محمد حمدى

الأهلى والترجى.. والكرامة الوطنية

الإثنين، 04 أكتوبر 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل نحو عشرين عاما عانت الملاعب الأوروبية من شغب وعنف كبيرين، وصل ذروته فى المباراة النهائية فى دورى أبطال أوروبا بين فريقى ليفربول الإنجليزى ويوفنتوس الإيطالى، وشهدت المباراة معركة بين المشجعين فى إستاد هيسل البلجيكى وأدت إلى مصرع 39 مشجعا إيطاليا.

ومذ هذا التاريخ انتفض الاتحاد الأوروبى لكرة القدم واتخذ إجراءات مشددة شملت وقف ليفربول عن المشاركة فى المسابقات الأوروبية سبع سنوات، وبدأ المسئولون الأمنيون فى أوروبا كلها إجراءات مشددة شملت إعداد قوائم سوداء بالمشجعين الأوروبيين، يتم منعهم من حضور مباريات كرة القدم، وتوضع صورهم وأسماءهم فى المطارات الأوروبية، حيث يمنعون من التنقل من دولة إلى أخرى، لكن قضية الكرامة الوطنية لأى دولة لم تكن فى الصحف أو بين المواطنين، لأن الموضوع واضح.. شغب فى الملاعب.

تبدو هذه المقدمة مدخلا مهما لمناقشة الحساسية البالغة فى مباريات الفرق العربية الشمال أفريقية، فقد تعرضت حافلة المنتخب الجزائرى للرشق بالحجارة فى القاهرة فى تصفيات كأس العالم الأخيرة، وتعرض بعض المشجعين المصريين لاعتداءات متفرقة فى الخرطوم على هامش مباراة مصر والجزائر أيضا، وعانى فريق الأهلى خلال رحلته قبل أكثر من شهر لملاقاة شبيبة القبائل الجزائرى، وأخيرا جاء شغب بعض الجماهير التونسية فى مباراة الأهلى والترجى، واعتدائها على بعض قوات الأمن كما شاهدنا جميعا أمس.

ويهمنى فى هذه القضية عدد من النقاط:

1- لا يجب أن يتحول شغب بعض الجماهير التونسية إلى قضية وطنية تتعلق بالكرامة، ومن ثم تخرج أصوات تدعو للثأر والتصعيد السياسى، لأنه فى كل الأحوال يجب وضع كل ظاهرة فى إطارها فقط.

2- ما حدث من عنف وشغب من بعض الجماهير التونسية يجب التعامل معه وفقا للقانون، وكما تجرى حاليا محاكمة جماهير زملكاوية متعصبة حطمت واجهة النادى الأهلى فى مباراة لكرة اليد، فيجب إحالة المشجعين التونسيين إلى المحاكمة، لأن القانون لا يفرق بين الجنسيات، ولا حصانة لمشجع فى كرة القدم بسبب جنسيته أو علاقات أخوية.

3- أعتقد أنه على وزراء الرياضة والشباب فى شمال أفريقيا عقد اجتماع عاجل لبحث ظاهرة الشغب فى الملاعب، فليس مقبولا أو معقولا أن تتحول كل مقابلة رياضية بين دولتبن عربيتين أفريقيتين إلى مأساة، ومن ثم تتحول أزمة دبلوماسية. وفى هذا الصدد هناك إجراءات سبقنا إليها الأوروبيون منها: وضع قوائم سوداء بالمشجعين المتعصبين ومنعهم من مشاهدة المباريات، ومنعهم من السفر إلى دول أخرى.. والأهم أن تبدأ هذه الدول سلسلة مباريات ودية بين الأندية والمنتخبات لعلها توقف روح التعصب المتفشية بين الجماهير العربية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة