نقلت اليوم وزارة الخارجية سفراء الدول الأوروبية المعتمدين بالقاهرة الشكاوى التى وصلت للوزارة من مواطنين مصريين حول سوء معاملتهم من قبل الموظفين المحليين فى السفارات الأوروبية.
وقال السفير أحمد فتح الله، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية، إنه عقد اليوم اجتماعا دوريا مع سفراء الدول الأوروبية حضره 40 سفيرا، أكد لهم خلال اللقاء أن هذه الشكاوى ليست حالات فردية يتم حلها بشكل منفرد، وأن المسألة تتعلق بأن هؤلاء الموظفين المحليين بصرف النظر عن كونهم مصريين، إلا أنهم يخضعون لإدارة السفير، وبالتالى يجب على السفراء الأوروبيين إصدار تعليمات واضحة لهؤلاء الموظفين بحسن معاملة المصريين، موضحا أنه أكد للسفراء الأوروبيين أن ما يقوم به موظفو سفاراتهم المحليين يعطى انطباعا للرأى العام المصرى عن توجهات هذه السفارات.
ونفى فتح الله أن يكون اجتماعه مع السفراء الأوربيين اليوم جاء فى إطار استدعاء رسمى من وزارة الخارجية، وقال إنه مجرد اجتماع دورى ولكن تم التعجيل به عندما وردت إلى وزارة الخارجية شكاوى متعددة من سوء معاملة الموظفين المحليين فى السفارات الأوروبية أثناء تقديم أوراق طلب للحصول على تأشيرات الدخول لهذه الدول، وجدد فتح الله تأكيده على أن السفراء الأوروبيين يتحملون مسئولية تصرفات الموظفين المحليين الذين يعملون لديهم، وتوجيههم بحسن معاملة المصريين الذين يترددون على هذه السفارات بغرض الحصول على التأشيرات.
وأشار السفير فتح الله إلى أنه بحث مع السفراء الأوروبيين أيضا آليات التشاور السياسى بين مصر والدول الأوروبية بشكل منفرد، واستعداد القاهرة لتفعيل هذه الآليات لتنشيط العلاقات فى جميع المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية، كما أوضح أنه تم التطرق إلى دعم الدول الأوروبية للترشيحات المصرية فى المناصب الدولية.
وقد عقد فتح الله اليوم الاجتماع الذى حضره السفير محمد مصطفى كمال مساعد وزير الخارجية للشئون البرلمانية، والسفير رضا بيبرس مساعد وزير الخارجية لشئون حوض النيل، وقال فتح الله فى تصريحات صحفية إن هذا الاجتماع يعد استكمالا للقاءات الفردية التى عقدها مع السفراء الأوروبيين فى مصر بصورة فردية عقب توليه منصب مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.
وقال فتح الله، "لقد طلبت من الدول الأوروبية بصفة عامة والاتحاد الأوروبى بصفة خاصة ضرورة اتخاذ موقف من موضوع الاستيطان الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك لأن عدم قيام إسرائيل باتخاذ قرار بتجميد الاستيطان لن يؤثر فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل سيمتد تأثيره إلى أوروبا، خاصة أنها متاخمة للشرق الأوسط، وبالتالى فكما لنا مصلحة فى حل المشكلة الفلسطينية فلأوروبا أيضا نفس المصلحة، لذلك لابد أن تلعب أوروبا دورا فى دفع إسرائيل لتجميد الاستيطان"، مشيرا إلى أن الوضع فى المنطقة له انعكاسات على عدد من الموضوعات التى تهم الجانبين العربى والأوروبى مثل الاتحاد من أجل المتوسط، إضافة إلى انعكاساته على التعاون بين الجانبين فى جميع المجالات بصرف النظر عن شكل ومضمون هذا التعاون سواء تجاريا أو اقتصاديا أو سياحيا، لافتا إلى أن الشق السياسى قد يؤثر على جميع هذه الأنشطة.
وأكد فتح الله على أن هذه كانت رسالة واضحة من جانبنا إلى سفراء الدول الأوروبية، على أن يتم نقلها إلى حكوماتهم، مشيرا إلى أن الفرصة مازالت أمامهم للتحرك قبل اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية الجمعة القادم، موضحا أنه ناقش مع السفراء الأوروبيين فى مصر أيضا موضوع التطورات الخاصة فى الاتحاد من أجل المتوسط والاجتماعات المقبلة، إضافة إلى قمة الاتحاد المقرر عقدها فى برشلونة نوفمبر المقبل، وأشار السفير فتح الله إلى أنه تم التطرق أيضا إلى موضوع حوض النيل، حيث قام السفير رضا بيربس بعرض آخر التطورات الخاصة بهذا الملف، ووجهة النظر المصرية تجاه الخلاف حول الاتفاقية الإطارية الجديدة لحوض النيل التى وقعتها خمس دول وترفضها مصر والسودان، لافتا إلى أنه تم التطرق إلى المشروعات التى تقوم بها بعض دول حوض النيل بدعم من المانحين ومنهم بعض الشركات الأوروبية حتى تدرك الدول الأوروبية الخطورة السياسية لبعض هذه المشروعات.
الخارجية تبلغ السفارات الأوروبية شكاوى المصريين من سوء معاملة الموظفين المحليين لهم أثناء الحصول على التأشيرات.. وتحمل السفراء المسئولية لخضوع الموظفين تحت سلطة السفير
الإثنين، 04 أكتوبر 2010 04:45 م