ليس لدى اعتراض أن تقيم أى دولة فى العالم علاقات دبلوماسية أو اقتصادية مع إسرائيل، فمصر ترتبط باتفاقية سلام مع تل أبيب، ولا يجوز أن نحجر على غيرنا ونطالبهم بمقاطعة دولة نحن على علاقة دبلوماسية بها، حتى وإن كانت هذه العلاقة من النوع البارد الذى لا يشهد أى تحسن فى أى مستوى من مستويات هذه العلاقة، لكن فى المقابل يجب ألا نترك هذه القاعدة تبعدنا عن تتبع علاقات إسرائيل مع دول العالم، خاصة الدول التى تعتبر امتدادا للأمن القومى المصرى، والحديث هنا يدور عن إثيوبيا التى سبق أن حذر تقرير سيادى مصرى نشرت نصه فى "اليوم السابع" من التغلغل الإسرائيلى بداخلها من خلال مكتب للموساد، وتعاون عسكرى واقتصادى مستمر، وهو ما يدعونى لإطلاق وصف العلاقة الحرام على تلك العلاقة التى تربط بين إثيوبيا وإسرائيل.
قبل أيام قليلة قال سفير إثيوبيا لدى تل أبيب فيسيها اسجيدوم: "إن العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا تنمو باطراد، وتنمو أكثر من أى وقت مضى بسبب التعاون الوثيق بين الحكومتين فى قطاعات مختلفة".
السفير الإثيوبى أضاف أيضا فى تصريحاته أن البلدين قاما بتعزيز العلاقات بينهما جيدا فى القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب ونقل المعرفة والتكنولوجيا والاستثمار والسياحة، كما أنهما يشاركان فى الحرب ضد الإرهاب بوصفه تهديدا عالميا، كما قال إن الكثير من الخبراء الإثيوبيين يتاح لهم فى إسرائيل تدريب يتعلق بسياسة التنمية الإثيوبية فى مجالات مثل الصحة والزراعة والاقتصاد الزراعى، وأن الكثير من الأطباء المتطوعين الإسرائيليين يأتون عادة إلى إثيوبيا لتقديم خدمة مجانية وتدريب الأطباء الإثيوبيين، كما أن "العديد من المستثمرين الإسرائيليين يطلبون الأراضى من أجل الوقود الحيوى وتنمية البساتين، نظرا لأن إثيوبيا دولة سلمية وملائمة فى القارة بالنسبة لإسرائيل".
إلى هنا انتهت تصريحات السفير، وجاء الدور علينا، وعلينا هنا أقصد بها مصر ولست أنا، فالعلاقة بين إسرائيل وإثيوبيا تعدت مراحل كثيرة كنا نتوقعها، وبدأ لنا جميعا أثناء تغطيتنا لأزمة حوض النيل ذلك الدور الإسرائيلى القذر لدى بعض من دول الحوض، خاصة إثيوبيا التى تصلنا منها 85% من مياه النيل لتأليبهم على مصر، والتشدد معها فى المفاوضات التى وصلت إلى طريق مسدود، فمطامع إسرائيل فى مياه النيل بادية للجميع منذ طرح مشروعاتها القديمة بالحصول على جزء من مياه النيل لها.
الدور علينا فى مصر لكى ننتبه للدور الإسرائيلى فى إفريقيا بوجه عام، ودول الحوض بوجه خاص، ومحاولة كسر هذا الدور بأدوار أخرى موازية، لا تقتصر على النشاط الحكومى، وإنما تمتد إلى الأنشطة الشعبية والمنظمات الأهلية ورجال الإعمال، فتل أبيب لم تصل لهذه الدول إلا بأموال رجال الأعمال اليهود، وأطبائها ومهندسيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة