دعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى افتتاحيتها الصادرة مساء أمس الجمعة الرئيس باراك أوباما لوضع قضية إحلال الديمقراطية فى مصر على قائمة أولوياته، نظرا لما تمثله مصر من مرساة للاستقرار فى الشرق الأوسط بأكمله، وقالت إن النظام المصرى على ما يبدو لا يستشعر اهتمام الرئيس أوباما بملف الديمقراطية مثلما كان يفعل سلفه الرئيس جورج بوش، الذى دعا مصر "لقيادة الطريق" فى مجال الإصلاح العربى السياسى.
قالت الصحيفة فى مستهل افتتاحيتها المعنونة "مهمة أوباما لتحقيق الديمقراطية المصرية" إن الرئيس أوباما تحدث مع نظيره المصرى، عندما قابله فى سبتمبر المنصرم، حول الحاجة إلى وجود "مجتمع مدنى نابض بالحياة، وانفتاح منافسة السياسية، وإجراء انتخابات تتسم بالمصداقية والشفافية"، وفقا لملخص أصدره البيت الأبيض، ووصفت الافتتاحية توقيت تدخل أوباما بالمناسب، نظرا لاقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، واشتداد شوكة الحركة المنادية بإحلال الديمقراطية والإصلاح، على أن يبدأ بقبول النظام لإخضاع الانتخابات للرقابة الداخلية والدولية.
وزعمت "واشنطن بوست" أن الرئيس مبارك لم يلب نداء أوباما منذ ذلك الحين، فحكومته لم ترفض فقط مراقبة الانتخابات، وإنما شنت حملة قمع ضد حركات المعارضة ووسائل الإعلام، كما حملت الحكومة تبعة الخلاف فى جريدة الدستور وإقالة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى، وألغى بث برنامج تليفزيونى، الأمر الذى فسره بأنه ضغط من الحكومة، وإغلاق قرابة الـ17 قناة فضائية، كما فرضت قيودا جديدة على خدمة الرسائل القصيرة التى تستخدمها وسائل الإعلام المعارضة.
ورأت الافتتاحية أن موقف النظام مناقض كليا لما كان عليه أثناء الموسم الانتخابى عام 2005، فحينها خفف القيد على وسائل الإعلام، وطبق تعديلا دستوريا بموجبه سمح بوجود مرشحين آخرين يتنافسون على كرسى الرئاسة، وأفرج عن منافسه الرئيسى العلمانى من السجن. وزعمت الصحيفة أن النظام فعل ذلك إذعانا لضغوط الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش.
وقالت "واشنطن بوست" إن الاتجاه الذى تبنته مصر ليس خطأ الرئيس أوباما، ولكنه على ما يبدو لا يكترث كثيرا بملف الديمقراطية مثلما يهتم بانتقاد استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية، وأضافت "إذا كان الرئيس منزعجا من تحدى النظام المصرى، عليه أن يظهر ذلك بنفس الطريقة التى أظهر بها استياءه حيال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نيتانياهو.
وأشارت "واشنطن بوست" فى ختام افتتاحيتها إلى أن عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية تحدثوا بشأن هذه القضية، ونقلت عن مايكل بوسنر، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، قوله فى مستهل هذا الشهر أثناء زيارته للقاهرة، "قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية هذه تنطوى على أهمية خاصة بالنسبة لنا". وأضاف قائلا "إذا كان الرئيس أوباما جادا حقا بشأن ما قاله للرئيس مبارك –مثلما يتعين عليه- فينبغى عليه أن يمنح ذلك نفس الأولوية التى يمنحها للتجاوزات الإسرائيلية".
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة