د. احمد الباسوسى يكتب:الرقص فوق سطح الصفيح الساخن

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2010 08:20 ص
د. احمد الباسوسى يكتب:الرقص فوق سطح الصفيح الساخن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ما ذكره الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس والرجل الثانى فى الكنيسة الأرثوذكسية فى محاضرته السنوية المعتادة فيما يتعلق بمسلمى مصر.. ورد الفعل الغاضب من قبل الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين لا يمكن نزعه من السياق العام لمجريات الأحداث محليا وإقليميا وكونيا. فالرجل وفقا لعقيدته من حقه إعلان الاختلاف والتميز لطائفته بالنسبة لجميع الطوائف الأخرى.. لكن المشكلة تتمثل فى الجهر بهذا الخلاف العقائدى الطبيعى فى وسائل الإعلام المختلفة.. هذا هو الحمق بعينه.. والسياق المتوتر فى العلاقات وتلك الحساسية المفرطة بين الطائفتين وانشغال الدولة بأجندات تأمين نظام الحكم واستقراره وتوريث السلطة لجمال الابن ترك فراغا حقيقيا لدى الجماهير الفقيرة كى تبحث عن دور مواز لسلطة الدولة.. بيشوى من حقه أن يعلن رأيه فى عقائد الآخرين.. لكن ليس فى مواجهة جماهير تلك الكتلة الكبيرة من الشعب المسلم الحساس أكثر من أى وقت مضى.. والعوا من حقه أيضا أن يستصرخ الدولة المسلمة (وفقا للدستور) فى القيام بواجبها الوطنى قبل الفوضى المحتملة ولكن ليس أمام الجماهير أيضا.

وإذا كان انشغال الدولة أو ضعفها مبررا جوهريا لأن يرفع الأنبا بيشوى صوته فى الجهر بالخلافات العقائدية أمام عوام الناس فإنه يكون بذلك قد تخلى عن كياسته وفتح بابا يستحيل غلقه من الصراع غير المبرر. إن المصريين الجوعى من الطائفتين مثقلين بهموم البحث عن لقمة العيش.. ومكان فى هذا الوطن.. لكنهم ليسوا مستعدين لأن يكونوا حكماء إذا ما تعلق الأمر بعقيدتهم.. إن هذه الحساسية الزائدة بين الطرفين يجب احترامها.. ويجب احترام سياقها.. ويقنى إنها سوف تختفى تماما عندما يظهر دور الدولة القوى.. ومؤسسات قوية تلتزم الدستور والقانون وحقوق الإنسان عندها يصبح التعايش ممكننا جدا.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة