دائما ما يبدو لنا أحمد شوبير لغزا محيرا خاصة إذا ارتبط الأمر بالعلاقة بين الأقوال والأفعال.. وإذا اقتصر اللغز على علاقة شوبير بنفسه وكيف يتعامل مع ضميره وطموحه، فإن اللغز فى هذه الحالة لا يعنينا إلا فى حالة امتداده إلى آخرين فى إطار شخص لا يتسع إلى مستوى الرأى العام مثل أزمته مع مرتضى منصور.. أما وأن يتضخم اللغز ليصبح شوبير ممثلا للشعب فى البرلمان من بوابة الحزب الوطنى الذى لم يكن مرتاحا له فى الأشهر الأخيرة لدرجة المساعدة فى تحجيمه إعلاميا بل التفكير فى إنهاء ظاهرته ومساعدة خصومه على ملاحقته ومحاصرته بعد أن تضاربت لديه الأقوال والأفعال لدرجة الاشتباه فى كل ما كان يصدر عنه والتساؤل عما لو كان معنا أو مع غيرنا فى القضايا الخارجية الساخنة التى شغلت الوسط الرياضى المصرى.. وما صاحب ذلك من إشارات واضحة وضوح الشمس من كوادر مهمة فى الحزب الوطنى رأت أن شوبير أصبح ورقة محروقة إعلاميا بعد أن تعرضت مصداقيته لشروخ متتالية.. وورقة محروقة انتخابيا بعد أن تعددت مشاكله فى دائرته وكثر خصومه فى وقت لم يقدم فيه شيئا ملموسا لأهل الدائرة.
كل ذلك لم يمنع الحزب الوطنى من ترشيحه خوفا من فوز مرشح الإخوان.. ويعرف الحزب أنه يغامر لأن شوبير اليوم ليس شوبير الأمس إلا إذا كان عازما على المساعدة غير المشروعة فى صناديق الانتخاب.. ولا تعرف خفايا هذا اللغز.. ولا ندرى ما إذا كان زواج الحزب بنائبه ما زال مبنيا على الحب القديم.. أم أن هذا الحب تغير فعلا وبنى عليه الحزب زواجا جديدا تقليديا هو زواج الصالونات الذى تنعقد فيه صفقات زواج المصالح دون المرور بتجارب الحب والغرام.. ربما يكون الحزب الوطنى مضطرا لذلك لأنه لم يعثر على منافس للمرشح الآخر.. أو ربما يعرف الحزب أن شوبير بعد المتاعب الأخيرة والضربات المتلاحقة أصبح "عجينة" يسهل تكوين عدة أشكال منها وهو النمط المطلوب فى المرحلة القادمة التى يلعب فيها التابعون للحزب أدوارا غامضة ويقدمون المزيد من الألغاز التى تجعل الرأى العام دائما فى حالة تساؤل.. يفسر كل لغز بالشىء ونقيضه ولا يعرف رأسه من رجليه وبدلا من أن يبحث عن حلول يستغرق وقته كله فى البحث عن حل للغز نفسه وهى سياسة إشغال العقول بالجدل والتفسير والسفسطة حتى لا تقترب يوما من لمس يد الحقيقة.
هذه محاولة منى لتفسير ما لم يستوعبه عقل الناس الذين مازالوا حتى الآن مندهشين من لغز شوبير مع الحزب الوطنى مع أن المثل الشعبى الشهير والواقعى يقول: كل الطيور على أشكالها تقع.
إبراهيم ربيع يكتب: شوبير والحزب الوطنى.. وزواج الصالونات
الأحد، 31 أكتوبر 2010 02:46 م
إبراهيم ربيع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة