إسماعيل كاشف يكتب: وكمان صفر فى الأبحاث العلمية

الأحد، 31 أكتوبر 2010 10:35 ص
 إسماعيل كاشف يكتب: وكمان صفر فى الأبحاث العلمية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حوالى 205 سنة حكم محمد على باشا الكبير القولى الألبانى مصر، وكانت له رؤية بعيدة المدى لم ترد على حاكم شرقى قبله، وبالرغم من نشأته العسكرية وممارسته لتجارة الدخان ولم يكن مصرياً، فإنه رأى من أبجديات بناء دولة قوية وحديثة وغنية بل أقوى وأحدث وأغنى دولة فى الشرق ونفوذها ممتد للسودان وبعض بلاد الشام وترعى وتحمى الأراضى المقدسة حتى قيام الدولة السعودية وتكون عاصمتها القاهرة تضارع حداثة باريس وسحر فيينا وعراقة اسطنبول، فإنه اهتم بإرسال البعثات إلى أوروبا وكان هدفه من هذه البعثات أن ينقل إلى مصر من أوروبا - منبع العلوم حينئذٍ - العلم والخبرة العلمية والهندسية والعسكرية والصنائع والفنون أى بلغة هذا العصر الميمون (التكنولوجيا)، وأن تضارع مصر أوروبا فى مضمار التقدم العلمى والاجتماعى وأن ينشئ طبقة من المصريين المثقفين لا يقلون عن أرقى الطبقات فى أوروبا وأن تجد مصر كفايتها من المعلمين فى كافة المدارس العليا إلى جانب الضباط والمهندسين والمعماريين وإدارة الأعمال، وقد بلغ عدد المبتعثين 319 طالباً، ومجموع المبلغ الذى أنفقه عليهم 224 ألف جنيه مصرى وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت، ومن الطريف أنه كان يتفقدهم أحوالهم وتحصيلهم الدراسى ويغضب من تقصيرهم وفى إحدى رسائله إليهم بلغة ذلك العصر والأوان: "قدوة الأماثل الكرام الأفندية المقيمين فى باريس لتحصيل العلوم والفنون – زيد قدرهم – أى ( ربنا يعلى مراتبكم )، فقياساً على قلة شغلكم فى هذه المدة عرفنا عدم غيرتكم وتحصيلكم، وهذا الأمر غمنا غماً كثيراً.. ثم ينصحهم ويطلب منهم أن يكتبوا له المعوقات.. "وهؤلاء الثلاثمائة مبعوث ومن لحق بهم غيروا وجه مصر.

ونقلاً عن عالمنا الجليل الدكتور فاروق الباز، أن عدد الطلاب الصينيون المبتعثين إلى أمريكا ويدرسون فى معهد أبحاث الفضاء يفوق عدد زملائهم من كافة الدول وفى بريطانيا يوجد بما نسبته ثلاثة طلاب مبتعثين من بين مائة ألف صينى وذلك مما يفسر الاحتلال الصينى التجارى لجميع دول العالم بدون تجريد جندى صينى واحد للقتال وكذلك الهند يوجد لها ثلاثة طلاب مبتعثين من بين مائتى ألف هندى وحتى العام 2009 فإن للسعودية من بين كل مائة ألف سعودى يوجد 63 مبتعثاً وذلك فى بريطانيا فقط ويتوقعون أن يقفز عدد المبتعثين السعوديين لجميع دول العالم الغربى من 80 ألفاً إلى 140 ألفاً مبتعث ومبتعثة وكذلك يتنامى عدد طلاب الإمارات واليمن وهذا الإبتعاث لثلاثة مراحل: البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه وكل الدول التى أحست أنها فى منعطف تاريخى خطير فإما أن تكون أو لا تكون ووقعت بين خيارى التحليق فى سماء العلم والمعرفة لتنهض كما نهضت النمور الآسيوية وقبلها الفهود الأوروبية وقبلها الخيول الأمريكية أو أن تكون عالة متطفلة على العالم ومصيرها أن تكون شخشيخة فى يد من يريد أن يلهو بشعوبها ومقدراتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ولن يكون ذلك إلا بالعلم لا بالسحر ولا بالشعوذة ولا بالخزعبلات ولا بالترهات وتفسير الأحلام المعلقة بأرجل الطيور وإذا ما فسرت وقعت ولا بطحن التبن ( علف حيوانى ) مع الردة والإعلان فى القنوات الفضائية على تترات التسول على أنها علاج للسرطان والفشل الكلوى والفيروس C والاعتقاد بأن ضياع قمر الأبحاث العلمية ( إيجيبت سات 1 ) كان بسبب إغلاق القنوات الدينية ولا بمصانع بير السلم ومطابع بير السلم ولا بإهدار مخصصات وميزانيات البعثات التعليمية والبحث العلمى فى بلاد يحرم فيها تعديل بنود أى ميزانية ولكنه حلال فقط لوقف مسيرة العلم والبحث العلمى ويريدون أن يقنعونا أنه مفيش فلوس للابتعاث ولا للبحوث، الحمد لله فيه تريليونات لمرتبات وبدلات وحوافز وصلت لنصف المليون وللمليون وهذا غير الملايين التى شاهدناها فى مسلسلات رمضان وحذروا فزروا الصفر القادم فى أيه ولأيه وليه والغريب أن محمد على باشا الكبير لم يكن مصرياً وأصحابنا المسئولين الحاليين مصريون.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة