حسام كامل يكتب: شطرنج الحياة..حدد الخطوة التالية

الثلاثاء، 05 أكتوبر 2010 09:45 م
حسام كامل يكتب: شطرنج الحياة..حدد الخطوة التالية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضم انشغالك فى الحياة وفى سعيك الدائم نحو بعض من أهدافك سواءً طويلة الأجل أو قصيرة الأجل قد تخرج منك الأمور عن تخطيطك، هذا فى حال أنك تهتم بتخطيط حياتك، وتصبح فى حالة من الانشغال حتى أنك تكاد تغرق فى تفاصيل دقيقة تتعلق ببعض الصعوبات اليومية، والتى قد تنسيك بعضاً من أهدافك الهامة.

لذا فإنى أحب أن أتخذ من لعبة الشطرنج، بالرغم من كونى من غير محترفيها – مثالا جيدا على الحياة وكيف تسير فيها الأمور كما أنها أيضاً مثال جيد لتقييم نفسك وقياس مدى تقدمك فى أهدافك.

لعبة الشطرنج من الألعاب العالمية الشهيرة التى تعتمد على الذهن والتفكير وهى منتشرة فى جميع دول العالم وقلما تجد أحداً لم يمارسها على الأقل وهو صغير، ولمن لا يذكر اللعبة فإنها تحتوى على لوحة مقسمة إلى 64 مربعاً من لونين بحيث يكون كل مربع من لون وبجانبه مربع من اللون الثانى التى غالباً تتكون من الأبيض والأسود ويملك كل لاعب 16 قطعة تتحرك كل منها بإتجاهات محددة، والأحجار هى 8 جنود، وقلعتين وأحياناً تسمى رخ، وحصانين، وفيلين، ووزير وملك.

ويعود تاريخ بداية اللعبة على أغلب الآراء أنها نشأت فى الهند كما يقال أنها عربية الأصل إخترعها أحد الخدم المتواجدين عند شاه يسمّى طرنج وأطلق اسمه عليها "الشاه طرنج" وبعد أن اخترعها الخادم أعجب الشاه طرنج بها وطلب منه أن يختار هو المكافأة مهما كانت قيمتها فطلب الخادم أن يوضع له فى مربع الرقعة حبة قمح واحدة ثم يضاعف الرقم فى المربع الثانى ثم يرفع القيمة (التى هى 2) مربع فتصبح فى المربع الثالث 4 حبات ثم ترفع القيمة مربع فىال مربع الرابع وهكذا حتى ينتهى عدد المربعات على رقعة الشطرنج.

فأستغرب الملك هذا الزهد فى الطلب إلا أن مكتشف اللعبة أصر على طلبه، وعند تنفيذ رغبته تبين للملك بان محتويات كل مخازنه من القمح لا تكفى تسديد هذه الهدية التى بلغت ما يعادل 36 مليون ترليون حبة قمح.

بالعودة للحياة فإنه من السهل جداً تشبيهها برقعة الشطرنج حيث تتكون من لونين مختلفين وهما فى الحقيقة يدلان على التنوع وأن الحياة قد تمنحك فكرة مختلفة يكون مصدرها قريباً منك، أما عن القطع فإن الجنود تكون فى المقدمة حيث يكون المنوط بهم تلقى الأوامر والتفيذ فقط، وفى الحقيقة قد يبدأ معظمنا - وأنت وأنا وكثيرون – الحياة فى موقع الجنود بدأً من البيت حيث يرأس توجيهنا الوالدين مروراً بالمراحل الدراسية حتى مرحلة بدأ الحياة العملية، قد تتقبل فكرة وجودك فى موقع الجندى ولكن هذا لا يجب أن يطول ويجب أن تعمل على أن تنتهى من هذه المرحلة قدر ما تستطيع بزيادة العلم والعمل وتدوين خبراتك وخبرات المحيطين بك، أن فكرة وجود محيطين بك هى أيضاً مستواحها من تواجد القطع الخاصة بكل فريق متجاورة وقد يحدث أن يحرك اللعب قطعة لإنقاذ قطعة أخرى أو للمناورة لتفيذ عملية، إنك تلاحظ من اللعبة أنه فى الغالب أول ما يقع من القطع يكونوا من الجنود ولكن الجندى الذى ينجح فى الإفلات والوصول للخطوط النهائية للعدو فإنه يتحول إلى مستوى أرقى كأن يكون وزير مثلاً.

إن ما يميز اللعبة أن كل القطع مكشوفة لكلا الطرفين وهو ما يعنى أن كل شىء مهما طال فى الحياة سوف يُعرف وينكشف، إن لم يكن معروفا من الأساس دون أن تدرى.

أيضاً تحمل اللعبة قدرا كبيرا من المناورة والكر والفر وهو ما قد تطلبه الحياة منك فى وجود مرجعيات سليمة لتحركاتك، وهى أيضاً تعمل على زيادة القدرة على التصرف فى الأوقات الحرجة حيث تكون فى أصعب الظروف.

إن من أجمل الحكم فى اللعبة هى عدم اليأس لأن سقوط قطعة من أحد اللاعبين ليس معناه النهاية بل قد تزيد القدرة على التصرف وهى من الأشياء الهامة فى الحياة أن تعمل على الإستفادة من كل فشل وتجعل منه فرصة لشحذ همتك لتتغلب على مشكلاتك.

إن اللعب يقوم بحساب كل تحركاته بدقة قبل أن يقوم بها، بل إنه قد يحاول استنتاج ما قد يترتب على الحركة التى سوف يقوم بها ولو أنك استخدمت نفس المبدأ فى الحياة وقدمت بحساب تحركات بدقة وفكرة فيما يمكن أن تترتب عليها أقوالك وأفعالك فإننى أعتقد أنك وببعض الاجتهاد سوف تحقق نجاح عظيم.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة