مبارك: عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا.. ونعمل على إنقاذها

الإثنين، 04 أكتوبر 2010 04:28 م
مبارك: عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا.. ونعمل على إنقاذها الرئيس مبارك
(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر الرئيس حسنى مبارك من أن عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا.. وقال "أحذر فيما أقوم به من اتصالات من تصاعد العنف والإرهاب فى المنطقة وعلى اتساع العالم إذا انهارت المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل".

ولفت إلى أن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال: إن القضية الفلسطينية هى جوهر النزاع العربى الإسرائيلى ومفتاح تسويته وتحقيق تقدم، وصولا لاتفاق سلام على المسار الفلسطينى، يفتح الطريق أمام تحقيق تقدم مماثل واتفاقات مماثلة على المسارين السورى واللبنانى.

ونوه الرئيس مبارك، فى حديث مع جريدة القوات المسلحة بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد 2010 إلى أن مصر ستواصل الاتصالات من أجل إنقاذ عملية السلام.. وقال"سنواصل اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلى والولايات المتحدة وأوروبا لإنقاذ السلام.. زيارتى السريعة لألمانيا وإيطاليا جاءت فى هذا السياق وقبل أيام معدودة من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان".

وأضاف: رئيس الوزراء الإسرائيلى اتصل بى مرتين فى محاولة لإيجاد مخرج من المأزق الراهن.. وقلت له إن استئناف بناء المستوطنات يعرقل المفاوضات ويقوض عملية السلام، أبو مازن طلب اجتماع لجنة المتابعة العربية بالقاهرة، وأتطلع لمواقف إيجابية ومسئولة من إسرائيل تنقذ مفاوضات السلام.

واستطرد: لقد بذلت جهودا كبيرة لتهيئة الأجواء لإطلاق المفاوضات المباشرة فى واشنطن، وطرحت رؤية مصر بقوة ووضوح فى كلمتى بالبيت الأبيض، كما عاودت طرحها خلال استضافة الجولة الثانية من المفاوضات فى شرم الشيخ، وقال: من غير المعقول أن تنطلق المفاوضات ثم تتوقف بسبب استئناف بناء المستوطنات، فالنشاط الاستيطانى يلتهم الأراضى المحتلة على نحو ينال من أهم مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الأرض.

وشدد على مواقف مصر التى تتمسك بثوابت الموقف الفلسطينى والعربى، وقال: نحن مع السلام العادل الذى يعيد الحقوق لأصحابها على نحو ما تضمنته مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002.

وأشار إلى أن مصر فتحت الطريق للسلام فى الشرق الأوسط، ولم تدخر جهدا خلال الأعوام الماضية لدفع مسيرتها وإقالتها من عثراتها نحن نؤمن بالسلام العادل والشامل والدائم كشرط ضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار لكافة دول وشعوب المنطقة.

وقال إن نصر أكتوبر قد فتح الطريق إلى السلام، لكن السلام فى حاجة مستمرة لمن يحميه، إن نصر أكتوبر قد برهن على المعدن الحقيقى للمصريين، وسيظل دليلا على أصالتهم وصلابتهم وقوة عزيمتهم وقدرتهم على صنع المستحيل، لتكن روح أكتوبر حافزا لنا جميعا فى سعينا للحاضر والمستقبل الأفضل.

وفيما يلى نص حديث الرئيس حسنى مبارك مع جريدة (القوات المسلحة) بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد..

س 1 : سيادة الرئيس كل عام وسيادتكم بخير بمناسبة احتفال مصر وقواتها المسلحة بالعيد السابع والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد.. هذا النصر الذى رفع هامات الشعب المصرى وأثبت أن العسكرية المصرية صاحبة الجذور الضاربة فى التاريخ لا تقبل المساس بأمن مصر أو انتقاص حبة رمل من أرضها.
سيادة الرئيس ماذا يمثل هذا الاحتفال لسيادتكم، وهل حقق نصر أكتوبر أهدافه كاملة؟

الرئيس: كل عام ورجال قواتنا المسلحة وشعب مصر بخير، احتفالنا بنصر أكتوبر هو احتفال بيوم مجيد فى تاريخنا، استعاد العزة والكرامة لمصر،الدولة والشعب، واستعاد للعسكرية المصرية العريقة مجدها وشرفها العسكرى، واسترد سيناء لسيادة الوطن بعد سنوات الاحتلال.

"أما عما يمثل لى الاحتفال بذكرى النصر، فيكفى أن أقول لك إن أسعد لحظات حياتى كانت عندما تلقيت تقارير نجاح الضربة الجوية يوم 6 أكتوبر، قد أدركت ساعتها أن الطريق أصبح مفتوحا أمام أبطال القوات المسلحة للعبور من الهزيمة إلى النصر.

"إحساس الشعب بحجم نصر أكتوبر وعظمته جاء فى حجم الصدمة من هزيمة عام 1967 وفداحتها وتداعياتها، كما جاء النصر ليعكس الجهد الضخم الذى تم لإعادة بناء قواتنا المسلحة، تخطيطا وتدريبا وعتادا، والخبرات والدروس المستفادة التى اكتسبها المقاتل المصرى خلال حرب الاستنزاف، فدخل حرب أكتوبر مؤمنا بالنصر أو الشهادة.

"احتفالنا بذكرى النصر يأتى تخليدا لأرواح الشهداء، وتكريما لكل من شارك فى ملحمة أكتوبر من أبناء القوات المسلحة ولجيل عظيم من شعب مصر وقف إلى جانبهم وقدم العديد من التضحيات من أجل تحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة، وفضلا عن ذلك فإن الاحتفال بذكرى النصر يضع أمام أجيالنا الجديدة هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ الوطن، لسنوات الهزيمة والنصر، لكيلا ننسى، ولكى تظل مصدر إلهام لشعبنا فى بناء مستقبل الوطن.

"علينا أن نستعيد (روح أكتوبر) ونحن نجتهد لصنع المستقبل الأفضل..وعلينا أن نؤمن بأن أى إنجاز نحققه هو انتصار للإرادة المصرية ولأبناء الوطن.. فالقوة العسكرية- رغم أهميتها- لابد أن تصاحبها قوة الاقتصاد والبحث العلمى والثقافة.. بما يحقق لى النهاية القوة الشاملة للدولة.

"أما عن التساؤل عما إذا كان نصر أكتوبر قد حقق كافة أهدافه.. فيكفى أنه استعاد لمصر أرض سيناء، وفتح الطريق إلى السلام ولتوجيه مواردنا للتنمية ولخير شعبنا بعد سلسلة من الحروب استنزفت ثروات مصر ومواردها..خرجنا منها ببنية أساسية متهالكة أعدنا بناءها وحققنا إنجازات عديدة بكافة قطاعات الإنتاج والخدمات.

إنجازات أتاحت لنا استيعاب زيادة سكانية تقترب من الضعف بين تعداد شعبنا عندما رفعت علم مصر فوق سيناء.. وبين تعدادنا اليوم.


س 2 : سيادة الرئيس مع ذكر سيادتكم لعملية السلام كاستثمار رئيسى لنصر أكتوبر العظيم وتحمل مصر مسئوليتها كاملة فى ذلك واتصالا بكل الأطراف والسعى لإقناع الجميع بأهمية السلام سواء كاستثمار لنتائج الحرب أو من أجل مستقبل أفضل للمنطقة.. سيادة الرئيس.. تبدو جهود سيادتكم واضحة سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى وقد تحملتم مسئوليات جسام من منطلق أن مصر هى الراعية الرئيسية للسلام فى المنطقة وشاركتم فى اجتماع واشنطن لإطلاق المفاوضات المباشرة التى استقبلت مصر جولتها الثانية يوم 14 سبتمبر الماضى فى شرم الشيخ وبذلتم الجهد لتقريب وجهات النظر ما بين الأطراف.. فما هى رؤية سيادتكم لعملية السلام برمتها، وهل ستحقق المفاوضات المباشرة أهدافها فى إقامة الدولة الفلسطينية؟

الرئيس: نعم مصر فتحت الطريق للسلام فى الشرق الأوسط.. ولم تدخر جهدا خلال الأعوام الماضية لدفع مسيرتها وإقالتها من عثراتها.. نحن نؤمن بالسلام العادل والشامل والدائم كشرط ضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار لكافة دول وشعوب المنطقة.. والسلام لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

"القضية الفلسطينية هى جوهر النزاع العربى الإسرائيلى.. ومفتاح تسويته وتحقيق تقدم، وصولا لاتفاق سلام على المسار الفلسطينى، يفتح الطريق أمام تحقيق تقدم مماثل واتفاقات مماثلة على المسارين السورى واللبنانى.

"مواقفنا معروفة.. وما نقوله فى العلن هو ما نقوله داخل الأبواب المغلقة.. نتمسك بثوابت الموقف الفلسطينى والعربى.. ونحن مع السلام العادل الذى يعيد الحقوق لأصحابها على نحو ما تضمنته مبادرة السلام العربية المطروحة منذ عام 2002.

"لقد بذلت جهودا كبيرة لتهيئة الأجواء لإطلاق المفاوضات المباشرة فى واشنطن.. وطرحت رؤية مصر بقوة ووضوح فى كلمتى بالبيت الأبيض .. كما عاودت طرحها خلال استضافة الجولة الثانية من المفاوضات فى شرم الشيخ.. من غير المعقول أن تنطلق المفاوضات ثم تتوقف بسبب استئناف بناء المستوطنات.. فالنشاط الاستيطانى يلتهم الأراضى المحتلة على نحو ينال من أهم مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة..وهو الأرض.

"نواصل اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلى والولايات المتحدة وأوروبا لإنقاذ السلام .. وزيارتى السريعة لألمانيا وإيطاليا جاءت فى هذا السياق.. وقبل أيام معدودة من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان رئيس الوزراء الإسرائيلى اتصل بى مرتين فى محاولة لإيجاد مخرج من المأزق الراهن..وقلت له أن استئناف بناء المستوطنات يعرقل المفاوضات ويقوض عملية السلام.. أبومازن طلب اجتماع لجنة المتابعة العربية بالقاهرة يوم 4 أكتوبر..وأتطلع لمواقف إيجابية ومسئولة من إسرائيل تنقذ مفاوضات السلام.

"عملية السلام لا تتحمل فشلا جديدا.. وأحذر فيما أقوم به من اتصالات من تصاعد العنف والإرهاب فى المنطقة وعلى اتساع العالم إذا انهارت المفاوضات.

س 3: الوضع فى الشرق الأوسط يحتاج إلى وقفة لمحاولة الفهم، فالمحللون يشيرون إلى تراجع قوى إقليمية وبروز قوى أخرى، والبعض يشير إلى اختلال التوازن الإقليمى لصالح الدول غير العربية التى تسعى لتوسيع نفوذها من أجل فرض هيمنتها على المنطقة على حساب القوى العربية ذاتها.. كما ظهرت خلال المرحلة الأخيرة تحالفات ومحاور واستقطابات تخل بالأمن القومى العربى وأدت إلى تدخل القوى العالمية فى تسيير أمور المنطقة.. كل ذلك يدفعنا- سيادة الرئيس- لمحاولة فهم ما حولنا وأثره على أمن مصر القومى؟

الرئيس: الشرق الأوسط يتمتع بأهمية جيوستراتيجية فائقة لأسباب عديدة.. هكذا كان دائما وسوف يظل.. لدى هذه المنطقة البترول والغاز والممرات البحرية لإمدادات الطاقة عبر خليج هرمز وباب المندب وقناة السويس.. كما أن المنطقة تمثل نقطة التقاء آسيا وأفريقيا مع أوروبا ومنطقة القوقاز.

"نحن فى مصر نعى كل ذلك تماما.. ونعى ارتباطه بأمن مصر القومى بمفهومه الشامل.. وفى صلته بأمن الخليج، وأمن البحر الأحمر والقرن الأفريقى والأمن الأورومتوسطى والأوروأطلنطى.. وندير تحركنا وعلاقاتنا الخارجية بما يحفظ أمن الوطن ويحقق المصالح المصرية على كافة دوائره ومحاوره.. نتعامل بمنطق الصداقة والصراحة مع الجميع بما فى ذلك القوى الكبرى.. وعندما اختلفنا مع مفهوم الشرق الأوسط الكبير الذى طرحته الإدارة الأمريكية السابقة..أعلنا موقفنا بقوة ووضوح.

"الدور المصرى الإقليمى سيظل دورا أساسيا لاعتبارات عديدة..وبحكم التاريخ والجغرافيا والمكانة مصر تمارس دورها كقوة اعتدال دون صخب أو ضجيج.. وكالتزام قومى تجاه أمتها وهويتها ومنطقتها العربية.. وأيضا كمتطلب من متطلبات الأمن القومى المصرى.. فمصلحة مصر وأمنها يقتضيان العمل من أجل سلام وأمن واستقرار هذه المنطقة الصعبة والحساسة.

"نحن فى مصر نرحب بأى إسهام يعزز استقرار الشرق الأوسط.. إيران دولة إقليمية مهمة وعضو بمنظمة المؤتمر الإسلامى وحركة عدم الانحياز.. ويمكنها أن تصبح جزءا من حل أزمات الشرق الأوسط بدلا من أن تكون أحد أسباب مشاكله.. مصر لم تبادر بقطع علاقاتها مع إيران.. وإنما كانت إيران المبادرة إلى ذلك بعد توجه الرئيس السادات إلى السلام.. لايزالون فى طهران يطالبون مصر بإلغاء اتفاق (كامب ديفيد).. فى حين
أنه لا يعدو أن يكون (اتفاق إطار) انتهى عندما تمت بلورته فى معاهدة سلام نحرص عليها ونلتزم بها طالما بادلتنا إسرائيل حرصا بحرص والتزاما بالتزام.

"استقبلت خلال الأعوام الماضية العديد من كبار المسئولين فى إيران، الرئيس خاتمى عندما كان فى موقع الرئاسة وبعد أن غادره.. والدكتور على لاريجانى عندما كان مسئولا عن الملف النووى الإيرانى، والسيد على ناطق نورى كبير مستشارى المرشد الأعلى، والسيد حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان وغيرهم.. والملفات المطروحة تتجاوز مجرد اسم الشارع والجدارية فى طهران التى تمجد قاتل الرئيس السادات ، وإنما فى ملفات أخرى بعضها له طابع أمنى، والبعض الآخر يتصل بسياسات إيران المناهضة للسلام والحاضنة لقوى التطرف.

"المشكلة الآن أن تصاعد المواجهة حول برنامج إيران النووى يجر المنطقة بأكملها لحافة الهاوية، إيران لها الحق فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية مثلنا ومثل كافة أطراف معاهد منع الانتشار، وأتطلع مخلصا لأن تستمر إيران فى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولى لتثبت الطابع السلمى لبرنامجها
النووى.. ولتجنب شعبها وشعوب المنطقة تداعيات كارثية نحن جميعا فى غنى عنها.. فالشرق الأوسط ليس فى حاجة للأسلحة النووية سواء جاءت من إسرائيل أو إيران.. فهذا يفتح الباب أمام سباق للتسلح النووى فى المنطقة بكل ما يحمله ذلك من مخاطر وتبعات.

"أما بالنسبة لتركيا فإنها تمثل هى الأخرى دولة إقليمية مهمة بالشرق الأوسط.. تربطنا بها علاقات متميزة.. تشهد تشاروا مستمرا على المستوى السياسى.. وتعاونا مطردا فى مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة..والزيارة الأخيرة للرئيس عبد الله جول ومشاركته فى حفل تخرج الدفعة الأخيرة للكلية الحربية خير شاهد على ذلك.

"يحلو لبعض الدوائر الغربية أحيانا أن تصور تركيا وكأنها تتباعد عن الغرب وتتجه للاصطفاف مع الراديكاليين فى العالمين العربى والإسلامى .. كما يحلو للبعض فى منطقتنا أن يحاول الإيحاء بتنافس الدورين المصرى والتركى فى الشرق الأوسط خاصة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية بوجه عام والوضع فى غزة بوجه خاص.

"وأنا لا أتفق مع هذا الطرح أو ذاك..فتركيا عضو مهم فى حلف شمال الأطلنطى..وتسعى لاستكمال مقومات انضمامها للاتحاد الأوروبى بل وتربطها بإسرائيل علاقات وطيدة للتعاون بكافة المجالات بما فى ذلك التعاون العسكرى ..صحيح أن العلاقات فيها بينهما تضررت بالاعتداء الإسرائيلى على قافلة الحرية..إلا أن كلا الجانبين يسعيان لاحتواء هذا الضرر.

"الدوران المصرى والتركى يتكاملان ولا يتنافسان .. فتركيا تتجه لاستعادة عمقها الجنوبى بالمزيد من الاهتمام بقضايا العالمين العربى والإسلامى وفى مقدمتها القضية الفلسطينية .. ولأن هذا الاهتمام حديث العهد نسبيا..فإن الأمر يقتضى توضيح بعض خلفيات المواقف وتعقيداتها للأصدقاء فى تركيا..وهو ما يتم من خلال التشاور
المستمر فيما بيننا.

س 4 : سيادة الرئيس تتعدد الأخطار المؤثرة على الأمن القومى العربى والتى تترك آثارا على أمن مصر القومى، فهناك مشاكل خطيرة فى السودان وفى الصومال، وهناك أزمات فى لبنان وفى العراق، وهناك أخطار تتعرض لها دول الخليج ، كما كان هناك أزمة بين مصر والجزائر هذا إلى جانب ما يحدث فى فلسطين.
سيادة الرئيس.. يدعونا ذلك إلى الاستماع إلى رؤية سيادتكم لمسار ومستقبل تلك الأزمات وأثرها على الأمن القومى المصرى؟

الرئيس: أزمات المنطقة ليست جديدة عليها فنحن نعيش فى منطقة صعبة والمهم أن نتعامل مع هذه الأزمات بما يحفظ الأمن القومى المصرى العربى."السودان الشقيق يمر بمرحلة دقيقة فى تاريخ مع اقتراب موعد الاستفتاء يناير المقبل وفق اتفاق السلام الشامل الموقع فى (نيفاشا) يناير العام الماضى.. ولقد بذلت مصر قصارى الجهد مع الأشقاء فى الخرطوم وحكومة الجنوب ليصبح خيار الوحدة جاذبا وليس الانفصال.

"وإننى أتطلع مخلصا لأن تأتى نتيجة الاستفتاء - أيا كانت - محققة لصالح كل أبناء السودان بعيدا عن أية مظاهر للعنف أو المواجهة..أما الوضع فى دارفور فإنه يشهد تحسنا مطردا آمل أن يتواصل تحقيقا لسلام أبناء الإقليم وكافة أبناء السودان.

"أما الصومال فإنه لا يزال نهبا لعدم الاستقرار ولا يزال أبناؤه تتنازعهم الخلافات والانقسامات مع ضآلة قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى وعزوف الأمم المتحدة عن نشر قوة تابعة لها أو قوة مهجنة مع الاتحاد الأفريقى على نحو ما تم فى دارفور..ومن المؤسف حقا أن نرى هذا البلد العربى والأفريقى الشقيق معرضا طوال هذه السنوات للعنف وغياب الأمن والاستقرار بما يهدد وحدته وسلامته الإقليمية بالنظر للوضع القائم فى (بونت لاند) و(صومالى لاند).

"وبالنسبة للبنان هناك سحب تتجمع فى سمائه خلال الأشهر القليلة الماضية.. ندعو الله أن يقى الشعب اللبنانى الشقيق عواقبها وشرورها.. الحركة على الساحة اللبنانية الآن تدور حول القرار الظنى المتوقع للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريرى.. ومصير الوفاق اللبنانى وتعايش كافة طوائفه وأبنائه لا يصح
أن يصبح رهينة لهذا القرار الظنى أيا كان محتواه.

"أما العراق فالأمل معقود على توافق أبنائه على تشكيل حكومة متسعة القاعدة تمثل كافة قواه وأطيافه السياسية.. تعكس نتائج الانتخابات التشريعية دون تهميش لأحد.. تحفظ هوية العراق العربية وتستكمل العملية السياسية واستعادة الهدوء والاستقرار بعيدا عن الطائفية.

"وحول الأخطار التى تتعرض لها منطقة الخليج .. فمصر على اقتناع راسخ بارتباط أمنها القومى بأمن الخليج .. وتربطها بدوله العربية علاقات تشاور وتنسيق مستمر."وبالنسبة لفلسطين.. فقضية شعبها هى الشغل الشاغل.. ومصر تتحرك على مسارين أولهما هو ضمان استمرار وإنجاح مفاوضات السلام ودعم المفاوض الفلسطينى..والثانى هو إنهاء الانقسام الراهن بما يتيح رفع الحصار المضروب على غزة وإنهاء معاناة
أهاليها وبما يوحد الصف الفلسطينى .. ليتحدثوا بصوت واحد دفاعا عن قضيتهم وحقوقهم المشروعة.

"أما عن علاقات مصر والجزائر.. فهى علاقات بين إخوة أشقاء لا ينال منها حدث عارض مهما كان خاصة إذا تعلق بمباريات رياضية المفترض أن تقرب الشعوب وليس العكس..هذا ما قلته لأخى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما التقيته فى نيس خلال قمة فرنسا/أفريقيا شهر مايو الماضى ، وعندما زرته بالجزائر شهر يوليو اللاحق..وقد بادلنى الرئيس بوتفليقة ذات الاقتناع والمشاعر فهو صديق عزيز تمتد صداقتى به لسنوات عديدة مضت.

س 5 : سيادة الرئيس عودة إلى الموقف الدولى وفعالية الدور المصرى فى محيطنا الإقليمى والنظام العالمى قمت سيادتكم خلال هذا العام بالعديد من الزيارات الخارجية، كما استقبلتم العديد من زعماء العالم والعديد من كبار المسئولين العرب والأجانب، اسمح لى سيادة الرئيس بفتح ملف العلاقات المصرية الدولية.

الرئيس عن الدور المصرى يكفى أن أقول أن مصر تتولى حاليا الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط مع فرنسا ورئاسة(حركة عدم الانحياز) منذ العام الماضى ولثلاث سنوات وسوف تستضيف قمة دول (منظمة المؤتمر الإسلامى) شهر مارس المقبل وتتولى رئاستها لثلاث سنوات .. تربطنا علاقات صداقة وتعاون مع كافة القوى الكبرى والتجمعات الاقتصادية الرئيسية..ونجحنا فى إبرام العديد من اتفاقات التجارة الحرة لتفتح أمام صادراتنا أسواقا جديدة بمزايا تفضيلية..وآخرها مع تجمع (الميركسور) لدول أمريكا اللاتينية.

"أضع لزياراتى الخارجية دائما أهدافا محددة .. سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى .. وأسعى لتحقيق مصالح لمصر وشعبها أينما كانت ولطرح مواقفنا من قضايا وأزمات منطقتنا العربية.

س 6 : سيادة الرئيس تصاعدت فى بداية هذا العام أزمة مياه النيل ووصلت إلى ذروتها عندما وقعت خمس دول من دول المنبع بصورة منفردة الاتفاق الإطارى لدول الحوض والذى اعترضت عليه مصر والسودان ، فى حين امتنعت دولتان من دول الحوض عن التوقيع عليه.
سيادة الرئيس..هل يمكن لنا فتح هذا الملف كى يطمئن شعب مصر تجاه هذه الأزمة التى لعب فيها الإعلام دورا كبيرا لتصويرها بأنها تمس بأمن مصر القومى؟

الرئيس: هذا صحيح..الإعلام على كلا الجانبين أسهم فى تضخيم هذا الموضوع..الإعلام لدينا تناول الأمر وكأن مياه النيل فى سبيلها للتوقف عن التدفق إلى مصر..والإعلام فى دول المنبع تعامل مع الموضوع وكأن مصر تريد حرمانهم من مياه النهر..ومن حقهم فى تنمية بلادهم.

"لدينا اتصالات لا تنقطع مع دول الحوض سواء من قام بتوقيع الاتفاق الإطارى فى إثيوبيا وتنزانيا وكينيا وأوغندا ورواندا، أو من امتنع عن التوقيع فى بوروندى والكونغو الديمقراطى، وتتواصل هذه الاتصالات سواء من خلال رسائلى لقادة تلك الدول أو من خلال إيفاد الوزراء المصريين إلى عواصمهم.. ونقوم بهذه الاتصالات بالتنسيق المستمر مع الإخوة فى السودان.

"عندما طرحت مبادرة حوض النيل كنت- ولا أزال- على اقتناع بأن مياه النيل يجب أن تكون مجالا للتعاون والتنمية المشتركة..وليس محلا للتنافس أو الخلاف..مياه النهر تكفى وتزيد عن حاجة دول الحوض.. إذا ما أحسن استخدامها بتطوير إدارتها وتقليل الفاقد منها.. ونحن فى مصر نعزز علاقات التجارة والاستثمار مع دول الحوض.

ونتمنى لهم المزيد من النمو والتقدم..ولا نعارض أية مشروعات لتوليد الكهرباء طالما لم تؤثر على حصة مصر من المياه."وعلى أية حال فإننى على ثقة بأنه عندما يحين الوقت لتناول الأمر على مستوى القيادات السياسة .. فسوف يتم حسمه على نحو يحقق مصالح الجميع .. فعلاقتى بهم جميعا أكثر من ممتازة.. وتقوم على الصداقة والاحترام المتبادل.. والاقتناع بالمصالح المشتركة بين مصر ودولهم.

س7 : سيادة الرئيس كما ذكرتم فإن نصر أكتوبر فتح الطريق للتركيز على التنمية، ولقد حققتهم لمصر إنجازات عديدة فى البنية الأساسية وشتى قطاعات الإنتاج والخدمات، وفى مجال الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى.. هل لنا أن نفتح هذا الملف بشىء من التفصيل؟.

الرئيس: مصر تغيرت كثيرا منذ حرب أكتوبر ومنذ تحملى المسئولية .. التحدى الأول كان إعادة بناء مرافق البنية الأساسية المتهالكة ومواجهة قوى الإرهاب والتطرف..ولقد نجحنا فى مواجهة كلا التحديين .. مضينا فى توسيع البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار..من الطرق وخطوط التليفونات وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى وغيرها ومضينا فى إقامة المجتمعات العمرانية والمدن الصناعية الجديدة وتطوير خدمات التعليم والرعاية الصحية والنقل والمواصلات والإسكان..وحققنا فى هذه المجالات وغيرها إنجازات عديدة غيرت وجه الحياة على أرض مصر.

"نجحنا فى ذلك رغم الزيادة السكانية الضخمة التى تلتهم أولا بأول قدرا كبيرا من ثمار ما يتحقق من إنجازات..وتلقى بضغوط متزايدة على مواردنا..ويكفى أن أشير هنا لارتفاع قيمة إجمالى الدعم من 2 مليار جنيه عام 1981 إلى ما يزيد على 100 مليار جنيه حاليا..بكل ما يعنيه ذلك من ضغوط على موارد الدولة والموازنة العامة.

"وأنا أتابع - أولا بأول - تنفيذ البرنامج الذى خضت به الانتخابات عام 2005، وشددت فى اجتماعى بمجلس الوزراء بكامل هيئته شهر أغسطس الماضى على ضرورة استكماله خلال العام المتبقى من إطاره الزمن المحدد.

"وبالنسبة للإصلاح فالتعديلات الدستورية عامى 2005 و2007 فتحت أمام حياتنا السياسية والحزبية أبوابا جديدة .. وأنا حريص على أن تأتى الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب حرة ونزيهة ، وأدعو الأحزاب للتقدم بأفضل ما لديها من المرشحين ، كما أدعو اللجنة العليا للانتخابات لممارسة صلاحياتها بأقصى قدر من المسئولية
والفعالية.

"أما الإصلاح الاقتصادى فقد صحح اختلالات عديدة دامت لعقود وأصبح معها اقتصادنا أكثر قوة وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات العالمية بإمكاناته الذاتية .. على نحو ما حدث خلال أزمة الغذاء العالمى عام 2008 والأزمة المالية والاقتصادية العالمية العام اللاحق ، والأكثر أهمية من ذلك أن مصر أصبحت من بين أكثر الدول الجاذبة للاستثمار فى الشرق الأوسط وأفريقيا .. بما حققته من تطوير فى بنيتها الأساسية وبنيتها التشريعية .. وبما حازته من مصداقية .. المصداقية هنا عامل أساسى وضرورى .. وإن فقدتها إحدى الدول لسبب أو آخر فأن الأمر يستغرق سنوات لاستعادة ثقة المستثمرين .. والاستثمارات تعنى مشروعات جديدة والمزيد من الصادرات وفرص العمل وفتح أبواب الرزق والعيش الكريم لأبنائنا .

الإصلاح الاجتماعى يمثل لى أولوية قصوى .. فالنمو الاقتصادى لابد أن يصاحبه توسيع لقاعدة العدل الاجتماعى لتصل ثمار النمو والتنمية لكافة شرائح المجتمع ولكافة المحافظات.. ولكى تقف الدولة إلى جانب الفقراء والبسطاء وسكان القرى الأكثر فقرا والعشوائيات والتشريعات التى اعتمدتها الدورة البرلمانية الماضية بشأن تطوير قانون الضمان الاجتماعى وقانون التأمين والمعاشات خطوة فى الاتجاه الصحيح .

س 8 : سيادة الرئيس أنتم تقودون مسيرة الوطن منذ نحو الثلاثين عاما.. وعشتم سنوات الحرب والسلام .. كيف تستشرفون مصر ومنطقتها بعد عشرة أو ثلاثين عاما من الآن؟.

الرئيس: نعم لقد عشت سنوات الحرب بآلامها وضراوتها..وعشت مراحل عملية السلام منذ بدايتها. .وأعلم تماما أن السلام يصنعه قادة يمتلكون الشجاعة والرؤية الواضحة للمستقبل.. يؤمنون بأن السلام يحقق مصالح شعوبهم..ويستطيعون اتخاذ القرارات الصعبة التى تحقق هذه الرؤية وهذه المصالح.

"أقول ذلك لأن مستقبل منطقة الشرق الأوسط الذى استشرفه يرتبط بتحقق أو غياب السلام..فهو المفتاح لأمن وتنمية دول وشعوب المنطقة والعكس صحيح."إننى آمل ألا نترك للأجيال القادمة تركة ثقيلة من النزاع وعدم الاستقرار..

وأتطلع لأن نترك لمن يأتون بعدنا منطقة أكثر استقرارا وأمنا وسلاما..ونحن فى مصر معنيون بذلك تماما..فمن الصعب أن تنعم بالهدوء والاستقرار والحياة الآمنة والنيران تشتعل فى بيت جارك.. والسلام والأمن كل لا يتجزأ..فإما أن تصبح المنطقة ساحة للتعايش والتعاون وإما أن تظل مسرحا للصراع والعنف والإرهاب.

أما عن مصر..فإننى أستشرفها دولة قوية آمنة..ومجتمعا متطورا متماسكا..أكثر رسوخا فى ديمقراطيته..وأكثر قوة فى اقتصاده ومؤسساته وجيشه..هذا ما أراه لمصر ومستقبلها..فقد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح..وقطعنا عليه شوطا كبيرا..لكننى أرى مصر - أكثر ما أراها - دولة مدنية حديثة ترعى الاعتدال وتواصل دورها باعتبارها رمانة الميزان فى منطقتها.

س 9 : سيادة الرئيس اسمح لنا سيادتكم أن ننتقل إلى الجزء الأخير من الحديث والذى تركناه لنختتم به هذا اللقاء الذى نعتز به ونعتبره وساما على صدر جريدة القوات المسلحة نفتخر به كل عام..ألا وهو القوات المسلحة التى تتحمل المسئولية الأولى فى الدفاع عن أمن مصر القومى .. ورؤية سيادتكم لقدرتها على إحداث التوازن
فى المنطقة وعلى درء أى تهديدات مستقبلية؟.

الرئيس : إننى كرئيس للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة أثق ثقة كاملة فى أبنائى القادة والضباط والصف والجنود..وفى قدرتهم على الاضطلاع بما يكلفون به من مهام بأقصى قدر من المسئولية وبأعلى مستوى من كفاءة الأداء.

"أبناء قواتنا المسلحة يعلمون مدى اعتزازى بهم وبمؤسستنا العسكرية العريقة..فقد قضيت عمرا بين صفوفها..وخضت معاركها وحروبها..وتعلمت فيه أسس الإدارة والقيادة والانضباط منذ التحاقى بالكلية الحربية عام 1947."أعلم ما يعيشونه من حياة خشنة وما يقدمونه من تضحيات .. ولا ينسى شعب مصر أن
نصر أكتوبر تحقق ببسالتهم ودمائهم وأرواح شهدائهم .. وبما بذلوه من جهود شاقة لسنوات استعدادا لحرب التحرير .. فحققوا انتصارا عظيما أدى لتغيير جذرى فى العلوم العسكرية ونظم التسليح والقيادة والسيطرة على مستوى العالم.

"أقول بكل الثقة أن قدرات وإمكانيات قواتنا المسلحة أفضل بمراحل الآن عما كانت عليه عندما حققنا نصر أكتوبر عام 1973 .. وهى أكثر قوة - تسليحا وتدريبا وعتادا - بما يواكب التطور الهائل الذى شهدته جيوش العالم خلال السبعة وثلاثين عاما الماضية.

هذه الثقة لا تأتى من فراغ .. وإنما ألمسها فى متابعتى المستمرة لأوضاع وإمكانيات قواتنا المسلحة .. وأنا حريص على توفير احتياجاتها من التسليح والمعدات وكل ما يلزم للارتقاء المتواصل بقدراتها واستعدادها القتالى..وأتلقى تقارير عما تجريه من تدريبات ومناورات وعن مشاركة أبنائها فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتى حازوا خلالها ثقة المنظمة الدولية لما لقواتنا المسلحة من خبرات منذ عملية الكونغو عام 1960 ، ولما يتمتع به أبناؤها من كفاءة وانضباط."مرة أخرى أعبر عن تقديرى وثقتى الكاملة فى قواتنا المسلحة..فهم درع الوطن..وحماة السلام.. وسند أمتنا.. ودورهم فى حرب تحرير الكويت لايزال ماثلا فى ذاكرة مصر ومنطقتنا العربية.. كما أن إسهامهم فى بعض المشروعات المهمة للبنية الأساسية يدعم جهود التنمية.. ويحظى بتقدير الشعب.

س 10 : سيادة الرئيس فى ختام اللقاء التاريخى ما هى الرسالة التى تود سيادتكم توجيهها لأبناء القوات المسلحة وشعب مصر بمناسبة احتفالنا بذكرى الانتصار العظيم فى أكتوبر 1973؟

الرئيس : أقول لأبناء قواتنا المسلحة إنكم أبناء هذا الشعب العظيم ونصر أكتوبر قد فتح الطريق إلى السلام .. لكن السلام فى حاجة مستمرة لمن يحيمه..فلتكونوا دائما على أهبة الاستعداد للدفاع عنه..وللذود عن أرض مصر وسيادتها ضد أى عدوان أو تهديد.

"وأقول لأبناء الشعب.. إن نصر أكتوبر قد برهن على المعدن الحقيقى للمصريين .. وسيظل دليلا على أصالتهم وصلابتهم وقوة عزيمتهم وقدرتهم على صنع المستحيل .. لتكن ذكرى النصر زادا نستلهم منه كل ذلك عاما بعد عام.. ولتكن (روح أكتوبر) حافزا لنا جميعا فى سعينا للحاضر والمستقبل الأفضل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة