قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الإدارة باتريك كيندى إن الوزارة كانت قد أصدرت تحذير سفر عالميا بخصوص السفر إلى أوروبا فى 9 سبتمبر الماضى حثت فيه المواطنين الأمريكيين على توخى الحذر لاحتمال وقوع مظاهرات ضد الولايات المتحدة على ضوء ما أعلنته كنيسة فى فلوريدا من خطط لحرق نسخ من المصحف.
جاء ذلك فى تصريحات للمسئول الأمريكى خلال مؤتمر صحفى عن طريق التليفون حول البيان الصحفى للخارجية الأمريكية أمس بشأن السفر إلى أوربا، وذلك خلال رده على سؤال حول آخر تحذير سفر من هذا النوع أصدرته الوزارة للأمريكيين قبل ذلك، وما إذا كان تم إصدار تحذيرات من السفر بعد التفجيرات الإرهابية التى استهدفت وسائل النقل العام فى لندن ومدريد.
وقال كيندى إن الولايات المتحدة أصدرت فى 5 أبريل 2004 ما أطلق عليه فى ذلك الوقت "إعلان عام" بعد تفجير قطار مدريد.. وبعد الهجمات الإرهابية على لندن، جددت الوزارة تحذيرها العالمى على ضوء الهجمات فى الثانى من أغسطس 2005 ، مشيرا إلى أن التحذير العالمى الحالى يشير إلى هجمات محتملة فى لندن ومدريد، فضلا عن أماكن أوروبية أخرى.
وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت أمس الأحد تحذيرا للأمريكيين المسافرين إلى أوروبا من مخاطر "اعتداءات إرهابية محتملة" داعية إياهم إلى التحلى باليقظة.. وجاء فى بيان لوزارة الخارجية أن المعلومات الحالية تدعو إلى الاعتقاد بأن القاعدة ومنظمات مرتبطة بها تحضر لاعتداءات إرهابية.
كما ناشدت الحكومة الكندية رعاياها المتواجدين فى دول أوروبا توخى الحذر فى الأماكن العامة ووسائل المواصلات، وذلك عقب أن أفادت تقارير باحتمال وقوع هجمات إرهابية بعدد من الدول بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وحثت الحكومة الكندية - حسبما ذكرت شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية اليوم (الاثنين) - مواطنيها أيضا على توخى الحذر بشكل خاص فى الأماكن السياحية، وذلك خوفا من احتمال وقوع هجمات إرهابية هناك.
يأتى تحذير الحكومة الكندية لمواطنيها فى أعقاب التحذيرات الأمنية التى أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لرعاياهما فى دول أوروبا خوفا أيضا من احتمال وقوع هجمات إرهابية.
يشار إلى أن هذه التحذيرات الأمنية تأتى عقب أن أحبطت أجهزة الاستخبارات الغربية هجمات إرهابية منظمة كان من المقرر أن يتم تنفيذها فى عدد من دول أوروبا بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من قبل جماعة تنتمى إلى تنظيم "القاعدة".
وأصدرت وزارة الخارجية اليابانية الاثنين تحذيرا إلى مواطنيها المسافرين إلى أوروبا أو المقيمين هناك من خطر "اعتداءات إرهابية محتملة"، وذلك بسبب التحذير المماثل الذى أصدرته الولايات المتحدة.
وبذلك تكون طوكيو قد حذت حذو واشنطن التى أصدرت الأحد تحذيرا إلى الأمريكيين المسافرين إلى أوروبا من "مخاطر اعتداءات إرهابية محتملة" فى الدول الأوروبية، داعية إياهم إلى التحلى باليقظة وتوخى الحذر أثناء وجودهم فى الأماكن العامة خصوصا، فى خطوة أعقبت نشر أنباء صحافية عن إحباط هجمات إرهابية.
ودعت السلطات اليابانية الاثنين رعاياها إلى توخى الحذر فى أوروبا ولا سيما قرب الأهداف المحتمل أن تتعرض لاعتداءات كالمبانى العامة ووسائل النقل المشترك والمعالم السياحية.
وأفادت معلومات أوردتها وسائل إعلام أمريكية وبريطانية الأسبوع الماضى أن أجهزة الاستخبارات الغربية أحبطت مخططات أعدها أشخاص مرتبطون بتنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات إرهابية فى مدن كبرى فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا على غرار اعتداءات بومباى التى أسفرت عن مقتل 166 شخصا فى 2008.
كما أفادت مصادر استخباراتية الاثنين أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية "لا تملك عناصر جديدة" منذ مطلع سبتمبر فى شأن تهديد باعتداءات فى فرنسا، بعد تحذير الولايات المتحدة من "خطر اعتداءات إرهابية" فى أوروبا.
وقالت مصادر فى أجهزة الاستخبارات الفرنسية إن "التهديد مرتفع منذ مطلع سبتمبر، لكن أجهزة (الاستخبارات) لا تملك عناصر جديدة".
وبعد هذه الدعوة الأمريكية إلى الحذر، اتخذت غالبية الدول الأوروبية احتياطاتها إلا أنها لم تر ضرورة فى تغيير أنظمة الإنذار لديها.
أكد وزير الداخلية الإيطالى روبرتو مارونى أن إيطاليا لا ترى أى مؤشر أو هدف محدد لاعتداءات قد تستهدفها إلا أن التهديد يبقى "مرتفعا"، بعد تحذير أصدرته الولايات المتحدة إلى مواطنيها الذين يسافرون إلى أوروبا.
وقال مارونى فى حديث إلى قناة "كانالى 5" التلفزيونية "لم يتم الاستخفاف بحجم التهديد الإرهابى يوما، يبقى مرتفعا وأجهزتنا الأمنية تراقب بانتباه الوضع بالتواصل مع أجهزة الاستخبارات التابعة للدول الأوروبية والولايات المتحدة".
وأضاف "لا توجد مؤشرات دقيقة إلى مخاطر (اعتداءات) محددة الأهداف" إلا أن التهديد يعتبر "مرتفعا" منذ التفجير الأخير الذى استهدف ثكنة عسكرية إيطالية فى ميلانو قرب مدرج سان سيرو الرياضى، ما أدى إلى أضرار مادية طفيفة العام الماضى.
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية الألمانية، فى بيان لها اليوم الاثنين، إننا لا نملك دليلا دامغا على احتمال وقوع هجمات وشيكة فى البلاد.
يأتى ذلك ردا على تحذيرات الولايات المتحدة وبريطانيا لرعاياهما المسافرين إلى أوروبا وتحديدا إلى فرنسا وألمانيا، من مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى هذه الدول.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية "إن المسئولين يقومون بإعادة فحص جميع التدابير الأمنية على ضوء التحذيرين الأمريكى والبريطانى، لكن لا داعى حاليا لتعديل تقييمات التهديدات الحالية".
وكان مصدر أمنى ألمانى قد أقر يوم الأربعاء الماضى بأن هناك تزايدا فى الأصوات التى تتحدث عن احتمال وقوع هجمات، لكن وزارة الداخلية الألمانية قالت حينذاك إنه ما من سبب يدعو لرفع مستوى التأهب فى البلاد.
