى تلك الملصقات والمنشورات والتى تتكلف مئات الآلاف هل تعنى شيئا للمواطن العادى المطحون؟.... المطحون بحثا عن لقمة عيشه وغذاء أولاده ومصاريف مدارس وكتب خصوصية فى السوق السوداء وسعر طماطم قد وصل لتسعة جنيهات!!!!!
لا أعتقد أن هذا المواطن سيذهب لاختيار أو انتخاب أحد من هؤلاء، وذلك ليس فقط لأننا نعلم حجم التزوير الذى يحدث فى تلك المسرحيات، بل أيضا وهذا هو الأهم أن أحدا من هؤلاء لم يمس السياسة من قريب أو بعيد، وذلك لأن هؤلاء المرشحون لم يحترموا عقل وفكر المواطن، فلم نجد إطلاقا على أى لافتة رأى لمرشح أو قضيه يتناولها أو قضية معينة تهم المواطن قد تناولها من قبل من خلال عمله السياسى الحقيقى، هذا إن وجد.
وتجد أن هؤلاء قد تحولوا إلى جمعيات خيرية تغدق من الأموال على المواطنين فى موسم الانتخابات ما لا يناسب إلا شخص لا يصلح إلا رئيسا لجمعية خيرية وليس نائبا سياسيا دوره الرئيسى إقرار قوانين الدولة ومراقبة الحكومة ومسائلتها!!!
هل انتهى عهد المناظرات السياسية الحقيقية، هل من الممكن أن نجد مرشحا يتناول ما تنتهجه الدوله من سياسات كالخصخصة مثلا، وكيف أن الخصخصة زادت من مشكلة البطالة بين الشباب وبين العوائل الكبار، وكيف أنها قضت على الصناعة المصرية وجعلت الدولة تعتمد على الاستيراد مما يزيد من الدين الخارجى لها ويزيد من البطالة بين القوى العاملة وليس فقط من بطالة شباب الخريجين؟
هل نجد من المرشحين من يتناول مثلا قضية انفصال جنوب السودان وخطرها على الأمن القومى على مصر؟
هل نجد من المرشحين من يتناول قضية فلسطين ومشكلة المعابر وغلق معبر رفح أمام الإخوة فى فلسطين؟
هل نجد من المرشحين من تناول مشكلة تمس أمن مصر القومى مثل بيع الأراضى للأجانب والمتصهينين أو حتى مشكلة داخل مدينته تخص عموم الاهالى؟
هل نجد من المرشحين من يستطيع أن يطالب بتغيير الدستور ليتماشى مع معطيات الزمن وليقض على المادة 76 و77 وغيرها؟
هل نجد مرشحا لديه القدرة أن يطالب بنظام ديموقراطى حقيقى من خلال نظام رئاسى أو برلمانى بدلا من نظامنا الحالى الخليط، والذى يجمع بين الرئاسى فى صلاحيات مطلقه للرئيس ونظام برلمانى أيضا به صلاحيات مطلقه للرئيس؟؟
هل نجد مرشحا يضع على لافتته لا للطوارىء التى تكمم الأفواه على مدى ثلاثين عاما ماضيه؟
هل نجد مرشحا يطالب بوضع قانون واضح لمحاسبة أى وزير أخطأ أو فرط أو تهاون أثناء وبعد توليه للوزارة؟
هل نجد من بين نواب الحزب من له موقفا معلنا أمام البرلمان ضد الحكومة وضد طبخ القوانين وسلقها وهضمها بدلا من النظام المعتمد بنظرة عين – موافقون – موافقون؟
هل نجد مرشحا يطالب ويناقش مشكلة مصر فى القمح وطرق الاكتفاء الزراعى منه بدلا من أن نصبح من أولى دول العالم المستوردة للقمح؟
القائمة طويلة وكبيرة والسؤال موجه لكل المرشحين على كافة الأطياف المعارضة ومدعى المعارضة والمستقلين وأعضاء الحزب إياه، حزب الخراب والبيع والتفريط، هل نجد بينهم نائبا أو نائبة تصلح؟ إذا وجدتم أخبرونى بالله عليكم.
د . سعاد حموده تكتب: القوالب والأنصاص.. رؤية انتخابية
الثلاثاء، 05 أكتوبر 2010 02:53 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة