انتقدت صحيفة "تشرين" السورية بشدة الاتهامات الأمريكية الأخيرة لسوريا بأنها تهدد الاستقرار فى لبنان وتتدخل بشئونه الداخلية، واصفة فى الوقت ذاته بأن كل الاتهامات منافية للمنطق وتصعيد لا معنى له كلما دار الحديث عن عملية السلام فى المنطقة.
وأعربت الصحيفة، فى افتتاحيتها اليوم "السبت" تحت عنوان "بعيدا عن المنطق"، عن استغرابها لتلك الاتهامات فى الوقت الذى يؤكد فيه رئيس حكومة لبنان وعشرات المسئولين اللبنانيين أن كل الادعاءات التى وجهت إلى سوريا هى ادعاءات كاذبة فى الوقت الذى تعمل فيه الإدارة الأمريكية وفق ما يصب فى مصلحة إسرائيل ويدعم احتلالها للأراضى العربية وتمردها على القانون وقرارات الشرعية الدولية.
كما أعربت الصحيفة عن شكوكها فى نيات وأمنيات الرئيس الأمريكى باراك أوباما التى أطلقها قبل عامين فى خطاب القاهرة، مؤكدة أن تراجعاته عن الوعود الإيجابية ناتجة عن عجزه عن تحقيق أى منها، أو عدم رغبته فى إصلاح السياسة الخارجية الأمريكية وطريقة الهيمنة والتسلط فى عهد سلفه بوش.
واتهمت الصحيفة "الإدارة الأمريكية بأنها لا تزال تعمل على تقويض استقرار المنطقة برمتها من فلسطين إلى لبنان والعراق واليمن والسودان وامتدادًا إلى أفغانستان بقولها "كل ملعب يوجد فيه الأمريكيون يتحول إلى فوضى".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يكفى ما يصدر عن البيت الأبيض من طمأنات أو تصريحات يسوقها الإعلام بينما الأفعال على أرض الواقع لم تغير قيد أنملة من صورة الولايات المتحدة المشوهة لدى مختلف شعوب العالم. ‾
وتساءلت الصحيفة بقولها "هل فى الموقف الأمريكى الجديد شىء من المنطق أم إنه تصعيد لا معنى له كلما دار حديث عن السلام فى المنطقة وعن استحقاقاته المعروفة وكلما دار حديث عن علاقات أمريكية سورية طبيعية.
والمعلن أمريكيًا دوما هو أن الولايات المتحدة تعمل وفق ما يصب فى مصلحة إسرائيل ويدعم احتلالها وتمردها على القانون وقرارات الشرعية الدولية، مشيرة إلى أنه لا يوجد حتى الآن مؤشرات أمريكية تدعم منطق العدالة والقانون وخاصة تهيئة الظروف المناسبة لعملية سلام عادل وشامل تحفظ الأمن والاستقرار فى المنطقة
المضطربة منذ عشرات السنين بسبب السياسة الأمريكية المواربة التى تبدد حتى الأمنيات الطيبة التى سبق للرئيس أوباما إطلاقها.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه "لا يوجد فى الموقف الأمريكى أى تطور إيجابى لتوصيف الاحتلال الإسرائيلى لأجزاء من الجنوب اللبنانى وللجولان وللضفة الغربية وأن السياسة الأمريكية الحالية لا تزال تنظر إلى المنطقة وقضاياها من خلال العين الإسرائيلية".
صحيفة سورية تنتقد اتهام أمريكا لدمشق بتهديد لبنان
السبت، 30 أكتوبر 2010 08:16 ص