من أصعب الأمور التى عادة ما يواجهها الفرد منا هى معرفة عدوه أولاً، هل هو صديقه؟! هل هو زميله؟! جاره؟! أخوه!؟ والده!؟ أم هو رئيسه فى العمل؟! وعلى العموم فإن كثيراً منا يتحول بدون قصد فى تعاملاته مع الكل إلى (دون كيشوت) الذى ظل يحارب الهواء معتقداُ أنه يحارب الأعداء!!
وللأسف الشديد فإن الواقع الماثل أمامنا الآن (كعرب وكمسلمين) هو أننا نبحث عن حلحلة لمشاكلنا مع عدونا، على اعتبار أنه مُتمثل فى إسرائيل (فقط) أو فى أمريكا (فقط) وليس الأمر كذلك!!
إنما الحقيقة (المُرة) التى نتناساها دوماً هى أننا -وحتى الآن- لم ندرك إدراكاً كاملاً من هو عدونا (بالظبط) وإن كان اللسان ينطق دوماً أنه إسرائيل فإن لساننا كاذب، بل ومفتر!!
وهذه حقيقة أولية لابد أن نعيها تماماً، وأكررإن نطق لساننا بأن إسرائيل وأمريكا هما عدونا فقط (نحن العرب) فإن لساننا كاذب كاذب!!
كما أن عقلنا قد (خرف) ومشاعرنا قد (تبلدت) وأيضاً فإن أحاسيسنا قد (زُيفت).
فإن الأعداء حولنا وبيننا أصبحوا كثرة –أقلهم هى إسرائيل وأمريكا– لأنهما أعداء واضحون لنا وضوح الشمس فى النهار والقمر فى الليل، والتفكير فيهما وفى أسلحتهما الفتاكة (قائم) لدينا آناء الليل وأطراف النهار للتغلب عليهم وعلى مكائدهم وعلومهم وتكنولوجياتهم.
أما أعداء العرب من العرب، فهم الأكثر عداءة وكراهية لأنفسهم من عداء إسرائيل وكراهيتها لهم!!
وليس لنا لإثبات ما نقول إلا أن نعود بالذاكرة قليلاً، ونتذكر أن سوريا (العربية) تركت الجولان فى أيدى إسرائيل وذهبت لاحتلال لبنان (العربية).
ونتذكر أن (بلاد فارس – الإسلامية) استعرضت قوتها على دولة الإمارات (العربية) واحتلت ثلاث جزر رئيسية لديها، ومازالت تحتلها حتى الآن!!
ونتذكر العراق (العربية) التى ما انتهت من حربها مع إيران (الإسلامية) حتى ذهبت بجيوشها العربية إلى الكويت (العربية) واحتلتها، ونتذكر (حزب الله - العربى الإسلامى) وهو يُشهر سيوفه وأسلحته التجسسية فى وجه إخوانه اللبنانيين.
ونتذكر دولة قطر (العربية) التى تفخر ولو سراً، بأن على أرضها أكبر وأهم قاعدة عسكرية أمريكية فى العالم، وأن من فوق أراضيها وعبر أثيرها الفضائى تنطلق أخطر سهام إعلامية موجهة ضد العرب خاصة الدولة الأم (مصر) لتحقيق الأهداف الأمريكية الإسرائيلية!!
كما علينا أن نتذكر كيف ألقت حركة حماس (الفلسطينية العربية الإسلامية) أشقاءها الفلسطينيين من فوق أسطح منازلهم نكاية فى شقيقتها حركة فتح (العربية الإسلامية)!!
ونتذكر (تمُلص) حركة حماس من اتفاق مكة برعاية العاهل السعودى المحترم، ومن ورقة المصالحة المصرية، ثم تعديهم على الشرطة المصرية طمعاً فى حق يرونه مكتسباً وهو فتح دائم لحدود مصر لديهم وكأنهم (مصريين)!!، ولا يجب أن ننسى مماطلتهم فى التسوية والمصالحة الفلسطينية حتى الآن، سواء بأوامر إيرانية أو سورية أو حتى من أنفسهم!!
ونتذكر كيف هرب (العرب) من السادات وهو يحاول لملمتهم لتوقيع اتفاق سلام منذ 30 سنة، ونتذكر الآن كيف للهاربين أن يترحموا عليه بعد مماته!!
وأخيراً، لابد أن نتذكر أن سبب الكارثة العربية/ الحالية تستوطن فى فلسطين مُتمثلة فى (حركة حماس) المأمورة (عربياً وإسلاميا) من إيران وسوريا لفعل شىء ما، قد يحتمل سوء النية للعرب والمسلمين أكثر ما يحتمل حُسنها!!
وأخيراً، اسمحوا لى أن أقول: إن الجرح العربى واسع وعميق وخطير، وأن الحل لا يتمثل إلا فى إعلان الحرب على الأعداء، ولكن،
أليس حرياً بنا قبل إعلانها أن نُحدد من هو العدو لنعُد له العُدة ، ونُجيش له الجيوش؟!
جامعة الدول العربية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة