سعيد الشحات

تحية إلى النائب حمدى الطحان

السبت، 30 أكتوبر 2010 12:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية يقفز إلى مشهد الصدارة فيها نواب يعرفون قيمة دورهم البرلمانى جيدا، ويعبر هؤلاء الحاجز الفاصل بين كونهم نوابا فى حزب الأغلبية (الوطنى)، أو نوابا فى أحزاب المعارضة، ففى الحالتين يكتسب هؤلاء النواب شعبيتهم لأنهم يخلعون رداء الحزبية من أجل المصلحة العامة.

وفى واقع الحياة البرلمانية الحالية فى مصر ينطبق هذا الأمر على النائب حمدى الطحان نائب الحزب الوطنى الذى اختار ألا يعيد ترشيح نفسه، بالرغم من أنه ترك وراءه سجلاً ناصعاً فى الممارسة البرلمانية النزيهة، وفى مواقف كثيرة ومن خلال رئاسته للجنة النقل والمواصلات بالمجلس خلع رداء الأغلبية التى تدافع عن سياسات الحكومة مهما كانت الأخطاء، وارتدى رداء المعارض، ولكن على طريقته الخاصة، ومن تكرار هذه الممارسات منه اكتسب مع عدد قليل جدا من نواب الأغلبية لقب "المعارضون من داخل الوطنى".

أعطت ممارسات الطحان البرلمانية ميزة للحزب الوطنى، تتمثل فى أنه حزب يجمع بين أعضائه أصواتا مميزة قد يختلف المعارضون معها، لكنهم لا يختلفون حولها، ولا تأتى هذه القيمة العظيمة من فراغ، فأصحابها لابد أن تتوفر فيهم شروط النزاهة فى الممارسة السياسية ونزاهة الضمير الإنسانى، وتلك الشروط لا تقتصر على عضو أو قيادة فى حزب حاكم، وإنما تمتد إلى المعارضين، ففى كثير من الأحيان يصطدم الناس فى معارض يملك القدرة فى حجته وفصاحته، لكنه يفتقد إلى نزاهة الضمير، فتنصرف الجماهير عنه رغم أنه معارض.

حمدى الطحان اختار أن يعتزل الحياة البرلمانية، رغم أنه يمتلك من الشعبية فى دائرته بكوم حمادة فى البحيرة ما يؤهله لإعادة انتخابه، وفى هذا القرار قيمة محترمة تؤكد صدق الرجل مع نفسه، كما كان صادقا فى ممارساته وهو نائب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة