د. فاطمة سيد أحمد

امتحان الوزراء.. وآخر قطعة "حلوى"

الأحد، 31 أكتوبر 2010 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يتردد أن هناك تغييرا وزاريا ويجتمع الرئيس مبارك مع الوزراء، تثار التساؤلات، كيف يكون هناك تغيير والرئيس يجتمع معهم ويستمع إليهم؟

ويزداد الاستغراب عندما يخرج الوزراء من اجتماعاتهم مع الرئيس وعلى وجوههم ابتسامات استفزازية وكأنهم يلوحون بلسانهم للشعب وعيونهم تقول موتوا بغيظكم نحن على كراسينا حتى يوم الدين.

وقد قال لى مسئول كبير لا يريد ذكر اسمه، إن الرئيس عندما ينوى التغيير يكثف من لقاءاته مع الوزراء والمحافظين ويناقش.

معهم أعمال وزاراتهم من خلال التقارير المقدمة للرئيس من رئيس الوزراء أو الجهات المسئولة عن ذلك، علاوة على ملاحظات الرئيس من زياراته الميدانية أو فى متابعاته اليومية لانعكاس أعمال هذه الوزارة أو تلك على الشعب المصرى، وقد يستمر النقاش فى مجلس الوزراء أو المحافظين مع الرئيس عدة ساعات، وفيها يوجه الرئيس النقد واللوم الشديد لأى وزير أخفق أو تهاون فى عمله أو فى حق الشعب عليه، وتكون هذه اللقاءات بمثابة امتحان للوزراء والذى فيها "يكرم المرء أو...." ولكن السادة الوزراء يخرجون علينا بوجوه بلاستيكية وابتسامات استفزازية، وكأنهم نالوا من المديح والرضا الكثير، وهذا يكون بمثابة استفزاز للشارع المصرى الذى يكون عاقد الأمل على هذه اللقاءات الرئاسية راجين أن يكون الرئيس أخذ حقهم وأعطى الوزراء على "......" علشان يحرموا يجربوا فينا.

بالطبع لا تفصح المؤسسة الرئاسية عما حدث فى الاجتماع.. فقط تقول إنه تمت مناقشة موضوعات بعينها أو استراتيجيات وهذا المعنى الأخير يثير ايضا لدى الشارع تساؤلات.. إذ كيف هذا الوزير أو ذاك المحافظ يناقش استراتيجية مستقبلية والناس.

تأمل خروجه من الوزارة لأنه لم ينجح.. نفس المصدر المسئول قال لى إن بحث الاستراتيجية هو أصعب اختبار يضعه الرئيس أمام الحكومة بجناحيها وزراء ومحافظين، لأنه يمتحن توجهاتهم المستقبلية وكيفية إدارتهم لهذه الاستراتيجية والأزمات الطارئة، وغالبا ما يتكون بعد هذه المناقشة انطباع كامل لدى الرئيس عن الأداء لكل شخص فى الحكومة فى المرحلة المقبلة.. ومن هنا فإن بحث الاستراتيجيات ليس معناه الاستمرار فى كرسى الوزارة، بل إنه فى الغالب يكون العكس، ولقد حدث هذا بالفعل مع وزير التعليم السابق، وكان قد اجتمع مع الرئيس فى مجلس مصغر لمناقشة استراتيجية التربية والتعليم وكانت تتردد الأقاويل عن عدم نجاحه فى وزارته، فكيف يناقش الرئيس معه الاستراتيجية التعليمية؟ ولكن ما حدث بالفعل أنه بعد هذا اللقاء بأسابيع قليلة للغاية تم تغيير الوزير، ولذا فإن ما يعتقده بعض الوزراء عن أنهم سيخرجون لسانهم للشعب وعلى أنهم جالسون على قلوبنا ليوم الدين غير صحيح، لأن هذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى والرئيس، وماعدا ذلك لا يشفع فيه كثرة التصريحات من السادة الوزراء عن أنه بعد خمس سنوات سوف ينعم المواطن المصرى بالرخاء أو بالقضاء على العشوائيات أو.. أو .. لأن برنامج الرئيس الانتخابى باق عليه عشرة شهور فقط بالتمام والكمال والذى لم يقدر عليه السادة الوزراء خلال الخمس سنوات الماضية لن يقدروا عليه فى هذه الشهور، والوزراء الذين يأملون فى أن يمنحوا فرصة الدور الثانى "الملحق" لخمس سنوات لاحقة؛ فلن ينالوها لأ ن البرنامج سوف يعدل ويطور وسيتطلب ذلك أدمغة.

أما بخصوص التغيير فأعتقد أنه سيكون بعد الانتخابات البرلمانية لإعطاء فرصة أخيرة للوزراء الذين يريدون أن يصيروا نوابا للشعب، إذ ربما استفادوا من خبرات وزارتهم ويقدروا يساعدوا أبناء دوائرهم، وبذلك يحصل هؤلاء الوزراء على آخر قطعة "حلوى" فى حياتهم السياسية وهى "كرسى البرلمان".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة