بالفعل وبالقوة وبالنظرية والتطبيق، يجب علينا أن نعتبر الدكتور عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، من مبتكرى النظريات الجديدة، وواضعى "رفوف" الاقتصاد الحر، بما قدمه من نظريات لإعادة تفسير الفقر، وحل أزمة الطماطم، وأخيراً حل أزمة البطالة، والأجور فى خبطة واحدة، عن طريق استيراد عمالة من بنجلاديش، ترضى بأقل من حد الأجور الأدنى.
الدكتور عثمان محمد عثمان، يبدو أنه كان يهوى الوقوف فى حراسة المرمى، ولهذا اختار منذ سنوات أن يقف فى حراسة المرمى الحكومى، وعندما كان وزيراً للتخطيط قبل التنمية الاقتصادية اعتاد أن يدخل فى جدل حول تقارير التنمية البشرية، وأرقام الفقراء، وتعريف الفقير هل هو الذى يموت من الجوع أم يموت من الفقر؟ وعندما صدرت مؤشرات الفقر من المنظمات الدولية وحددت ووضعت من دخله أقل من دولار واحد فى اليوم تحت خط الفقر.
يومها، خرج الدكتور عثمان ليضرب أخماسا فى أسداس، ودولارات فى خمسات ليكتشف أن الأمم المتحدة أخطأت فى تحديد الفقير على اعتبار أن الدولار بخمسة "لحاليح" فى مصر، وأن من يملك هذه اللحاليح يمكنه أن يصبح فوق خط الفقر ومستوى الشبهات، وبهذا نزل الدكتور عثمان بمعدلات الفقر كثيراً، يومها صفق له البعض باعتباره وزير يمكنه اللعب بالبيضة والرقم، وتحويل الدولار إلى شربات.
الدكتور عثمان كان ينتمى لمدرسة الفكر التخطيطى، وظل لفترة باحثاً فى الاقتصاد الموجه، لكنه مع الوزارة تحول إلى لاعب أساسى فى وضعية التبرير.
فإذا ارتفعت أسعار الطماطم يقول للناس، إنهم لن يموتوا إذا لم يأكلوا سلطة، وهو محق، ويمكن تطبيق نظريةـ أو طمطماية ـ الدكتور عثمان على كل السلع، لنكتشف أن المواطن لن يموت لو لم يأكل عيشًا أو أرزًا أو بطاطس، ولو توقف عن الأكل، فهذا مفيد للصحة ومريح للبال والمعدة، والصرف الصحى أيضا.
أما آخر ابتكارات الدكتور عثمان محمد عثمان هو ما أعلنه دفاعاً عن الحد الأدنى للأجور الذى يراه مناسبا، وهو 400 جنيه، وعندما تحدث البعض عن كون الرقم غير مناسب، قال إننا يمكن أن نستعين بعمالة من بنجلاديش، لأن العامل البنجلاديشى يمكن أن يقبل بأقل من 400 جنيه فى الشهر، ولاشك أن الدكتور عثمان بهذا الحل يقدم خدمة جليلة للبلد، حيث يمكننا استيراد عدة ملايين من مواطنى آسيا ليحلوا محل العمالة المصرية، وبهذا تحل مشكلة الأجور ومشكلة العمل، وحتى لو تضاعفت أرقام العاطلين، يمكن تصديرهم أو التخلص منهم بأى طريقة، ويمكن توسيع نظرية الدكتور "بنجلاديشيا"، واستيراد مواطنين من الصين أو الهند، أو أفريقيا أو آسيا، يمكنهم منافسة المواطنين الأصليين، ليكفوا عن التمرد، وليعرفوا أن الله حق، والحياة بمبى بفعل الدكتور عثمان "ونظرياته" المبهرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة