حالة من السخط والتذمر أصابت الفلاحين فى أسيوط لمجرد سماعهم بقرار وزارة الزراعة الخاص بدفع مقابل مادى لتحصين رءوس الماشية والأغنام ضد الحمى القلاعية، يتراوح ما بين ثلاثة جنيهات لرأس الماشية الكبيرة ضد الحمى القلاعية وجنيهين فى التطعيم ضد الجدرى، بعد أن كانت تتم التطعيمات مرتين أو أكثر تبعا للمواسم بدون مقابل من قبل وزارة الزراعة والطب البيطرى، الأمر الذى دفع البعض إلى التنديد بذلك القرار المخالف للقانون ومقابلته بشىء من الاستياء والغضب.
النقراشى محمود فلاح من مركز ساحل سليم ندد بالقرار، مؤكدا أن الدولة تنادى بذلك القرار بخراب البيوت وليس حماية الحيوان قائلا: "إحنا ها ندفع إيه ولا إيه ارحمونا شويه".
وأكد كلامه حسن الطيب، أحد المزارعين من مركز البدارى، أنهم لا يستطيعون دفع المقابل للتطعيم وأن تربية المواشى تصرف أضعاف مضاعفة لثمنها، وأنهم لا يستطيعون حتى على تربيتها قائلا: "إحنا نبيع المواشى ونريح وكفاية إن اللحمة مابقيناش نشوفها وبكدة نبقى ريحنا الحكومة خالص".
فيصل مهران، مدير جمعية زراعية قال: "حينما كان التطعيم يتم مرتين بالعام استطعنا القضاء على الحمى القلاعية والجدرى سواء لرءوس المواشى الكبيرة أو الصغيرة أو حتى رءوس الأغنام، وبالتالى كانت هناك فرصة لزيادة نسبة الإنتاج من الثروة الحيوانية، ولكن بعد أن أقرت الحكومة تطعيم المواشى بمقابل مادى فإن معظم الفلاحين سيعزفون عن تطعيم المواشى، وذلك يؤدى إلى خسارة فادحة فى الثروة الحيوانية".
وأضاف فوزى على، مهندس زراعى، أنه حينما كانت هناك سابقا تحصين للقطن طويل التيلة من الآفات والديدان كان لدينا إنتاج عال من القطن، وبعزوف الفلاحين عن مهاجمة الآفات الزراعية قل إنتاج القطن بمصر وربما اختفى، وكذلك الأمر فى الثروة الحيوانية، هذا بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بيع المواشى بعد إصابة العديد منها بالحمى القلاعية فقد وصل سعر البقرة إلى أكثر من 12 ألف جنيها فى الوقت التى كانت تباع بـ4 أو 5 آلاف جنيها.
وأكد محمد مرزوق عبد الوكيل، مدير إدارة الطب البيطرى بأسيوط سابقا، أن تحديد مقابل مادى يتم تحصيله نظير تطعيم الماشية والحيوانات سوف يكون له الأثر السلبى على الثروة الحيوانية بشكل عام، فضلا عن العبء المادى الذى سوف يقع على كاهل الفلاحين وصغار المربين للماشية.
وتابع: "ففى الوقت الذى تشهد فيه البلاد ارتفاعا جنونيا فى أسعار المنتجات الحيوانية لابد أن تتجه الدولة إلى الاهتمام بهذه الثروة التى إن توفرت لها العناية الكافية والتطعيمات الوقائية اللازمة استطعنا أن نوفرها داخل بلادنا ونحق الاكتفاء الذاتى بدلا من الاعتماد على بعض الدول لسد حاجاتنا من هذه المنتجات، كما أن المقابل المادى أيا كانت قيمته كبيرة أو صغيرة سوف يخلق مجموعة من الرافضين للتطعيمات، نظرا لظروف إمكانياتهم المادية التى لا تتوافق مطلقا مع الارتفاع غير المعقول فى أسعار السلع والمنتجات لابد أن تكون تطعيمات الوقاية مجانية، فشلل الأطفال مثلا بالنسبة للإنسان نظرا لمجانيته استطعنا أن نقلل من ظهور المرض".
وقال لكن إذا كان الأمر غير ذلك كان من المحقق أن تزيد الحالات وخاصة بين الأسر الفقيرة وتطعيمات الماشية والحيوانات لابد أن تكون أيضا مجانية، لأننا نعتمد اعتمادا كبيرا عليها كمصدر تغذية، إذن لابد أن تكون هناك نظرة لهذه الثروة التى لا يمكن الاستغناء عنها.
أمين أباظة وزارة الزراعة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة